كيف تضمن قيلولة مِثاليّة

على غِرار أيّ نشاط أساسي تمارسه يومياً، من المهمّ إدخال القيلولة إلى حياتك للإفادة من تأثيرها الإيجابي. لكن ما هو مفهومها الصحيح؟

يُمكن لجميع الناس أخذ قيلولة مهما كان اليوم حافلاً بالأعمال. فهي تستغرق نحو 20 دقيقة ليس أكثر، والأهمّ أنّ الدراسات الحديثة أثبتت أنّ القيلولة قد تحمي من أمراض القلب والأوعية الدمويّة.
وعلى عكس ما هو شائع، تبيّن أنها تُحسّن النوم الليلي عند الأشخاص الذين يُعانون من الأرق ومن اضطرابات النوم. فإذا رغبت في الإفادة من إيجابيّات القيلولة، لا بدّ لك من الاطّلاع على أهمّ جوانبها وأصولها.
يمكنك أخذ قيلولة أينما وُجدت، حتّى أثناء العمل. ما عليك سوى أخذ ثلاثة أسئلة في الاعتبار:
1- ما الوقت الأنسب لذلك؟ التوقيت المثالي لأخذ قيلولة هو بداية بعد الظهر.
2- كم من الوقت تتطلّب؟ إنّ عشرين دقيقة تكون كافية لضمان قيلولة ممتازة. في حال النوم أكثر، فقد يستغرق الأمر وقتاً أطول للعودة إلى اليقظة الفعّالة.
3- هل يمكن الانعزال؟ في الواقع، لا يتطلّب الأمر الحصول على غرفة منعزلة للحصول على القيلولة. إذا كنت في الحديقة العامّة على سبيل المِثال، أنت في حاجة فقط إلى سدّادات الأذن من أجل الابتعاد عن الضجيج، أو وضع “ماسك” أو أي وسيلة أخرى من أجل حجب الضوء. أمّا أثناء عملك، فيكفي أن تطلب من زملائك عدم إزعاجك لمدّة 20 دقيقة.
ولكي تستريح خلال القيلولة، يجب أن تتوافر لك أريكة مُريحة، لكن كثيراً ما يكون هذا الأمر صعباً، خصوصاً خلال دوام العمل. لكن لا تيأس، إذ يُمكن تحقيق ذلك ببدائل أخرى بسيطة جداً: إكتِف ذراعيك وضَعهما على مكتبك، ثمّ القِ جبينك على ساعديك.
كذلك، ينصح بعض العلماء بالعودة بمسند ظهر الكرسي قليلاً إلى الخلف ورفع القدمين على المكتب، علماً أنّ الاستماع إلى موسيقى هادئة في هذا الوقت يمكن أن يساعد الموظف على الاسترخاء على نحو أسرع.
ماذا عن الخطوات ما بعد القيلولة؟ للاستيقاظ بأفضل حال، يجب التزام المعايير الجوهريّة الآتية:
– عدم التحرّك مباشرة، إذ يُستحسن أخذ نحو دقيقة قبل النهوض مباشرة.
– منذ لحظة الاستيقاظ، ركّز على أي غرض موجود بقربك، ما سيحول دون استسلامك للنوم مجدداً.
– إجلس بنحو تدريجي، ثمّ دَلّك وجهك وخذ نفساً عميقاً.
– يمكنك الآن الوقوف واستعادة أعمالك بكلّ نشاط. يشار إلى أنّ وقوف الموظف مدّة قصيرة بعد القيلولة أو حتّى المشي أيضاً، يُعزّز أداء الدورة الدمويّة ليستعيد بذلك لياقته.

أمّا إذا كنت مُتردّداً في أخذ قيلولة، فالسبب في ذلك قد يعود إلى أنّك تكون غير متأكّد من أنّك ستكون قادراً على إكمال عملك بنشاط بعد ذلك. في الواقع إنّ قيلولة نهاية الأسبوع أو الفرص غالباً ما تتركنا في حال خمول وعجز عن القيام بأيّ عمل.
ولتفادي هذه الحالات «الغيبوبيّة»، يكمُن الحلّ الأول والأهمّ في عدم إطالة القيلولة كثيراً، أي بشكل لا يتخطّى العشرين دقيقة. كذلك لا بدّ من التزام أصول الإستيقاظ من النوم، بما أنّ الطريقة المُعتمدة تؤثّر بدورها في القدرة على التركيز.
يُذكر أنّ القيلولة الجيّدة والصحّية تُزوّد الشخص بالطاقة الكافية لاستكمال أعماله المتبقّية، وتؤدي إلى صفاء الذهن وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات المُلائمة والصحيحة، وتخفّض حدّة التوتر والضغوط التي يواجهها الإنسان خلال ساعات اليوم.

“الإعجاز”: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “قيلوا فإن الشياطين لا تقيل”.(الصحيح الجامع للألباني رقم4431).

___________________________

* من بريد القراء نقلاً عن جريدة الجمهورية 24/6/2014.