شرحبيل بن حسنة

رضي الله عنه

أبو عبد الله شرحبيل بن حسنة حليف لبني زهرة وهم من قريش فنسب إليهم للحلف أما أصله فمن كندة.

ترجمة شرحبيل:

شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عمرو ويقال المطاع بن عبد العزى بن قطن بن الغوث بن مر وهو شرحبيل بن حسنة أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو واثلة الكندي حليف بني زهرة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قديم الإسلام بمكة وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية خرج مع أمه مهاجرا في سبيل الله. قدم مصر رسولا من النبي (صلى الله عليه وسلم) وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بها.

وأحد أمراء الأجناد الذين وجههم أبو بكر لفتح الشام وهو أخو عبد الرحمن بن حسنة وحسنة أمهما. روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نظر إلى رجل يصلي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو مات هذا على حاله هذا لمات على غير ملة محمد ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا.

وهو ممن شهد الفتح وشرحبيل بن حسنة عداده في قريش

واكب ام المؤمنين:

عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش وكان دخل إلى النجاشي فمات وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم حبيبة وإنها لبأرض الحبشة زوجها إياه النجاشي ومهرها أربعة آلاف ثم جهزها من عنده وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجهازها كله من عند النجاشي ولم يرسل إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا وكان مهر أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) أربعمائة درهم. وواكب شرحبيل أم المؤمنين وقدم بها من الحبشة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .

غزا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) غزوات وقدم مصر رسولا من النبي (صلى الله عليه وسلم) وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بها.

رؤيا شرحبيل:

جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال يا خليفة رسول الله أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا فقال نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا وما سألتني عنه إلا لشئ قال أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خرشفة (أرض صعبة) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة من القنان العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ ” إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا “. ثم انتبهت فقال له أبو بكر نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله ثم قال بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب والمعاش وأما قولي للمسلمين شنوا على أعداء الله الغارة فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله على يديك وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين وقال الله تبارك وتعالى ليوسف ” ورفع أبويه على العرش ” وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعا إلي نفسي وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت إليه ثم سالتا عيناه فقال لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن نزل أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلِين بالله في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا الله أحد أحد لا شريك له أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذا أمر الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا توفاني الله عز وجل لا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث.

في العراق:

كان شرحبيل من أمراء الجيش تحت لواء خالد بن الوليد في العراق.

وعن مكحول أن شرحبيل بن حسنة أغار على ساسمة مصبحا فقال لمن معه من المسلمين صلوا على الظهر فمر بالأشتر يصلي على الأرض فقال مخالف خالف الله به ومضى شرحبيل ومن معه فاستحوذ على ساسمة فخربها فهي خراب إلى اليوم وكان الأشتر ممن سعى في الفتنة وألب على عثمان وشهد حصره.

من العراق إلى الشام: قدم شرحبيل وافدا من خالد بالعراق إلى أبي بكر بالمدينة فوجهه إلى الشام وأرسل يطلب من خالد التوجه إلى الشام للقاء الروم ولمؤازرة إخوانه فيها.

قدم شرحبيل بن حسنة وافدا من عند خالد بن الوليد فندب معه الناس ثم استعمله أبو بكر على عمل الوليد وخرج معه يوصيه. وصار أميرا على ربع الجيش.

خالد بن سعيد يختار اخاه في الله على ابن عمه:

أن أبا عمرو سليم الأنصاري أحد بني زريق كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة أحد الأمراء الذين وجههم أبو بكر الصديق لافتتاح الشام.

لما عزل أبو بكر خالد بن سعيد بن العاص خيّره تحت أي الأمراء يكون فاختار شرحبيل على ابن عمه يزيد بن أبي سفيان. قال بعض الناس لخالد بن سعيد حين تهيأ للخروج: لو كنت خرجت مع ابن عمك يزيد بن أبي سفيان فقال: ابن عمي أحب ألي من هذا لقرابته وهذا أحب إلي من أبي عمي في دينه وقرابته هذا كان أخي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووليي وناصري قبل اليوم على ابن عمي فأنا به أشد استئناسا وإليه أشد طمأنينة.

فأوصى أبو بكر شرحبيل بن حسنة بخالد بن سعيد، وكان أحد الأمراء فقال انظر خالد بن سعيد فاعرف له من الحق عليك مثل ما تحب أن يعرفه لك من الحق عليه لو خرج واليا عليك وقد عرفت مكانه من الإسلام وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توفي وهو له وال وقد كنت وليته ثم رأيت عزله وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ما أغبط أحدا بالإمارة وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على غيرك على ابن عمه فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وليك خالد بن سعيد ثالثا فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر.

في اليرموك: (وادٍ رافد لنهر الأردن على الحدود السورية الأردنية حالياً).

وسار المسلمون وعليهم هؤلاء الأمراء يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة كل على عسكر ومن كانت الوقعة ما يلي عسكره فهو على أصحابه.

وكتب أبو بكر لخالد أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل، وقال أبو بكر والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد فكتب إليه وأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة على العراق في نصف الناس وإذا فتح الله على المسلمين الشام فارجع إلى عملك بالعراق.

فأقبل خالد مغِذّا جوادا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير (قرب دمشق) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية.

فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين (مدينة بين حمص وحلب) وحمص وما دون ذلك وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي إلى الناس بمن كان معه.

ثم إن الناس حيزوا إلى القلب وفي القلب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حيث وضعه أبي عبيدة بن الجراح قال فلما نظر سعيد إلى الروم وخافها اقتحم إلى الأرض وجثى على ركبتيه حتى إذا دنوا منه طعن برايته أول رجل من القوم ثم ثار في وجوههم كأنه الليث وأخذ يقاتل ويعطف الناس إليه قالوا وكان يزيد بن أبي سفيان يومئذ من عظم الناس غناء قد كان أبوه مر به فقال له يا بني عليك بتقوى الله والصبر فإنه ليس رجل بهذا الوادي من المسلمين إلا محفوفا بالقتال فكيف بك وبأشباهك الذين ولوا أمور المسلمين أولئك أحق الناس بالجهاد والنصيحة فاتق الله يا بني والزم في أمرك ولا يكونن أحد من إخوانك بأرغب في الأجر والصبر في الحرب ولا أجرأ على عدو الإسلام منك قال أفعل فقاتل يومئذ في الجانب الذي كان فيه واقفا قتالا شديدا وكان مما يلي القلب قالوا وشد طرف من الروم على عمرو بن العاص فانكشف هو وأصحابه حتى دخلوا أول العسكر وهم في ذلك يقاتلون ويشدون ولم ينهزموا هزيمة ولوا فيها الظهر قال فنزلت النساء بعمدهن من التل فضربن وجوه الرجال ونادت الناس أم حبيبة ابنة العاص فقالت قبح الله رجلا يفر عن حليلته وقبح الله رجلا يفر من كريمته قالوا وسمع نسوة من النساء المسلمين يقلن فلستم بعولتنا إن لم تمنعونا.

انكشف شرحبيل في اليرموك: قال فتراد المسلمون وزحف عمرو وأصحابه حتى عادوا إلى قريب من موقفهم قالوا وقاتل أيضا شرحبيل بن حسنة في ربعه الذي كان فيه فكان وسطا من الناس إلى جنب سعيد بن زيد وانكشف عنه أصحابه فثبت وهو يقول ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم” إلى آخر الآية أين الشارون أنفسهم لله ابتغاء مرضاة الله وأين المشتاقون إلى جوار الله في داره قالوا فرجع إليه ناس كثير وبقي القلب لم ينكشف أهله لمكان الذي كان فيه سعيد بن زيد قالوا وكان أبو عبيدة من وراء ظهره ردءا له وللمسلمين قالوا فلما رأى قيس بن هبيرة خيل المسلمين وراء صفهم مما يلي ميسرة المسلمين وأن المسلمين قد دخلت ميسرتهم العسكر وأن الروم قد صمدت لهم اعترض الروم بخيله تلك ينتظر خيل خالد بن الوليد فعطف بهم إلى بعض ورجع المسلمون في آثارهم فقاتلوهم وحمل على من يليه من الروم وهو في ميمنة المسلمين حتى اضطروهم إلى صفوفهم قالوا فلما رأى خالد بن الوليد أن قيس بن هبيرة قد كشف من يليه وأن المسلمين قد رجعت راجعتهم إلى المسلمين حمل على من يليه من الروم يعطف بعضهم بعضا إلى بعض وزحف المسلمون إليهم رويدا حتى إذا دنوا منهم إذا هم ينتفضون قال فبعث ذلك أبو عبيدة عند ذلك إلى سعيد بن زيد أن شد عليهم وشد المسلمون بأجمعهم عدة واحدة وأظهروا التكبير ثم صكوهم صكة واحدة فطعنوا بالرماح فضربوا بالسيوف وأنزل الله تعالى نصره وما وعد نبيه (صلى الله عليه وسلم) فضرب الله وجوه أعدائه ومنح أكتافهم وزلزل أقدامهم وأنزل الله ملائكة يضربون وجوههم حتى ولوا المسلمين أكتافهم قالوا قال سعيد بن المسيب عن أبيه أنه قال لما جلنا هذه الجولة سمعنا صوتا قد كاد يملأ العسكر يقول يا نصر الله اقترب الثبات الثبات يا معشر المسلمين فتعطفنا عليه فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه قالوا وشد خالد في سرعان الناس وشد المسلمون معه يقتلون كل قتلة وركب بعضهم بعضا حتى انتهوا لي مكان مشرف على أهوية فأخذوا يتساقطون فيها وهم يبصرون وهو يوم ذو ضباب. وكان القتلى يومئذ بالالاف.(ناهزوا الثمانين ألفا).

موقعة فحل وبيسان: بقيادة شرحبيل.

ثم كانت وقعة أجنادين (وسط فلسطين شمالي بيت جبرين)، في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وعلى المسلمين شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد.

وخلف الناس بعد فتح دمشق يزيد بن أبي سفيان في خيله في دمشق وساروا نحو فحل (الأردن)، فكان على الناس شرحبيل بن حسنة فبعث خالدا على المقدمة وأبا عبيدة وعمرو على مجنبتيه وعلى الخيل ضرار وعلى الرِجل عياض وكرهوا أن يصمدوا لهرقل وخلفهم ثمانون ألفا وعلموا أن بإزاء فحل جند الروم وإليهم ينظرون وأن الشام بعدهم سِلم فلما انتهوا إلى أبي الأعور عوموه إلى طبرية فحاصروهم ونزلوا على فحل من الأردن وقد كان أهل فحل حين نزل بهم أبو الأعور تركوه وأرزوا إلى بيسان فنزل شرحبيل بالناس فحلاً والروم ببيسان وبينهم وبين المسلمين تلك المياه والأوحال وكتبوا إلى عمر بالخبر وهم يحدثون أنفسهم بالمقام ولا يريدون أن يريموا عن فحل حتى يرجع جواب كتابهم من عند عمر ولا يستطيعون الإقدام على عدوهم في مكانهم لما دونهم من الأوحال وكانت العرب تسمي تلك الغزاة فحل وذات الردغة وبيسان وأصاب المسلمون من ريف الأردن أفضل ما ترك فيه المشركون مادتهم متواصلة وخصبهم رغد فاغترهم القوم وعلى الروم سقلار بن مخراق ورجوا أن يكونوا على غرة فأتوهم والمسلمون لا يأمنون مجيئهم فهم على حذر.

كان شرحبيل لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبئة فلما هجموا على المسلمين فعافصوهم لم يناظروهم فاقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوه قط ليلتهم ويومهم إلى الليل فأظلم عليهم الليل وقد حاروا فانهزموا وهم حيارى وقد أصيب رئيسهم سقلار بن مخراق والذي يليه فيهم نسطورس وظفر المسلمون أحسن ظفر وأهنأه وركبوهم وهم يرون على أنهم على قصد وجدد فوجدوهم حيارى هرقل لا يعرفون مأخذهم فأسلمتهم هزيمتهم وحيرتهم إلى الوحل فركبوه ولحق أوائل المسلمين بهم وقد وحلوا فركبوهم وما يمنعون يد لامس فوخزوهم بالرماح فكانت الهزيمة في فحل وكانت مقتلتهم في الرداغ فأصيب الثمانون ألفا لم يفلت إلا الشريد وكان الله عز وجل يصنع للمسلمين وهم كارهون النتوفة فكان عونا لهم على عدوهم وأتاه من الله عز وجل ليزدادوا بصيرة وجدا واقتسموا ما أفاء الله عز وجل عليهم وانصرف أبو عبيدة بخالد من فحل إلى حمص فصرفوا بشير بن كعب من اليرموك معهم ومضوا بذي كلاع ومن معه وخلفوا شرحبيل ومن معه.

افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه وذلك بأمر أبي عبيدة

هل فتح شرحبيل صيدا؟

ورد أن شرحبيل قاد جيش الفتح إلى صيدا، وله مقام في تلة تشرف على المدينة وتعرف باسمه، قيل أنه رابط فيها واتخذها مقراً. ولئن صدقت الرواية تكون رؤيا شرحبيل للبساتين والخضرة والأرض الدمثة قد تحققت بهذا الفتح.

عزله:

لما قدم عمر إلى الجابية نزع خالد بن الوليد وأمر أبا عبيدة بن الجراح وعزل شرحبيل بن حسنة وأمر جنده أن يتفرقوا إلى الأمراء الثلاثة فقال شرحبيل يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت فقال لم تعجز ولم تخن قال: أعن سخط عزلتني يا أمير المؤمنين فقال لا إنك لكما أحب ولكن أريد رجلا أقوى من رجل قال فلم عزلتني قال تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أجرأ منك قال فاعذرني يا أمير المؤمنين في الناس لا يدركني هجنة قال سأفعل ولو علمت غير ذلك لم أفعل فقام عمر فعذره. فقام في الناس فقال أيها الناس إني والله ما عزلت شرحبيل عن سخطة لكني أردت رجلا أقوى من رجل.

طاعون عمواس: (بين بيت المقدس والرملة).

فأصابهم الطاعون فطعن معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك جميعا في يوم واحد وكان عمرو بن العاص حين حسن بالطاعون فرق فرقا شديدا فقال يا أيها الناس تبددوا في هذه الشعاب وتفرقوا فإنه قد نزل بكم أمر من أمر الله لا أراه إلا رجزا أو الطوفان. قال شرحبيل بن حسنة قد صاحبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت أضل من حمار أهلك قال عمرو صدقت قال معاذ بن جبل لعمرو بن العاص كذبت ليس بالطوفان ولا بالرجز ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم محمد (صلى الله عليه وسلم) وقبض الصالحين قبلكم.

وفاة شرحبيل:

وكان شرحبيل من القادة الذين أرسلهم أبو بكر الصديق إلى الشام ومات شرحبيل بن حسنة في طاعون عمواس إلى الشام سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب وهو ابن سبع وستين سنة.