عبد الله بن جحش الأسدي

رضي الله عنه

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ،(الجحش لغةً: هو الأسد)، بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خُزَيْمَة. ويكنى أَبَا مُحَمَّد. وأمه عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم بْن عبد مناف بن قصي.

قصة أبيه: وَذَلِكَ أَنَّ جَحْشًا قَدِمَ مَكَّةَ وَمَعَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، فَقَالَ: لَا أَنْزِلُ عَنْ رَاحِلَتِي حَتَّى أُصَاهِرَ سَيِّدَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأُحَالِفَ أَعَزَّ أَهْلِ مَكَّةَ، فَتَزَوَّجَ أُمَيْمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَحَالَفَ حَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ وَأَوْلَادُهُ مِنْهَا “

إسلامه: أسلم عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ بَنُو جَحْشٍ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -دَارَ الأَرْقَمِ، وكان في أواخر العشرينات من العمر.

إلى الحبشة: هَاجَرَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا جَحْشٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ. وَكَانَتْ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ زَوْجَتُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ. فَتَنَصَّرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَاتَ بِهَا. وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مكة.

إلى المدينة: كان أول من قدم المدينة بعد أبي سلمة: عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب مع امرأته، ثم عبد الله بن جحش (أول عائلة باكملها)، حليف بني أمية، مهاجرا عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي، أسد بن خزيمة، ومعه أهله والفارعة بنت أبي سفيان زوجة أخيه أبي أحمد. فاغلقت دور بَنِي غَنْمِ بْنِ دُودَانَ وَدور بَنِي أَبِي الْبُكَيْرِ وَدور بَنِي مَظْعُونٍ.إذ خرجوا مهاجرين هجرة جماعية.

فأوعب بَنُو غَنْمِ بْنُ دُودَانَ أَهْلَ الإسلام فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ فَخَرَجُوا جَمِيعًا وَتَرَكُوا دُورَهُمْ مُغْلَقَةٌ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَأَخُوهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ. وَاسْمُهُ عَبْدٌ. وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ وَأَبُو سِنَانِ بْنُ مِحْصَنٍ وَسِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَشُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ وأَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرَةَ وَمَعْبَدُ بْنُ نُبَاتَةَ وَسَعِيدُ بْنُ رُقَيْشٍ وَيَزِيدُ بْنُ رُقَيْشٍ وَمُحْرِزُ بْنُ نَضْلَةَ وَقَيْسُ بْنُ جَابِرٍ وَعَمْرُو بْنُ مِحْصَنِ بْنِ مَالِكٍ وَمَالِكُ بْنُ عَمْرٍو وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَثقَافُ بْنُ عَمْرٍو وَرَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ وَزُبَيْرُ بْنُ عُبَيْدٍ. خَرَجوا في الهجرة إلى المدينة فأوعبوا رجالهم ونساؤهم. وَغَلَّقُوا دُورَهُمْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا خَرَجَ مُهَاجِرًا.

في المدينة: فَنَزَلُوا جَمِيعًا عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. وآخى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَفْلَحِ.

جهاده رضي الله عنه:

• عن سعد بن أبي وقاص قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال: لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام. وفِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ تَسَمَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.

تفصيلها: بعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَب عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِن مهاجر رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَبْد اللَّه بْن جحش فِي اثنى عشر نفسا من الْمُهَاجِرين لَيْسَ فيهم أَنْصَارِي، كل اثنين يعتقبان بعيرا. وَكتب لَهُ كتابا وَقَالَ أمسك كتابك فَإِذا سرتَ يَوْمَيْنِ فانشره فَانْظُر مَا فِيهِ ثمَّ امْضِ ولا تكره أحداً على السّير مَعَك وامض فِيمَن تبعك مِنْهُم حَتَّى تقدم بطن نَخْلَة، (وهو بستان ابن عامر الَّذِي قرب مكَّة). فترصد بهَا عير قُرَيْش فَلَمَّا قَرَأَ الْكتاب قَالَ لست بمستكره أحدا مِنْكُم فَمن كَانَ يُرِيد الشَّهَادَة فليمض فَإِنِّي مَاض لأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمضى وَمضى الْقَوْم مَعَه حَتَّى إِذا كَانُوا ببحران مَعْدن بالحجاز فَوق الْفَرْع أضلّ عتبَة بْن غَزوَان وَسعد بْن أبي وَقاص بَعِيرًا فتخلفا فِي طلبه وَمضى عَبْد اللَّه بْن جحش حَتَّى أَتَى الْمَكَان الَّذِي أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوجدَ عير قُرَيْش فِيهَا عَمْرو بْن الْحَضْرَمِيّ وَالْحكم بْن كيسَان وَعُثْمَان بْن عَبْد الله بن المغيرة وَنَوْفَل بْن عَبْد اللَّه بْن الْمُغيرَة فَلَمَّا رأى أَصْحَاب العير الْقَوْم هابوهم وحلزوهم فَأَشْرَف لَهُم عكاشة بْن مُحصن وَكَانَ قد حلق رَأسه فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ عمار لَا بَأْس عَلَيْكُم وأمنوا فاستشاروا أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمرهم وَكَانَ آخر يَوْم من رَجَب فَقَالَ الْمُسلمُونَ إِن أخرنا عَنْهُم هَذَا الْيَوْم دخلُوا الْحرم فامتنعوا وَإِن أصبناهم فِي الشَّهْر الْحَرَام فَرمى وَاقد بْن عَبْد اللَّه عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ بِسَهْم فَقتله واستأسروا عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن الْمُغيرَة وَالْحكم بْن كيسَان وأعجزهم نَوْفَل بْن عَبْد اللَّه بْن الْمُغيرَة وَاسْتَاقُوا العير فقدموا بهَا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوقف رَسُول الهّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العير وَلم يَأْخُذ مِنْهَا شَيْئا وَحبس الْأَسِيرين وَقَالَ لأَصْحَابه مَا أَمرتكُم بِالْقِتَالِ فِي الشَّهْر الْحَرَام فَسقط فِي أَيدي الْقَوْم وظنوا أَنهم هَلَكُوا وَقَالَت قُرَيْش اسْتحلَّ بِهَذَا الشَّهْر الْحَرَام قد أصَاب فِيهِ الدَّم وَالْمَال فَأنْزل اللَّه فِيمَا كَانَ قَول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عظم فِي أنفس أَصْحَابه وَمَا جاؤوا بِهِ : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)} [البقرة: 217، 218].

يُرِيد أَنهم كَانُوا يفتنونكم فِي دينكُمْ وَأَنْتُم فِي حرَم اللَّه حَتَّى تكفرُوا بعد إيمَانكُمْ فَهَذَا أكبر عِنْد اللَّه من أَن تَقْتُلُوهُمْ فِي الشَّهْر الْحَرَام مَعَ كفرهم وصدهم عَن سَبِيل اللَّه وإخراجكم مِنْهُ فَلَمَّا نزل الْقُرْآن بذلك أَخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العير وَأما الأسيران فَإِن الحكم أسلم وَأقَام عِنْد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا وَأما عُثْمَان ففاداه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعُوا بِهِ مَكَّة وَمَات بهَا مُشْركًا.

• قالت يهود: عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيُّ قَتَلَهُ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. عَمْرٌو عَمَرَتِ الْحَرْبُ وَالْحَضْرَمِيُّ حَضَرَتِ الْحَرْبُ وَوَاقِدٌ وَقَدَتِ الْحَرْبُ.

• ويقال: إن عَبْد اللَّه بْن جحش لما رجع مِن نخلة خمّس ما غنم وقسم بين أصحابه سائر الغنائم. فكان أول خمس خمِّس فِي الْإِسْلَام.

في غزوة بدر: لَمْ يَزَلِ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَلَى دَيْنِ قَوْمِهِ وَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ. أَسَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ. فَقَدِمَ فِي فِدَائِهِ أَخَوَاهُ خَالِدٌ وَهِشَامٌ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَتَمَنَّعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ حَتَّى افْتَكَّاهُ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ. فَجَعَلَ خَالِدٌ يُرِيدُ أَلا يَبْلُغَ ذَلِكَ فَقَالَ هِشَامٌ لِخَالِدٍ: إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ أُمِّكَ. وَاللَّهِ لَوْ أَبَى فِيهِ إِلا كَذَا وَكَذَا لَفَعَلْتُ.

فَلَمَّا قُبِضَ ذَلِكَ خَرَجَا بِالْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ فَأَفْلَتَ مِنْهُمَا فَأَتَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: هَلا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ وَتُخْرِجَ مَأْثُرَةَ أَبِينَا مِنْ أَيْدِينَا فَاتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا إِذْ كَانَ هَذَا رَأْيَكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأُسْلِمَ حَتَّى أَفْتَدِيَ بِمِثْلِ مَا افْتَدَى بِهِ قَوْمِي وَلا تَقُولُ قُرَيْشٌ إِنَّمَا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا فِرَارًا مِنَ الْفِدَى.

غزوة أحد: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَوْمَ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ نَزَلَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ فَأَصْبَحَ هُنَاكَ فَجَاءَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ فَأَكَلَهَا. ثُمَّ جَاءَتْهُ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ. ثُمَّ أَخَذَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَشَرِبَ مِنْهُ. ثُمَّ أَخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ فَعَبَّ فِيهِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: بَعْضَ شَرَابِكَ. أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْدُو؟ قَالَ: نَعَمْ. أَلْقَى اللَّهَ وَأَنَا رَيَّانُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ وَأَنَا ظَمْآنُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أُسْتَشْهَدَ وَأَنْ يُمَثَّلَ بِي فَتَقُولُ فِيمَ صُنِعَ بِكَ هَذَا؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ.

دعاؤه رضي الله عنه:

عن سعد بن أبي وقاص: أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني فيه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه؟ قال: فأمن عبد الله بن جحش ثم قال عبد الله بن جحش: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني حتى يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك فتقول: صدقت.

قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله خير من دعوتي ولقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَهُ: أَمَّا هَذَا فقد استجيب لَهُ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ فِي جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا. وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُعْطَى مَا سَأَلَ فِي الآخِرَةِ.

استشهاده ودفنه:

أن عبد الله بن جحش التقى يوم أحد هو وضرار بن الخطاب فلما عرفه ضرار قال إليك يا ابن جحش وقد كان بلالا قد آلى أن لا يقتل مضربا فقال له عبد الله بن جحش ما كان دمك يا عدو الله أعجب إلي منه الآن حين جمعت كفرا وعصبة فنادى ضرار يا معشر قريش اكفوني ابن جحش فانتظموه برماحهم.

وكان عبد الله بن جحش يقال له المجدع في الله حيث جدع أنفه وأذنه في وقعة أحد

قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ شهيدا. قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شَرِيفٍ الثَّقَفِيُّ. وَدُفِنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَهُوَ خَالُهُ. فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَكَانَ رَجُلا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ. كَثِيرَ الشَّعْرِ. وَوَلِيَ تَرِكَتَهُ رسول الله.

نعي النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش:

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: [قُمْنَ النِّسَاءُ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أُحُدٍ يَسْأَلْنَ النَّاسَ عَنْ أَهْلِيهِنَّ فَلَمْ يُخْبَرْنَ حَتَّى أَتَيْنَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَلا تَسْأَلُهُ امْرَأَةٌ إِلا أَخْبَرَهَا. فَجَاءَتْهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقَالَ: يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي أَخَاكِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ. قالت: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي خَالَكِ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قالت: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: 156. رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمْنَةُ احْتَسِبِي زَوْجَكِ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ. فَقَالَتْ: يا حرباه! فقال النبي. ص: إِنَّ لِلرَّجُلِ لَشُعْبَةٌ مِنَ الْمَرْأَةِ مَا هِيَ لَهُ شَيْءٌ] .

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي حديثه: وقال لها النبي. ص: كَيْفَ قُلْتِ عَلَى مُصْعَبٍ مَا لَمْ تَقُولِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ يُتْمَ وَلَدِهِ.

زوجته: فَاطِمَةُ بِنْتُ أبي حبيش

بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. تزوجها عبد الله بن جحش بن رئاب فولدت له محمد بن عبد الله بن جحش.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:[جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلاةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَلِكَ عَرَقٌ وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاةَ فَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْكِ الْحَيْضَةُ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ فَصَلِّي] .

ولده محمد بن عبد الله بن جحش:

ابن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد ابن خزيمة . – ويكنى أبا عبد الله- حلفاء حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف. وأمه فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى. قتل أبوه عبد الله بن جحش يوم أحد شهيدا. وأوصى به إلى رسول الله ص. فخط به رسول الله ص خطة بسوق المدينة عند سوق الرقيق.

واشترى له مالا بخيبر . وقد روى عن رسول الله ص. قبض رسول الله ص. ومحمد بن عبد الله بن جحش ابن خمس عشرة سنة

• عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَةٌ فَقَالَ غَطِّ فَخِذَيْكَ فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ.

• عن مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْش – وكَانَتْ لَهُ صُحْبَة-؛ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيْل اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: الْجَنَّة”.

أبو سفيان مولى عَبْد اللَّه بن جَحْش:

أَخْبَرَنِي مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه، قَالَ أبو سفيان مولى عَبْد الله بن أبي أحمد بن جحش … مولى لبني عَبْد الأشهل، وكان له انقطاع إِلَى عَبْد الله بن أبي أحمد فنُسِتَ إليه، روى عن أبي هريرة، عن أبي سعيد، وكان يصلي في بني عَبْد الأشهل وكان مُكَاتِبًا يقوم بهم في شَهْر رمضان، وفيهم قوم قد شهدوا بدرا والْعَقَبَة يصلون خلفه.

أخوه أبو أَحْمَد بن جَحْش: كَانَ أَبُو أَحْمَد ضَرِيْر الْبَصَر وكان امرءًا شَاعِرًا، وَكَانَ يَطُوفُ مَكَّة أَعْلاهَا وأسفلها بغير قَائِد. لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثٍ أَرْسَلَهُ مُجَاهِدٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ يَقُولُ:

يَا حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِ … بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي

بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِ … بِهَا تُغْرَسُ أَوْتَادِي

فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ مِنْ قَوْلِهِ: بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِ

أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش حجازى

عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ أَدْخَلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: ” نَعَمْ فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ “

وأخوه عبيد بن جحش بن رئاب , أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة مع زوجته أم حبيبة بنت أبي سُفْيان , وتنصر هناك , ومات على النصرانية بأرض الحبشة.

وأخواتهم:

• زينب بنت جحش زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكانت قبله عند زَيْد بن حارثة فطلقها فزوجها الله تعالى من رسول الله صلى الله عليه وسلم. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْبَلُوا الْكَرَامَةَ، وَأَفْضَلُ الْكَرَامَةِ الطِّيبُ أَخَفُّهُ مَحْمَلًا وَأَطْيَبُهُ رِيحًا»

• حمنة بنت جحش , كانت عند طَلْحَة بن عبيد الله وهي صاحبة الاستحاضة.

• حبيبة بنت جحش كانت عند عَبْد الرَّحْمن بن عَوْف وكانت أيضًا تستحاض.

خصال هؤلاء القوم: عن الشعبي قال أتاني عامري وأسدي قال وقد أخذ العامري بيد الأسدي فهو لا يفارقه قال فقلت له يا أخا بني عامر إنه قد كانت لبني أسد ست خصال لا أعلمها (3) كانت لحي من العرب كانت منهم امرأة زوجها الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وسلم) من السماء والسفير بينهما جبريل فكانت هذه لقومك وكان أول لواء عقد في الإسلام لواء عبد الله بن جحش الأسدي أو كانت هذه لقومك وكان أول مغنم قسم في الأسلام مغنم عبد الله بن جحش أفكانت هذه لقومك وكان منهم رجل يمشي بين الناس مقنعا وهو من أهل الجنة عكاشة بن حص الأسدي أخو بني غنم بن دودان فكانت هذه لقومك وكان أول من بايع بيعة رضوان أبو سنان عبد الله بن وهب، فقال يا رسول الله ابسط يدك أبايعك قال على ماذا قال على ما في نفسك قال وما في نفسي قافتح أو شهادة قال نعم فبايعه قال فجعل الناس يبايعونه ويقولون على بيعة أبي سنان على بيعة أبي سنان أفكانت هذه لقومك وكانوا سبع المهاجرين.

وفي كل قوم شواذ كأبي لهل ببني عبد المطلب وعبيد الله في بني أسد، أعاذنا الله من الفسوق.