زيد بن ثابت

رضي الله عنه

كاتب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مقدمة: -ح: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.

زيد بْن ثابت بْن الضحاك بْن زيد ابن لوذان بْن عمرو بْن عبد بْن عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري أمه النوار بنت مالك بْن معاوية بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار، كنيته أَبُو سَعِيد، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، وقيل: أَبُو خارجة.

قتل أبوه يوم بعاث وهي الحرب التي وقعت قبل خمس سنوات من الهجرة بين الأوس والخزرج وزكاها يهود يثرب:

قال زيد بن ثابت كانت وقعة بعاث وأنا ابن ست سنين وكانت قبل هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بخمس سنين فقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن إحدى عشرة سنة وأتي بي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا غلام من الخزرج قد قرأ ست عشرة سورة فلم أجز في بدر ولا أحد وأجزت في الخندق.( وهو ابن خمس عشرة سنة).

وكان زيد بن ثابت يكتب الكتابين جميعا كتاب العربية وكتاب العبرانية

كان زيد يكتب لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي وغيره، وكانت ترد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب بالسريانية او العبرية فأمر زيدًا فتعلمها، وكتب بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبى بكر، وعمر، وكتب لهما معه معيقيب الدوسي أيضًا.

واستخلف عمر زيد بْن ثابت عَلَى المدينة ثلاث مرات، مرتين في حجتين، ومرة في مسيره إِلَى الشام.

وكان عثمان يستخلفه أيضًا إذا حج، ورُمِيَ يَوْم اليمامة بسهم فلم يضره.

وكان أعلم الصحابة بالفرائض، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أفرضكم زيد “.

فأخذ الشافعي بقوله في الفرائض عملًا بهذا الحديث، وكان من أعلم الصحابة والراسخين في العلم.

وكان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأزمتهم (أرزنهم) إذا كان في القوم.

روى عنه عدد من الصحابة ومن ولده: ابن عمر، وَأَبُو سَعِيد، وَأَبُو هريرة، وأنس، وسهل بْن سعد، وسهل بْن حنيف، وعبد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي، ومن التابعين: سَعِيد بْن المسيب، والقاسم بْن مُحَمَّد، وسليمان بْن يسار، وأبان بْن عثمان، وبسر بْن سَعِيد، وخارجة، وسليمان ابنا زيد بْن ثابت، وغيرهم.

جار النبي صلى الله عليه وسلم:

سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حافلة يصعب حصرها: دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَخْلاقِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ: مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ؟ كُنْتُ جَارَهُ. فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ لَهُ. وَكَانَ إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا. وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا. أَفَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ؟.

-قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: فَأَوَّلُ هَدِيَّةٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله.ص. فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ هَدِيَّةٌ دَخَلْتُ بِهَا إِنَاءٌ قَصْعَةٌ مَثْرُودَةٌ فِيهَا خُبْزٌ وَسَمْنٌ وَلَبَنٌ فَقُلْتُ: أَرْسَلَتْ بِهَذِهِ الْقَصْعَةِ أُمِّي. فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ! وَدَعَا أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا. فَلَمْ أَرْمِ الْبَابَ حَتَّى جَاءَتْ قَصْعَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ثَرِيدٌ وَعِرَاقٌ. وَمَا كَانَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلا وَعَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الثَّلاثَةُ وَالأَرْبَعَةُ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يَتَنَاوَبُونَ ذَلِكَ. حَتَّى تَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ وَكَانَ مُقَامُهُ فيه سبعة أشهر.

-وكَانَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً. فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عَلَّمَ عَشْرَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْكِتَابَةَ. فَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِمَّنْ عُلِّمَ.

-جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِت ومعاذ بن جبلٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ، وأبو زيد (سعد بن عبيد من بني عمرو بن عوف).

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: قال لي رسول الله. ص: إِنَّهُ يَأْتِينِي كُتُبٌ مِنْ أُنَاسٍ لا أُحِبُّ أن يَقْرَأَهَا أَحَدٌ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعَلَّمَ كِتَابَ الْعِبْرَانِيَّةِ أَوْ قَالَ السُّرْيَانِيَّةِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً] .

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْمَدِينَةَ قَالَ لِي: تَعَلَّمْ كِتَابَ الْيَهُودِ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ الْيَهُودَ عَلَى كِتَابِي. قَالَ: فَتَعَلَّمْتُهُ فِي أَقَلِّ مِنْ نِصْفِ شَهْرٍ] .

كما علّمه النبي علم الميراث فكان اعلم الصحابة بهذا العلم: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: أَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدٌ] . وقوله: أَفْرَضُ أُمَّتِي زيد بن ثابت] .

في غزوة الخندق: اول مشهد له كان ممن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما إنه نعم الغلام وغلبته عيناه يومئذ فرقد فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا رقاد نمت حتى ذهب سلاحك وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من له علم بسلاح هذا الغلام؟ فقال عمارة بن حزم يا رسول الله أنا أخذته فرده فنهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ أن يروع المؤمن أو أن يؤخذ متاعه لاعبا جدا. (اي لا ياخذه على سبيل الهزل ثم يحبسه فيصير ذلك جدا).

في غزوة خيبر:

وكان الَّذِي ولي إحصاء النّاس يوم خيبر زيد بن ثابت فأحصاهم ألفا وأربعمائة والخيل مائتي فرس.

يوم حنين:

أمِر زيد بْن ثابت بإحصاء النّاس والغنائم يوم حنين ثُمَّ فضها عَلَى النّاس فكانت سهامهم لكل رَجُل أربع من الإبل وأربعون شاة. فإن كَانَ فارسا أخذ اثني عشر من الإبل وعشرين ومائة شاة. وإن كَانَ معه أكثر من فرس لم يسهم لَهُ.

في غزوة تبوك:

دفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) راية بني مالك بن النجار إلى عمارة بن حزم يوم تبوك، ثم أدرك زيد بن ثابت فأعطاه الراية قال عمارة: (يا رسول الله لعلك وجدت علي) قال: “لا والله ولكن قدموا القرآن وكان زيد أكثر أخذا للقرآن منك والقرآن يقدم وإن كان عبدا أسود مجدعا “. وأمر في الأوس والخزرج أن يحمل راياتهم أكثرهم اخذا للقرآن وكان أبو زيد يحمل راية بني عمرو بن عوف وكان معاذ بن جبل يحمل راية بني سلمة.

في عهد أبي بكر الصديق:

موقفه يوم سقيفة بني ساعدة:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَامَتْ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلا مِنَّا فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الأَمْرَ رَجُلانِ أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ وَالآخَرُ مِنَّا. قَالَ فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَإِنَّ الإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ حَيٍّ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ. ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ.

في عهد عمر:

كان أول ما تولاه في عهد عمر قسمة الغنائم في اليرموك.

عمر يستخلفه ولا يستغني عنه:

كان عمر يستخلف زيد بن ثابت في كل سفر يسافره وكان يفرق الناس في البلدان ويوجهه في الأمور المهمة ويطلب إليه الرجال المسمون فيقال له زيد بن ثابت فيقول لم يسقط علي مكان زيد ولكن أهل البلد يحتاجون إلى زيد فيما يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره.

قال زيد: كان عمر يستخلفني على المدينة فوالله ما رجع من مغيب قط إلا قطع لي حديقة من نخل

عن زيد بن ثابت أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه جاءه يستأذن عليه يوماً، فأذن له ورأسه في يد جارية له ترجِّله، فنزع رأسه، فقال له عمر: دَعْها ترجِّلك، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليَّ جئتك، فقال عمر: إنما الحاجة لي.

تنازع في جعذاذ نخل أبيّ بن كعب، وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما -، فبكى أبيّ ثم قال: أفي سلطانك يا عمر؟ فقال عمر: إجعل بيني وبينك رجلاً من المسلمين. قال أبيّ: زيد، قال: رِضًى، فانطلقا حتى دخلا على زيد . فقال عمر: أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يُؤتى الحَكَمُ. فلما دخلا عليه وسَّع له زيد عن صدر فراشه فقال: ها هنا أمير المؤمنين. فقال له عمر: هذا أول جَوْر جُرْت في حكمك، ولكن أجلس مع خصمي، فجلسا بين يديه. فادّعى أُبيّ وأنكر عمر، فقال زيد لأُبيّ: أعفِ أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره، فحلف عمر، ثم أقسم: لا يدرك زيدٌ القضاءَ حتى يكون عمرُ ورجلٌ من عُرْض المسلمين عنده سواء.

اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا. ومَا كَانَ عُمَرُ وَلا عُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَحَدًا فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْفَرَائِضِ وَالْقِرَاءَةِ.

وخَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ.

وحج عمر في سنة ست عشرة وخلف على المدينة زيد بن ثابت وفيها كتب التاريخ. (تقرر التأريخ بالهجري).

كَانَ عُمَرُ يَسْتَخْلِفُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي كُلِّ سَفَرٍ. أَوْ قَالَ سَفَرٍ يُسَافِرُهُ. وَكَانَ يُفَرِّقُ النَّاسَ فِي الْبُلْدَانِ وَيُوَجِّهُهُ فِي الأُمُورِ الْمُهِمَّةِ وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ الرِّجَالَ الْمُسَمَّوْنَ فَيُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. فَيَقُولُ: لَمْ يَسْقُطْ عَلَيَّ مَكَانُ زَيْدٍ. وَلَكِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ يَحْتَاجُونَ إِلَى زَيْدٍ فِيمَا يَجِدُونَ عِنْدَهُ فِيمَا يَحْدُثُ لَهُمْ مَا لا يَجِدُونَ عِنْدَ غَيْرِهِ.

وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ زيد عَالِمُ النَّاسِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ وَحَبْرُهَا فَرَّقَهُمْ عُمَرُ فِي الْبُلْدَانِ وَنَهَاهُمْ أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ وَجَلَسَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِالْمَدِينَةِ يُفْتِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الطُّرَّاءِ. (يعني القادمين عليها).

في عهد عثمان

سبب محبته لعثمان والتزامه به:

عن زيد بن ثابت قال كانت عندي أم سعد بن الربيع قال زارهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بالأسواق فعملوا له غداء وبسطوا له نطعا قال فدق الباب إنسان فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لرسول لهم انظر من هذا قالوا هذا أبو بكر قال افتحوا له وبشروه بالجنة ثم دق آخر فقال انظروا من هذا قال عمر قال افتحوا له وبشروه بالجنة ثم دق الباب فقال انظروا من هذا قالوا عثمان قال افتحوا له وبشروه بالجنة وسيلقى من أمتي غيا قال ثم صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الظهر والعصر في المسجد الذي في الأسواق حتى اجتمع إليه بعض أصحابه.

موقفه في الفتنة على عهد عثمان:

لما جاءت الجمعة التي على أثر نزول المصريين مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) خرج عثمان فصلى بالناس ثم قام على المنبر فقال يا هؤلاء الغزاة! الله الله! فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم لملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه وسلم) فامحوا الخطايا بالصواب فإن الله لا يمحو السئ إلا بالحسن فقام محمد بن مسلمة فقال أنا أشهد بذلك فأخذه حكيم بن جبلة فأقعده فقام زيد بن ثابت فقال أبغي الكتاب فثار إليه في ناحية أخرى محمد بن أبي قتيرة فأقعده فأفظع وثار القوم بأجمعهم فحصبوا الناس حتى أخرجوهم وحصبوا عثمان حتى صرع على المنبر فغشي عليه فاحتمل فأدخل داره.

جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ يَقُولُونَ إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا الْقِتَالُ فَلا. أنت خارج الدار أنفع لي منك ها هنا فذبّ عني فخرج فكان يذب الناس ويقول لهم فيه حتى رجع لقوله أناس من الأنصار وجعل يقول يا للأنصار كونوا أنصار الله مرتين انصروه والله إن دمه لحرام. فجاء أبو حبة المازني مع ناس من الأنصار فقال ما يصلح لنا معك أمر فكان بينهما كلام ثم أخذ تلبيب زيد بن ثابت هو وأناس معه فمر به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه وجعل رجل منهم يقول لأبي حبة أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك.

إلى أن قتل الخليفة فوقف زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَبْكِي عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ

وكان زيد عثمانيًا، ولم يشهد مع علي شيئًا من حروبه، لكنه كان يُظهِر فضل عليٍّ ويعظمه.

وبقي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مُتَرَئِّسًا بِالْمَدِينَةِ فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْقِرَاءَةِ وَالْفَرَائِضِ فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ فِي مَقَامِهِ بِالْمَدِينَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ خَمْسَ سِنِينَ حَتَّى وَلِيَ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ أربعين فكان كذلك أيضا حتى توفي.

علاقته ببقية الصحابة والتابعين:

أن رجلا أتى زيد بن ثابت فسأله عن شئ فقال عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن ندعو الله ونذكر ربنا فجلس إلينا فسكتنا فقال عودوا للذي كنتم فيه قال فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك ما سأل صاحباي هذان وأسألك علما لا ينسى فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل الله علما لا ينسى فقال سبقكما الغلام الدوسي.

عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَإِذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ. وقال ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لا أَعْلَمُ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَوْلا لا يُعْمَلُ بِهِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَوْ يَعْمَلُ بِهِ أَهْلُ مِصْرٍ.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَخَذَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالرِّكَابِ فَقَالَ: تنح يا ابن عم رسول الله. ص! فَقَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا.

ولما توفي قال أَبُو هريرة: ” اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى اللَّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا “.

كتابة الوحي وجمع القرآن:

عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى للشام قلنا لأي شئ ذاك قال لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم.

كان أول من كتب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبي بن كعب فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس

كتاب الوحي

استكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الأرقم، وكان يجيب عنه الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب ويختم ما يقرأه لأمانته عنده واستكتب أيضا زيد بن ثابت وكان يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك أيضا فلم يزالا كذلك حتى قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وخلافة أبي بكر وجعل أبو بكر رضي الله عنه إلى عبد الله بن الأرقم بيت المال فلم يزل كذلك حتى قبض أبو بكر وولي عمر رضي الله عنهـ كذلك حتى قتل ثم أن عثمان رضي الله عنه عزل عبد الله بن الأرقم عن الكتابة وبيت المال وجعلها إلى زيد بن ثابت فأما النبي (صلى الله عليه وسلم) فكان إذا غاب ابن الأرقم وزيد بن ثابت واحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد والملوك أو يكتب لإنسان كتابا أمر بمن حضر أن يكتب وقد كتب عمر وعلي وزيد والمغيرة بن شعبة ومعاوية وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم.

ثم كتب له معاوية بن ابي سفيان وكتب له حنظلة بن ربيعة الأسدي وكتب له عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ولحق بمكة.

جمع القرآن

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر رضي الله عنه مقتلَ أهل اليمامة وإن عنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: إنَّ هذا أتاني فأخبرني أنَّ القتل قد استحرَّ بقرَّاءِ القرآن في هذا الموطن – يعني يوم اليمامة -، وإنِّي أخاف أن يستحرَّ القتل بقرَّاء القرآن في سائر المواطن فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعه. فقلت له – يعني لعمر -: كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي عمر: هو – والله – خير، فلم يزل بي عمر حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدره، ورأيت فيه مثل الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم. فقال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأجمعه. قال زيد: فوالله لئن كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن، فقلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت فيه الذي رأيا، فتتبَّعت القرآن أجعمه من الرِّقاع واللِّخَاف والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة براءة مع خُزيمة بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه فلم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَآءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} (سورة التوبة، الآية: 128) حتى خاتِمةِ براءة. فكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حياته حتى توفَّاه الله، ثم عند عمر حياته حتى توفَّاه، ثم عند حَفْصة بنت عمر رضي الله عنهم.

نسخ المصاحف:

عن انس بن مالك ان عثمان بن عفان امر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا القرآن في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم انتم وزيد في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فانما نزل بلسانهم ففعلوا.

وأمر عثمان أبي بن كعب يملي ويكتب زيد بن ثابت ويعربه سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث.

من فقه زيد بن ثابت:

غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين بالقرآن والفرائض، كان الصحابة يقولون: زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

لمن كان يفتي ويقضي؟

كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شئ قال: الله؟ لقد كان هذا؟ فإن قال نعم تكلم فيه وإلا لم يتكلم

-في الزواج من مطلقة قال: إذا طهرت من الحيض الثالث (الحيضة الثالثة عند البخاري) حلّت.

-عن ابن سيرين أن أبا أيوب كان يصلي بعد العصر ركعتين فنهاه زيد بن ثابت فقال إن الله لا يعذبني على أن أصلي ولكن يعذبني أن لا أصلي فقال إني آمرك بهذا وأنا أعلم أنك خير مني ما عليك بأس أن تصلي ركعتين بعد العصر ولكن أخاف أن يراك من لا يعلم فيصلي في الساعة التي حرم الله فيها الصلاة

-وحدِّث عمر رضي الله عنه أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر في بيته هو وأصحاب له، فانطلق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل، فقال أبو محجن: يا أمير المؤمنين إن هذا لا يحل لك قد نهاك الله عن التجسس؛ فقال عمر: ما يقول؟ فقال له زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأرقم – رضي الله عنهما -: صدق يا أمير المؤمنين، هذا من التجسس، فخرج عمر وتركه.

-أخرج البيهقي عن مَكْحول أنَّ عبادة بن الصامت رضي الله عنه دعا نَبَطِياً يمسك له دابته عند بيت المقدس فأبى، فضربه فشجَّه، فاستعدَى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أمرته أن يمسك دابتي فأبى، وأنا رجل فيّ حدّة فضربته. فقال: إجلس للقِصاص. فقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: أتُقيد عبدك من أخيك؟ فترك عمر رضي الله عنه القَوَد وقضى عليه بالدِّيَة.

ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهُوَ يُمِلُّ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ فَقَالَ: ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمِلِّ] .

قال زيد بن ثابت كاتب الوحي: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا كتبت فبين السين في بسم الله الرحمن الرحيم

-عن أَنَسٍ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: ” تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الآذَانِ وَالسُّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً “

-عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اتَّخَذَ فِي الْمَسْجِدِ حُجْرَةً مِنْ حَصِيرٍ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِيهَا لَيَالِي. فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ. فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: “مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي أَرَى مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتُبَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ. فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ. إِنَّ أَفْضَلَ صَلاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلا المكتوبة”.

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابت قال: [قال رسول الله. ص: إِنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا واشربوا حتى ينادي بلال] .

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من العرب فسأله أرضاً بين جبلين، فكتب له بها، فأسلم ثم أتى قومه فقال لهم: أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطية من لا يخاف الفاقة.

-عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تكن الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه وشتت الله عليه ضيعته ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكف عليه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة

-عن زيد بن ثابت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة

-عن زيد بن ثابت قال شكوت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أرقا أصابني فقال قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم يا حي يا قيوم أهدئ لي ليلي وأنم عيني فقلتها فأذهب الله عني ما كنت أجد.

-عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: صلاة الرجل في بيته نور، وإذا قام الرجل إلى الصلاة عُلِّقت خطاياه فوقه، فلا يسجد سجدة إلاَّ كفَّر الله عنه بها خطيئته

-عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نريد الصلاة، فكان يقارب الخطا، فقال: «أتدرون لم أقارب الخط» ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «لا يزال العبد في الصلاة ما دام في طلب الصلاة».

وفاته:

توفي زيد عام خمسة وأربعين، وهو ابن ست وخمسين سنة، وذلك في عهد معاوية (تولى الخلافة عام أربعين) وصلى عليه مروان بْن الحكم، والي المدينة آنذاك.

ولَمَّا دُفِنَ قال ابْنَ عَبَّاس: هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ! وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى قَبْرِهِ. يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي يَعْلَمُ الشَّيْءَ لا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ فَيَذْهَبُ مَا كَانَ مَعَهُ.

أولاد زيد:

خارجة بن زيد روى الحديث وتوفي في عهد عمر بن عبد العزيز وعمره 70 سنة.

قتل من أولاده يوم الحرة سنة 63ه (أرسل يزيد بن معاوية جيشاً إلى المدينة لإخضاعها على أثر خلعهم بيعة يزيد بسبب مجزرة كربلاء): سعد وسليمان ويحيى وسليط وعبد الرحمن وزيد وعبد الله.

واما إسماعيل بن زيد فهو أصغر ولده ولم يدرك أباه.

فقهاء المدينة من التابعين اثني عشر أربعة منهم من أولاد عبد الله بن عمر واثنان منهما ولدي زيد بن ثابت:

فقهاء أهل المدينة اثني عشر سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر وحمزة بن عبد الله بن عمر وزيد بن عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عبد الله بن عمر وأبان بن عثمان بن عفان وقبيصة بن ذؤيب وخارجة بن زيد بن ثابت وإسماعيل بن زيد بن ثابت.

زوجته: جميلة بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ من بني مالك بن النجار. ولم يكن لسعد بن الربيع ولد غيرها. تزوجها زيد بن ثابت بن الضحاك بْن زَيْد بْن لوذان بْن عَمْرو بن عَبْد عوف بْن غنم بْن مالك بْن النجار فولدت له سعدًا وخارجة ويحيى وإسماعيل وسليمان وأم عثمان وأم زيد. وكانت جميلة تدعى أم سعد.

أمه: النَّوَّارَ أُمَّ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ تَقُولُ: كَانَ بَيْتِي أَطْوَلَ بَيْتٍ حَوْلَ الْمَسْجِدِ فَكَانَ بِلالٌ يُؤَذِّنُ فَوْقَهُ مِنْ أَوَّلِ مَا أَذَّنَ إِلَى أَنْ بَنَى رَسُولُ اللَّهِ مَسْجِدَهُ. فَكَانَ يُؤَذِّنُ بَعْدُ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَقَدْ رُفِعَ لَهُ شَيْءٌ فَوْقَ ظَهْرِهِ.

وقيل أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَبَّرَ عَلَى أُمِّهِ أَرْبَعًا.

عن أم سعد امرأة زيد بن ثابت، عن أم أنس، قالت: قلت: يا رسول الله، إن نفسي تغلبني عن عشاء الآخرة، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” عجليها يا أم أنس، إذا ما الليل بطن كل واد فقد حل وقت الصلاة، فصلي ولا إثم عليك “.

عن أم سعد بنت زيد بن ثابت، قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” يأمر بدفن الدم إذا احتجم “. ومن حديثها، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” كان إذا سافر لم تفارقه المرآة والمكحلة، يكونان معه “. وروي عنها، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ” الوضوء مد، والغسل صاع “.