أسعد بن زرارة الأنصاري

رضي الله عنه

مقدمة- بوادر إسلامه: أسعد بن زرارة بْنِ عُدَسِ بْنِ عُبَيْدِ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. من يثرب.

قَدِمَ مِنَ الشَّامِ تَاجِرًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ قَوْمِهِ. فَرَأَى رُؤْيَا أَنَّ آتِيًا أَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ نَبِيًّا يَخْرُجُ بِمَكَّةَ يَا أَبَا أُمَامَةَ فَاتَّبِعْهُ. وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّكُمْ تَنْزِلُونَ مَنْزِلا فَيُصَابُ أَصْحَابُكَ فَتَنْجُو أَنْتَ وَفُلانٌ يُطْعَنُ فِي عَيْنِهِ. فَنَزَلُوا مَنْزِلا فَبَيَّتَهُمُ الطَّاعُونُ فَأُصِيبُوا جَمِيعًا غَيْرَ أَبِي أُمَامَةَ وَصَاحِبٍ لَهُ طُعِنَ فِي عَيْنِهِ.

أول من أسلم من الأنصار:

أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ. خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَالَ لَهُمَا: قَدْ شَغَلَنَا هَذَا الْمُصَلِّي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: وَكَانَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ يَتَكَلَّمَانِ بِالتَّوْحِيدِ بِيَثْرِبَ. فَقَالَ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ لأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ حِينَ سَمِعَ كَلامَ عُتْبَةَ: دُونَكَ هَذَا دِينُكَ. فَقَامَا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الإِسْلامَ فَأَسْلَمَا ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ. فَلَقِيَ أَسْعَدُ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلامِهِ وَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ. ص. وَمَا دَعَا إِلَيْهِ. فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: فَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأُسْلِمُ.

ثم حضر أسعد اللقاء الأول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيعتي العقبة الأولى والثانية. وكان له موقف حاث ومشجع ليحذو بقية الوفد حذوه، كما سيأتي بيانه.

دعوة أهل المدينة إلى الإسلام:

اللقاء الأول:

في السنة الحادية عشرة للبعثة، خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب وحجّاجهم كما كانت عادته في كل موسم، وبينما هو عند العقبة بين مكة ومنى إذ لقي رهطا من الأوس والخزرج وهم يحلقون رؤوسهم، كانوا يحجون فيمن يحج من العرب، وهما قبيلتان مشهورتان عظيمتان من العرب في يثرب وتقع على بعد 500 كلم شمال مكة يكثر فيها النخيل والبساتين والماء.

قال لهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَفَرٌ مِنْ الْخَزْرَجِ، قَالَ: أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَفَلَا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمُكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. فَجَلَسُوا مَعَهُ، فَدَعَاهُمْ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) }، [سورة إبراهيم].

وَكَانَ اليَهُودَ مَعَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ، وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ وَأَصْحَابَ أَوْثَانٍ، وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلَادِهِمْ، فَكَانُوا إذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ: إنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثٌ الْآنَ، قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ، نَتَّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ. وفي ذلك أنزل الله تعالى قرآناً، فيما بعد، معاتباً يهود المدينة الذين أبوا الإسلام، فقال:

وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا، فَلَمَّا جاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ 2: 88- 89.

وكان يهود المدينة يصفون لعربها صفات النبي المنتظر فإذا بهم يجدونها تتطابق مع صفات هذا الرجل الذي يدعوهم للإسلام، فكان التوحيد فيهم مقبولاً لتآلفهم مع ما يردده جيرانهم اليهود من كلام التوراة.

فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُولَئِكَ النَّفَرَ، وَدَعَاهُمْ إلَى اللَّهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: يَا قَوْمِ، تَعْلَمُون وَاَللَّهِ إنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ، فَلَا تَسْبِقُنَّكُمْ إلَيْهِ.

فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إلَيْهِ، بِأَنْ صَدَّقُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْإِسْلَامِ، وَقَالُوا: إنَّا قَدْ تَرَكْنَا قَوْمَنَا، وَلَا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ، فَعَسَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ اللَّهُ بِكَ، فَسَنَقْدَمُ عَلَيْهِمْ، فَنَدْعُوهُمْ إلَى أَمْرِكَ، وَتَعْرِضُ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَجَبْنَاكَ إلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ، فَإِنْ يَجْمَعْهُمْ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ. ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعِينَ إلَى بِلَادِهِمْ، وَقَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا.

فَلَمَّا عادوا إلى الْمَدِينَةَ ذَكَرُوا لقومهم رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبدأ ذكر الدين الجديد والنبي الموعود يفشو في المدينة شيئاً فشيئاً.

بيعة الْعَقَبَةُ الْأُولَى

حَتَّى إذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ وَافَى الْمَوْسِمَ مِنْ الْأَنْصَارِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَلَقَوْهُ بِالْعَقَبَةِ، وَهِيَ الْعَقَبَةُ الْأُولَى، فَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: (كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَكُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ، عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانِ نَفْتَرِيهِ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ. فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمْ الْجَنَّةُ. وَإِنْ غَشِيتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأَمْرُكُمْ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إنْ شَاءَ عَذَّبَ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ).

رِجَالُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى:

مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ، وَعَوْفٌ، وَمُعَاذٌ، ابْنَا الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ. ومِنْ بَنِي زُرَيْقٍ: رَافِعُ بْنُ مَالِكِ، وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ. ومِنْ بَنِي عَوْفٍ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ. ومِنْ بَنِي سَالِمٍ: الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ. ومِنْ بَنِي سَلِمَةَ، بِلَامِ مَكْسُورَةٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ، ومِنْ بَنِي سَوَادٍ: قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ، ومِنْ الْأَوْسِ: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَاسْمُهُ مَالِكٌ. ومِنْ بَنِي عَمْرٍو: عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ .

الإسلام يغشى المدينة:

وبعد أن تمت هذه البيعة بعث صلى اللّه عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويغرس في قلوبهم حب الله وحب رسوله.

وخلال عام واحد فشا الإسلام في يثرب وأقام مصعب فيهم صلاة الجمعة ما أن بلغ عدد المسلمين فيهم الأربعين ، ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا حياً واحداً من أحياء المدينة وأضحت يثرب أول مدينة إسلامية في التاريخ.

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار مُصْعَب بن عُمير رضي الله عنه أخا بني عبد الدار، فنزل في بني غَنْم على أسعد بن زُرارة يحدِّثهم ويقصُّ عليهم القرآن.

وكان أسعد مرشداً ومستشارا لمصعب يجمع له الناس ويعرفه بالقوم وكان سبباً في إسلام سيد الخزرج سعد بن معاذ إبن خالته، وصديق سعد أسيد بن حضير سيد الأوس، فقال لمصعب حين قدم أسيد عليهما: هذا سيِّد قومه وقد جاءك فأصدق الله فيه.

ثم إِنَّ بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة، فانتقل مصعب بن عمير إلى جوار سعد بن معاذ.

بيعة العقبة الثانية:

أصبحت المدينة مستعدة لاحتضان الدين الجديد بنبيه ورجاله وعقيدته ،وازداد شوق الأنصار لرؤية نبيهم الذي أحبوه ولم يروه بعد فائتمر منهم سبعون رجلاً وتنادوا فيما بينهم: ” حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطرد في جبال مكة ويُخاف؟ “. فاتفق جماعة منهم ، يصحبهم مصعب ، للقاء النبي صلى اللّه عليه وسلم مستخفين لا يشعر بهم أحد فوافوا مكة مع كفار قومهم في الموسم في ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة ، واجتمعوا به وواعدوه أوسط أيام التشريق في 12 ذي الحجة ( من أيام عيد الأضحى) فلما كان الليل خرجوا بعد مضي ثلثه يتسللون حتى اجتمعوا بالعقبة وحضر معهم عبد اللّه بن عمرو بن حرام أبو جابر (والد جابر وقد استشهد يوم أحد ومثل به) ، وأسلم تلك الليلة وجاءهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وكان لا يزال على دين قومه وأحب أن يتوثق لابن أخيه وكان اول من بايع تلك الليلة وهو أول من تكلم. فقال يا معشر خزرج (وكانت العرب تسمي الخزرج والأوس به) إن محمداً منا حيث قد علمتم في عز ومنعة وأنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم فإن كنتم ترون أنكم تفون له بما دعوتموه إليه وما نعوه فأنتم وذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة.

شق على أسعد بن فزارة كلام العباس فقال: يا رسول الله إئذن لنا فلنجبْهُ غير مُخُشِنين بصدرك ولا متعرِّضين لشيء مما تكره إلا تصديقاً لإِجابتنا إيام، وإيماناً بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أجيبوه غيرع مُتَّهمين» . فقال أسعد بن زُرارة – وأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه – فقال: يا رسول الله، إنَّ لكل دعوة سبيلاً، إنْ لينٌ وإنْ شدةٌ، وقد دعوتَ اليوم إلى دعوة متجهِّمة للناس متوعِّرة عليهم، دعوتنا إلى ترك ديننا واتباعك على دينك وتلك رتبة صعبة فأجبناك إلى ذلك، ودعوتنا إلى قطع ما بيننا وبين الناس من الجوار والأرحام القريب والبعيد وتلك رتبة صعبة فأجبناك إلى ذلك، ودعوتنا ونحن جماعة في دار عز ومَنَعَة لا يطمع فيها أحد أن يرأس علينا رجل من غيرنا قد أفرده قومه وأسلمه أعمامه وتلك رتبة صعبة فأجبناك إلى ذلك، وكل هؤلاء الرتب مكروهة عند الناس إلا من عزم الله على رشده والتمس الخير في عواقبها وقد أجبناك إلى ذلك بألسنتنا وصدورنا، وأيدينا، إيماناً بما جئت به، وتصديقاً بمعرفة ثبتت في قلوبنا، نبايعك على ذلك ونبايع ربَّنا وربَّك، يد الله فوق أيدينا، ودماؤنا دون دمك، وأيدينا دون يدك، نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأبناءنا ونساءنا، فإنْ نفي بذلك فلِلَّهِ نَفي، وإنْ نغدر فبالله نغدر ونحن به أشقياء، هذا الصدق منا يا رسول الله: والله المستعان.

ثم أقبل على العباس بن عبد المطلب بوجهه فقال: وأما أنت أيُّها المعترض لنا بالقول دون النبي صلى الله عليه وسلم ـ والله أعلم ما أردت بذلك؟ – ذكرت أنَّه ابنُ أخيك وأحبُّ الناس إليك، فنحن قد قطعنا القريب إِلينا والبعيد وذا الرحم، ونشهد أنه رسول الله، الله أرسله من عنده، ليس بكذاب، وأنَّ ما جاء به لا يشبه كلام البشر، وأما ما ذكرت أنَّك لا تطمئن إلينا في أمره حتى تأخذ مواثيقنا فهذه خصلة لا نردّها على أحد أرادها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ ما شئت، ثم التفت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، خذ لنفسك ما شئت، واشترط لربك ما شئت.

فأجاب البراء بن معرور الأنصاري: ” قد سمعنا ما قلت وإنا والله لو كان في أنفسنا غير ما تنطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله “.

ثم قال أسعد بن زرارة :” تكلم يا رسول اللّه وخذ لنفسك ولربك ما أحببت”.

فتكلم صلى الله عليه وسلم وتلا القرآن ورغب في الإسلام ثم قال:

أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم”. قالوا: فلك ذلك ، ثم قاموا ليبايعوه فتلا عليهم نص البيعة:

تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وأن لا تنازعوا الأمر أهله ، وأن تقولوا الحق لا تخافون في الله لومة لائم ، وأن تنصروني إذا قدمت إليكم وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم ولكم الجنة”.

وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود في الإخلاص والتوثق لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ أخذ بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعنّك مما نمنع منه ذرارينا فبايعنا يا رسول اللّه فنحن واللّه أهل الحرب، فضرب أسعد بن زرارة على أيديهم وهو أصغرهم سناً وقال: “رويداً يا أهل يثرب ! إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله! إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضّكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مسّتكم فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله (من الخيانة) .فأجابه قومه: أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ثم قام أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال: يا رسول اللّه إن بيننا وبين الناس حبالا وإنا قاطعوها يعني اليهود فهل عسيت إن أظهرك اللّه عز وجل أن ترجع إلى قومك وتَدَعُنا؟ فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال بل الدم الدم، الهدم الهدم، أنتم مني وأنا منكم أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم ، فقال ابن التيهان نقبله على مصيبة الأموال وقتل الأشراف. وكان أسعد أول المبايعين مصافحة ثم بايعه الباقون وأقسموا عليها واحداً واحداً . وكانت عدة الذين بايعوا في تلك الليلة سبعين رجلا وامرأتين نسيبة بنت كعب أم عمارة وأسماء بنت عمرو بن عدي من بني سلمة (وقد بايعته المرأتان قولاً من غير مصافحة.)

فَقَالَ رسول الله. ص: إِنَّ مُوسَى أَخَذَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَيْ عشر نقيبا فلا يجدن أَحَدٌ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ غَيْرُهُ فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ.

واختار منهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اثني عشر نقيباً تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وهم: 1-سعد بن عبادة .2- أسعد بن زرارة.3- سعد بن الربيع.4- سعد بن خيثمة (من الأوس).5- المنذر بن عمرو.6- عبد اللّه بن رواحة.7- البراء بن معرور.8- أبو الهيثم بن التيهان(من الأوس).9- أسيد بن حضير. (من الأوس) 10- عبد اللّه بن عمرو بن حرام.11- عبادة بن الصامت. 12- رافع بن مالك . وكان أَبُو أمامة أصغرهم، إلا جابر بْن عَبْد اللَّهِ، وكان نقيب بني النجار.

فَلَمَّا تَخَيَّرَهُمْ قَالَ لِلنُّقَبَاءِ: أَنْتُمْ كُفَلاءُ عَلَى غَيْرِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَنَا كَفِيلٌ عَلَى قَوْمِي. وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم – نَقَّبَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ عَلَى النُّقَبَاءِ.

أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ تِلْكِ اللَّيْلَةِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ثُمَّ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ثُمَّ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ.

قَالَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: كَانَتِ الرِّجَالُ تُصَفِّقُ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَيْلَةَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَلَمَّا بَقِيتُ أَنَا وَأُمُّ مَنِيعٍ نَادَى زَوْجِي عَرَفَةُ بْنُ عَمْرٍو: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ امْرَأَتَانِ حَضَرَتَا مَعَنَا تبايعانك. [فقال رسول الله. ص: قَدْ بَايَعْتُهُمَا عَلَى مَا بَايَعْتُكُمْ عَلَيْهِ. إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ. قَالَتْ:] فَلَقِينَا رَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِنَا. سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو وَأَبَا دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ. يُرِيدَانِ أَنْ يَحْضُرَا الْبَيْعَةَ فَوَجَدَا الْقَوْمَ قَدْ بَايَعُوا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ بَايَعَا أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ وَكَانَ رَأْسُ النُّقَبَاءِ فِي السَّبْعِينَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ.

لم يكن للأنصار في هذه البيعة مصلحة دنيوية بل كانت إيماناً بالله وحباً وشغفاً برسول الله وأدركوا من البداية أنهم سيجاهدون بأموالهم وأنفسهم لقاء رضوان الله ولهم الجنة. ولإسلام الأنصار شأن كبير في تاريخ الإسلام وعبرة تخليد وتمجيد ذكرى من سبق إلى نصرة الإسلام.

هجرة الصحابة ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

رجع وفد الأنصار إلى المدينة فكان قدومهم في ذي الحجة فأقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر واشتدت قريش لما بلغها إسلام من أسلم من الأنصار على من بمكة من المسلمين فأصابهم جهد شديد. فاخذوا يهاجرون تباعاً إلى المدينة. ولَمَّا هَاجَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ.

ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول وقدمها لأثني عشرة ليلة خلت منه.

تابع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيره على ناقته إلى أن بَرَكَتْ حيث بني مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بعد ذلك، فقال: «هذا – إِن شاء الله – المنزل». وجَعَلَ النَّاسُ يُكَلِّمُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي النُّزُولِ عَلَيْهِمْ. وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبٍ فَحَطَّ رَحْلَهُ فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – [يَقُولُ: الْمَرْءُ مَعَ رَحْلِهِ!] وَجَاءَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فَأَخَذَ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَكَانَتْ عِنْدَهُ.

كان المكان، الذي اختاره الرسول مسجداً، مِرْبداً للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في في حِجْر أسعدَ بن زُرارة رضي الله عنه. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً. فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منها هبة، حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجداً.

وفاته رضي الله عنه:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم – عاد أسعد بن سهل بْنَ زُرَارَةَ وَبِهِ الشَّوْكَةُ(أي الذبحة الصدرية). فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ [قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودَ يَقُولُونَ لَوْلا دَفَعَ عَنْهُ وَلا أَمْلِكُ لَهُ وَلا لِنَفْسِي شَيْئًا لا يَلُومُونِي فِي أَبِي أُمَامَةَ. ثُمَّ] أَمَرَ بِهِ فَكُوِيَ وَحَجَّرَ بِهِ حَلْقَهُ. يَعْنِي بِالْكَيِّ.

ولَمَّا تُوُفِّيَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – غُسْلَهُ وَكَفَّنَهُ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْهَا بُرْدٌ وَصَلَّى عَلَيْهِ. وَرُئِيَ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَمْشِي أَمَامَ الْجَنَازَةِ. وَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ.

كان أسعد بن زرارة أول من بايع من الأنصار وأول من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة وكان أول ميت صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من دفن بالبقيع.

مَاتَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَمَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمَئِذٍ يُبْنَى. وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ. فَجَاءَتْ بَنُو النَّجَّارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، إن أسعد قد مات وكان نقيبنا، فلو جعلت لنا نقيبًا، فقال: أنتم أخوالي، وأنا نقيبكم، فكانت هذه فضيلة لبني النجار.

وصيته في أولاده رضي الله عنه:

أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. بِبَنَاتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَكُنَّ ثَلاثًا. فَكُنَّ فِي عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَدُرْنَ مَعَهُ فِي بُيُوتِ نِسَائِهِ وَهُنَّ كَبْشَةُ وَحَبِيبَةُ وَالْفَارِعَةُ. وهي الفريعة. بنات أسعد.

عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ امْرَأَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ. وهو أسعد زُرَارَةَ. بِأُمِّي وَخَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَدِمَ عَلَيْهِ حُلِيُّ فِيهِ ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ فَحَلاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ تِلْكِ الرِّعَاثِ. قَالَتْ فَأَدْرَكْتُ بَعْضَ ذَلِكَ الْحُلِيَّ عِنْدَ أَهْلِي.

زوجته: عميرة بِنْت سهل من بني النجار. ولدت له بناته الفريعة وكبشة وحبيبة. أسلمن وبايعن رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَسْلَمْتُ أمهن عميرة وبايعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –

إبنته الفارعة: أو الفريعة بنت أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ. وأمها عميرة بِنْت سهل من بني النجار. أسلمت الفريعة وبايعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –وكانت أكبر بنات أسعد بن زرارة. لما بلغت خطبها نبيط بن جابر من بني النجار فزوجها إياه رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَلَمَّا كانت الليلة التي زفت فيها قال لهم قولوا:

أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم … ولولا الحنطة السمراء لم نحلل بواديكم

لولا الذهب الأحمر ما جئناكم

فدخلت على نبيط فحملت بعبد الملك بن نبيط. فلما ولدت جاء به أبوه إلى رسول الله فقال: يا رسول الله سمه. فسماه رسول الله عبد الملك وبرك فيه.

إبنته حبيبة: بنت أبي إمامة أسعد بن زرارة، تزوجها سهل بن حنيف، فولدت له أبا أمامة، سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسعد وكناه أبا أمامة، باسم جده وكنيته.

إبنه يحيى.

أمه رضي الله عنه وعنها: فريعة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الجراح الأنصارية . بايعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

من مآثره رضي الله عنه:

عن عبد الرحمن بن الصحابي الأنصاري كعب بن مالك قال كنت قائد أبي كعب حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة قال: فمكثت حينا على ذلك لا يسمع الأذان إلى الجمعة إلا صلى عليه واستغفر له قال: فقلت في نفسي: والله إن هذا بي لعجز أن لا أسأله ماله إذا سمع الأذان بالجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة؟ قال: فخرجت به يوم الجمعة كما كنت أخرج فلما سمعت الأذان بالجمعة صليت على أبي أمامة أسعد بن زراراة قال: أي بني كان من جمع بنا بالمدينة في هزم حرة بني بياضة في نقيع يقال له: نقيع الخضمات قلت: وكم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلا.

قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12]