عامر بن ربيعة

رضي الله عنه

عامر بن ربيعة العدوي حليف بني عدِي.

عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هُتْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وروب أن الخطاب كان قد تبناه.

إسلامه : عَنْ عَامِرِ ابن رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَقُولُ: أَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَلا أراني أدركه. وأنا أؤمن بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. فَإِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ فَرَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ. وَسَأُخْبِرُكَ مَا نَعْتُهُ حَتَّى لا يَخْفَى عَلَيْكَ. قُلْتُ: هَلُمَّ! قَالَ: هُوَ رَجُلٌ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ وَلا بِكَثِيرِ الشَّعْرِ وَلا بِقَلِيلِهِ. وَلَيْسَتْ تُفَارِقُ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ. وَخَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. وَاسْمُهُ أَحْمَدُ. وَهَذَا الْبَلَدُ مَوْلِدُهُ وَمَبْعَثُهُ. ثُمَّ يُخْرِجُهُ قَوْمُهُ مِنْهُ وَيَكْرَهُونَ مَا جَاءَ بِهِ حَتَّى يُهَاجِرَ إِلَى يَثْرِبَ فَيَظْهَرَ أَمْرُهُ. فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنْهُ فَإِنِّي طُفْتُ الْبِلادَ كُلَّهَا أَطْلُبُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ. فَكُلُّ مَنْ أَسْأَلُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ يَقُولُونَ هَذَا الدِّينُ وَرَاءَكَ. وَيَنْعَتُونَهُ مِثْلَ مَا نَعَتُّهُ لَكَ.وَيَقُولُونَ لَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ غَيْرُهُ. قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: فلما أسلمت أخبرت رسول الله. ص. قَوْلَ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهُ السَّلامَ. فَرَدَّ ع وَرَحَّمَ عَلَيْهِ [وَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولا] .

أسلم عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ قَدِيمًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فِيهَا.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ لِي خِدْنًا وَصَاحِبًا مُنْذُ يَوْمَ أَسْلَمَ إِلَى أَنْ قُتِلَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. بِأُحُدٍ. خَرَجَ مَعَنَا إِلَى الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. وَكَانَ رَفِيقِي مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ فَلَمْ أَرَ رَجُلا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ خُلُقًا وَلا أَقَلَّ خِلافًا مِنْهُ.

هجرته إلى الحبشة: هَاجَرَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ الْعَدَوِيَّةُ. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّهِ لَيْلَى، قَالَتْ: ” كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَيْنَا فِي إِسْلَامِنَا، فَلَمَّا تَهَيَّأْنَا لِلْخُرُوجِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ جَاءَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَنَا عَلَى بَعِيرٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَوَجَّهَ، فَقَالَ: أَيْنَ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ؟ فَقُلْتُ: آذَيْتُمُونَا فِي دِينِنَا، فَنَذْهَبُ فِي أَرْضِ اللهِ حَيْثُ لَا نُؤْذَى فِي عِبَادَةِ اللهِ، قَالَ: صَحِبَكُمُ اللهُ، ثُمَّ ذَهَبَ فَجَاءَنِي زَوْجِي عَامِرٌ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ مِنْ رِقَّةِ عُمَرَ، فَقَالَ: تُرَجِّينَ أَنْ يُسْلِمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللهِ لَا يُسْلِمُ حَتَّى يُسْلِمَ حِمَارُ الْخَطَّابِ “.

هجرته إلى المدينة:

جَعَلَ الْبَلاءَ يَشْتَدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْخُرُوجِ فَضَيَّقُوا عَلَى أَصْحَابِهِ وَتَعَبَّثُوا بِهِمْ وَنَالُوا مِنْهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَنَالُونَ مِنَ الشَّتْمِ وَالأَذَى. فَشَكَا ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْهِجْرَةِ. [فَقَالَ: قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ.

أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لابَتَيْنِ. وَهُمَا الْحَرَّتَانِ. وَلَوْ كَانَتِ السُّرَاةُ أَرْضَ نَخْلٍ وَسِبَاخٍ لَقُلْتُ هِيَ هِيَ. ثُمَّ مَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ مَسْرُورًا فَقَالَ: قَدْ أُخْبِرْتُ بِدَارِ هِجْرَتِكُمْ وَهِيَ يَثْرِبُ. فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ فَلْيَخْرُجْ إِلَيْهَا] . فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَجَهَّزُونَ وَيَتَوَافَقُونَ وَيَتَوَاسُونَ وَيَخْرُجُونَ وَيُخْفُونَ ذَلِكَ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ. فَهِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا قَدِمَ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ قَبْلِي إِلا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ.

ومَا قَدِمَتْ ظَعِينَةٌ الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مِنْ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ. يَعْنِي زَوْجَتَهُ.

وآخى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَيْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَيَزِيدَ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سَرْحٍ الأَنْصَارِيِّ. يَزِيد بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري،

شهد العقبة ثم بدرًا وأحدًا، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عامر بن ربيعة حليف بن عدي بْن كعب.

وَكَانَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لبيت عامر:

وكان لعامر بن أبي ربيعة ابن اسمه: عبد الله وأصابته رمية يوم الطائف فضمر منها – قال يحيى: يعني زمن – فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمه: ودخل عليها وهي بسوء فقال: أبشري بعبد الله خلفا من عبد الله فولدت غلاما فسمته عبد الله فهو عبد الله بن عامر.

عن عبد الله بن عامر بن ربيعة. قال: جاء رسول الله ص إلى بيتنا وأنا صبي صغير. فخرجت ألعب. فقالت أمي: [يا عبد الله تعال أعطيك. فقال رسول الله ص:، وما أردت أن تعطينه،؟ فقالت: أردت أن أعطيه تمرا. فقال:، أما إن لو لم تفعلي. كتبت عليك كذبة] .

جهاده: كان في عداد سرية عبد الله بْن جحش الأَسَديّ إلى نخلة، فأحسن الخدعة: فِي رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِن مهاجر رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَعَثَهُ فِي اثني عشر رجلا مِن المهاجرين. كل اثنين يعتقبان بعيرا إلى بطن نخلة. وهو بستان ابن عامر الَّذِي قرب مكَّة. وأمره أن يرصد بها عير قريش. فوردت عَلَيْهِ. فهابهم أهل العير وأنكروا أمرهم. فحلق عكاشة بْن محصن الأَسَديّ رأسه. حلقه عامر بْن ربيعة ليطمئن القوم. فأمنوا وقالوا: هُم عمار لا بأس عليكم منهم. فسرحوا ركابهم وصنعوا طعاما وشكوا فِي ذلك اليوم أهو مِن الشهر الحرام أم لا؟ ثُمَّ تشجعوا عليهم فقاتلوهم. فخرج واقد بْن عَبْد اللَّه التميمي يقدم المسلمين. فرمى عَمْرو بْن الحضرمي فقتله. وشد المسلمون عليهم فاستأسر عثمان بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة والحكم بْن كيسان وأعجزهم نوفل بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة. واستاقوا العير. وكان فيها خمر وأدم وزبيب جاءوا بِهِ مِن الطائف. فقدموا بذلك كله عَلَى رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فوقفه وحبس الأسيرين.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةِ نَخْلَةٍ، وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَكَانَ رَجُلًا لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلًا، فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْشِيَ، فَسَقَطَ عَلَيْنَا، فَأَخَذْنَا صَفِيحَةً مِنْ حِجَارَةٍ فَرَبَطْنَا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ شَدَدْنَاهَا عَلَى صُلْبِهِ، فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا، فَمَشَى مَعَنَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ الرِّجْلَيْنِ يَحْمِلَانِ الْبَطْنَ، فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ”.

عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَدْرِيِّ قَالَ: كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ.

عقب غزوة حنين: بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن جمعا من بلي وقضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في سراة المهاجرين والأنصار في ثلاثمائة عامر بن ربيعة وصهيب بن سنان وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسعد بن أبي وقاص ومن الأنصار أسيد بن حضير وعبادة بن بشر وسلمة بن سلامة وسعد بن عبادة وأمره أن يستعين بمن مر به من العرب…ثم طلب المدد فأرسل له النبي مدداص بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ولما التقى الجمعان أصيب عامر بن ربيعة بسهم في ذراعه.

وفي سنة عشرة سار عمر بن الخطاب إلى الجابية وعقد لواءه يوم الخميس للنصف من صفر ودفعه إلى عامر بن ربيعة

استخلف عثمان، حين ذهب إلى الحج، على المدينة في بعض السنين عامر بن ربيعة بن كعب العنزي العدوي.

حياته الخاصة:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ بْنِ رَبِيْعَة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى نَعْلَيْنِ، فَقَالَ لها النبيُّ: أَرَضِيتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، وَلَوْ لَمْ يُعْطِني شَيْئًا لَتَزَوَّجْتُهُ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شأنك وَشَأْنُهَا”.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، (المخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد، ولبط به: سقط إلى الأرض).

فَأَتَىَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، فَقَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَهُ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ أَمْرًا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ» ثُمَّ أَمَرَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَهُ، وَرُكْبَتَهُ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَرَشَّ عَلَيْهِ “.

قَالَ النَّبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم: العَينُ حَقٌّ.

فليدع بالبركة: ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه. قال سفيان قال معمر عن الزهري: وأمر أن يكفأ الأناء من خلفه. قال المازري: المراد بداخلة الإزار الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن، وقد ظن بعضهم أن داخلة الإزار كناية عن الفرج انتهى. وزاد عياض أن المراد ما يلي جسده من الإزار، وقيل أراد موضع الإزار من الجسد وقيل أراد وركه لأنه، معقد الإزار. والحديث في الموطأ وفيه عن مالك، حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل أنه سمع أباه يقول: اغتسل سهل فذكر نحوه، وفيه: فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه واشتد وعكه، وفيه: ألا بركت إن العين حق، توضأ له، فتوضأ له عامر فراح سهل ليس به بأس.

تنبيه: قال المازري: هذا المعنى مما لا يمكن تعليله، ومعرفة وجهه من جهة العقل، فلا يرد لكونه لا يعقل معناه وقال ابن العربي: إن توقف متشرع قلنا له الله ورسوله أعلم، وقد عضدته التجربة وصدقته المعاينة أو متفلسف، فالرد عليه أظهر لأن عنده أن الأدوية تفعل بقواها وقد تفعل بمعنى لا يدرك، ويسمون ما هذا سبيله الخواص. وقال ابن القيم: هذه الكيفية لا ينتفع بها من أنكرها ولا من سخر منها ولا من شك فيها أو فعلها مجرباً غير معتقد، وإذا كان في الطبيعة خواص لا يعرف الأطباء عللها، بل هي عندهم خارجة عن القياس. وإنما تفعل بالخاصية فما الذي تنكر جهلتهم من الخواص الشرعية، هذا مع أن في المعالجة بالاغتسال مناسبة لا تأباها العقول الصحيحة، فهذا ترياق سم الحية يؤخذ من لحمها، وهذا علاج النفس الغضبية توضع اليد على بدن الغضبان فيكسن، فكأن أثر تلك العين كشعلة نار وقعت على جسد ففي الاغتسال إطفاء لتلك الشعلة. ثم لما كانت هذه الكيفية الخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد لشدة النفوذ فيها ولا شيء أرق من المغابن فكان في غسلها إبطال لعملها.

وفاته: قَامَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَذَلِكَ حِينَ نَشِبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ فَصَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ نَامَ فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكَ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذَ مِنْهَا صَالِحَ عِبَادِهِ. فَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ اشْتَكَى فَمَا أُخْرِجَ بِهِ إِلا جَنَازَةً. وكَانَ مَوْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَيَّامٍ. وَكَانَ قَدْ لَزِمَ بَيْتَهُ فَلَمْ يَشْعُرِ النَّاسُ إِلا بِجَنَازَتِهِ قَدْ أُخْرِجَتْ.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: ” لَمَّا نَشَبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ قَامَ أَبِي مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَقَالَ: اللهُمَّ قِنِي مِنَ الْفِتْنَةِ بِمَا وَقَيْتَ بِهِ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكَ، قَالَ: فَلَمَّا أُخْرِجَ أَوْ مِمَّا أَصْبَحَ إِلَّا جِنَازَةً “.

روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة الكرام:

عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيْعَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَابِعوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةَ بَيْنِهِمَا يَزِيدَانِ فِي الأَجَلِ, وَيَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ, كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ الْخَبَثَ.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَلَا عَلَيْهِ طَاعَةٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً , وَلَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا امْرَأَةً ذَاتَ مَحْرَمٍ , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا , وَمَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ , وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ , فَهُوَ مُؤْمِنٌ»

عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ جَنَازَةً فَقُومُوا , حَتَّى يَخْلُفَكُمْ»

عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ: يَا مُحَمَّدُ، تَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَشْهَدُ أَنَّهَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ حَدِيثًا فَقُولُوا: آمَنَّا بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانُوا صَدَقُوا فَقَدْ صَدَّقْتُمُوهُمْ، وَإِنْ كَانُوا كَذَبُوا فَقَدْ كَذَّبْتُمُوهُمْ “

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” كَانَ يَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي يَحْلِفُ بِهَا: لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ “

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَوَّكُ وَهُوَ صَائِمٌ.

عن عامر بن ربيعة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه

عن عبد الله بن عَامِر بن ربيعة، عن أبيه: أن رجلا من ثقيف يكنى أبا تمام أهدى إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راوية خمر، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إنها حرمت يا أبا تمام؟ ” فقال: يا رسول الله، استنفق ثمنها، فقال لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إن الَّذِي حرم شربها حرم ثمنها “.أخرجه أبو موسى

عَنْ رجل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «سيكون أمراء بعدي، يصلون الصلاة لوقتها، ويؤخرونها عَنْ وقتها، فصلوها معهم، فإن صلوها لوقتها وصليتموها معهم فلكم [ولهم، وَإِن أخروها عَنْ وقتها فصليتموها معهم، فلكم] وعليهم، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية، ومن نكث العهد ومات ناكثًا للعهد جاء يَوْم القيامة ولا حجة له، قلت لعاصم: من أخبرك هذا الخبر؟ قال: عَبْد اللَّهِ بْن عامر بْن ربيعة، عَنْ أبيه عامر.

وعن عامر بن ربيعة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من صلى علي صلاة صلى الله عليه وملائكته، فليكثر عبد أو ليقل.

عامر بن ربيعة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ” يقول الله: الرحم الشجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته “.

حدث عن أبي داود، بسنده إلى عامر بن ربيعة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ” العجماء جرحها جبار “. أي أن البهيمة إذا انفلتت نهاراً فهدمت شيئاً فلا ضمان على مالكها.

بما رواه ابن ماجه والترمذي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: ((كنا مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للرسول – صلى الله عليه وسلم -، فنزل قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ الله}).

وقد أجيب على استدلال الشافعية بأن هذه من حالات الضرورات التي تبيح المحظورات، وقد اتفق العلماء على صحة صلاة المجاهد إلى أي جهة حال المسايفة، وهي الضرب بالسيف، فهذه ضرورة أباحت للمصلي ترك القبلة.

ولده عبد الله : عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن ربيعَة الْعَدْوى الْعَنزي حَلِيف لبني عدي وعنزة حَيّ من الْيمن أَتَاهُم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيتهمْ وَهُوَ غُلَام كنيته أَبُو مُحَمَّد وَعَامة رِوَايَته عَن أَصْحَاب رَسُول الله.

كَانَ الَّذِينَ يُفْتُونَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الصَّحَابَةِ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَكَانَا جَمِيعًا فِي حِجْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبَوَاهُمَا بَدْرِيَّانِ وعبد الرحمن بن كعب ابن مَالِكٍ.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ»

وروى أحمد والطّبرانيّ من طريق الزهري: أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان، قال: مررت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه جبرائيل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلما رجعت قال: «هل رأيت الّذي كان معي» ؟ قلت: نعم، قال: «فإنّه جبريل، وقد ردّ عليك السّلام» .إسناده صحيح أيضا.

قال عبد الله بن عامر بن ربيعة: رأيت عمر بن الخطاب أخذ نبتة من الأرض فقال: يا ليتني هذه النبتة، ليتني لم أك شيئاً، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت نسياً منسيّاً.

مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان. وكان ثقة قَلِيلَ الْحَدِيثِ.