الإعجاز العلمي في التأثير الوقائي والعلاجي لثمار السدر كمضاد للتشنجات

عبير محمد سعد وقاص وريم حسب الله الحسني*

مقدمة

السدر شجر معروف في البلدان العربية منذ قرون بعيدة، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في عدد من المواضع، وذكرته الأحاديث المروية في الصحاح، وقد عرف الإنسان بعض الاستخدامات الطبية الشعبية له، إلا أن العلم الحديث كشف عن فاعليته وتأثيره الوقائي والعلاجي في العديد من الأمراض والتشنجات الجسدية، وقد أكدت التجارب المخبرية أن العلاج بالسدر علاج فعال ومضاد لاحتوائه على العديد من المركبات الطبيعية الفعالة وفي هذه الدراسة تم التركيز على إظهار التأثير الوقائي والعلاجي الذي يشمل العظام والأعصاب وغير ذلك من الأمراض.

clip_image764

النصوص الشرعية المتعلقة بأهمية نبات السدر:

السدر شجرة مباركة نالت من الله الخالق سبحانه وتعالى مكانة تكاد تنفرد بها، حيث ورد ذكر السدر في ثلاث سور من سور القرآن الكريم، فهي من أشجار الجنة يتفيأ تحتها أهل اليمين حيث قال تعالى:{ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين. في سدرٍ مخضوض. وطلحٍ مّنضود. وظلٍّ ممّدود} ( الواقعة 27-30 )

وقال تعالى في سورة سبأ: { لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنّتان عن يمين وشمال كلوا من رّزق ربكم  واشكروا له بلدة طيبة وربٌ غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنتيهم جنّتين ذواتي  أكل خمط وأثل وشيء من سدرٍ قليلٍ } ( سبأ: 15-16 )

وقال سبحانه وتعالى  في سورة النجم { عند سدرة المنتهى. عندها جنّة المأوى. إذ يغشى السّدرة ما يغشى} (النجم14-16 ).

ذكرت السنة النبوية السدر دلالة على مكانته العظيمة وفوائده الجمة، حيث جاء في سنن أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم قال:( من قطع سدر صوب الله رأسه في النار) وقال أبو داود: أي من قطعها عبثا وظلما بغير حق له فيها. وقد ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – النبق وهو ثمرة شجرة السدر – في الحديث المتفق على صحته: (أنه رأى سدرة المنتهى ليلة أسري به: وإذا نبقها مثل قلال هجر )…

وقال ابن قيم الجوزية: ( النبق ثمر شجر السدر ) كما ذكر في كتابه الطب النبوي أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض، كان أول شيء أكل من ثمارها النبق ( الجوزية،1985) و(عبد الغني،1403).

وقد عرف السدر من آلاف السنين فهو قديم قدم الإنسان وله عدة أسماء منها: الغُسل الأرْدَج والزَفْزُوف والعُرج، ويطلق على ثمارها: النِبق والجَنا والعَبري. والموطن الأصلي للسدر بلاد العرب وينتشر في الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام، وعرف في الشرق العربي منذ أقدم العصور والسدر يشبه شجر العناب غير أن ثمر العناب أحمر حلو وثمر السدر أصفر عطر الرائحة ( الحارثي،1418-منصور 2005). ويطلق على السدر أيضا النبات المقدس وهو نبات شجيري شائك، بري وزراعي ينبت في الجبال والرمال، والسدرة ظلها راحة وثمرها طعام، كثيفة الأوراق…. عميقة الجذور.. متعددة الأفرع … ظلالها وارفة ذات جذع قوي ويصل ارتفاعها إلى أكثر من اثني عشر متراً… أزهارها خضراء مصفرة، وتعيش الشجرة حوالي120عاماً… وتكثر زراعتها للزينة والظل في الحدائق والشوارع العامة، كما تزرع كمصدات للرياح وكحماية للتربة من الإنجراف… خشبها قوي جيد متعدد الاستعمالات، ويمكن أن تزرع شجرة السدر في أي وقت من السنة وفي أي فصل من الفصول، عدا مدة قصيرة وهي فترة اشتداد البرد في فصل الشتاء والأهم من ذلك أنها تعطي ثمارها مرتين خلال العام في أواخر الشتاء وبداية الربيع.

clip_image765

clip_image766

التركيب الكيميائي لنبات السدر

ترجع فعالية النبات الى احتوائه على العديد من المركبات الفعالة كالفلافونويدات flavonoids والبيبتيدات peptids والبيبتيدات القاعدية peptids alkaloids والصابونين saponin  والسكرياتsugars  (lactose , glucose and galactose) والجليكوسيدات glycosides والفيتامينات كفيتامين  AوفيتامينC. والفينولات polyphenols كمادة الروتينrutin   وهي أحد مركبات الفينول التي لها تأثير على مستوى الكالسيوم في العظام. ومادة التانين tannins وهي من المواد الفعالة المضادة للأكسدة (al.1994 adzu et al . 2001 ,glombitza et nawwar et .,1984 )

أجرى Duke (1985) اختبارا لمعرفة مكونات ثمار السدر فوجد أن 100جم من الثمار الجافة تحتوي على 314 سعر حراري كما أنها تحتوي :9.3%من الماء H2O و4.8%من البروتين و0.9% من الدهون و80.6% من الكربوهيدرات  و4.4% من الرماد ash  و140mg من الكالسيوم Ca و3mg  من الحديد Fe و04، 0mg من الثيانين thiamin و13، 0 mg من الريبوفلافين  riboflavin و3,7 mg من النياسين niacin و30mg من حامض الأسكوربيك ascorbic acid

clip_image767

استخدامات السدر في الطب الشعبي والطب الحديث

تستخدم أوراق السدر بشكل واسع في الطب الشعبي في كثير من البلدان العربية وخاصة في المملكة العربية السعودية حيث يستخدم كخافض للحرارة، كما يستخدم مسحوق الأغصان ضد لدغة الثعبان، ومغلي الأوراق في الماء يستعمل في غسل الرأس حيث أنه مقوي لأصول الشعر، ويستخدم أيضا كعلاج لآلام الأسنان وكغسول للفم. كما يستخدم نبات السدر كملين وكعلاج لآلام المعدة. ولقد ذكرت العديد من الدراسات أن النحل المغذى على أزهار السدر خلال شهر نوفمبر ينتج عسلاً ممتازًا يفيد في علاج كثير من الأمراض. وتستخدم جميع أجزاء النبات من ثمار وأوراق وبذور ولحاء في الطب الحديث كمطهر للجروح وكعلاج للخراجات والدمامل كما تستخدم كعلاج للأرق والاضطربات العصبية وفي علاج هشاشة العظام وكمضاد للفطريات والبكتريا والفيروسات. كما أن لها دورًا إيجابيًا في علاج الأورام السرطانية. ولقد أشارت بعض الدراسات إلى التأثير المهدئ لنبات السدر تأثيرا مهدئا وفعالا. وفي عام 2002 أظهرت دراسات أن معاملة الفئران بمستخلص أوراق السدر عن طريق الفم أدت إلى زيادة  فترات النوم وانخفاض معنوي في النشاط الحركي.

نظرًا للأهمية البالغة لأشجار السدر خاصة في المملكة العربية السعودية حيث تعتبر أرض المملكة العربية السعودية أرضًا خصبة لنمو النبات كما أنه يستخدم بشكل كبير كعلاج شعبي ضد العديد من الأمراض وكذلك لندرة الدراسات التي تبحث في الفوائد الصحية له فقد تم اختياره في الدراسات الحالية والتي تهدف إلى دراسة التأثير الوقائي والعلاجي المحتمل لمستخلص أوراق السدر كمضاد للتشنجات…

من النتائج

أدى استعمال محلول أوراق السدر إلى ارتفاع نسبة الموصلات العصبية داخل الدماغ مما أدى إلى اختفاء التشنجات الثانوية الناتجة عن تأثير المعاملة بالبنتلين تترازول مما يجعل لأوراق السدر تأثير علاجيا وفعالا كمضاد للتشنجات حيث أنه مصدر طبيعي واستخدامه كمضاد لتشنجات قد ينتج عنه انخفاض لآثار الجانبية التي قد تصاحب العلاج العقاقير الطبية المصنعة.

وبهذه الحقائق الطبية التي توصل إلى معرفتها علماء العصر حول العلاج بالسدر تستبين لنا أهمية الإشارة إلى هذه النبتة التي ذكرها كتاب الله عز وجل وأشار إليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يترجم التطابق التام بين المحتوى الخبري في هذا الكتاب المجيد مع الحقائق الكونية الثابتة والمستقرة حسب المنهج العلمي المعتبر مما يدل بشكل قاطع على ربانية هذا الكتاب وصدق رسالة من بلغنا إياه صلى الله عليه وسلم.

________________________________

* للراغبين بمتابعة البحث بكامله مع الهوامش العودة الى الموقع  www.eajaz.org