نعم تستطيع أن تربي أولادك حتى في عصر الفساد

( نتعامل مع أصعب الفتن بأعلى وسائل الإيمان )*

-ح: … والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها…فكلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. (حديث صحيح)

 

مقدمة: يستطيع المسلم أن يربي أولاده حتى في أسوأ العصور وأن يعيشوا بعيداً عن الأخطار حتى في عصور الفساد والدجّال والفتن وحيث أن معظم وسائل الإعلام الغربية والمحلّية قد قامت بغسل أدمغة الناس ومعهم الكثير من المسلمين في شتى مفاهيم الحياة. لذلك فإن استطعتم أن تعلّموا أولادكم المبادئ الإسلامية التالية تكونون قد قمتم بواجب ومسؤولية غرس أسس التربية الدينية فيهم.

1-علّموهم

أن للدنيا خالقاً عظيماً قديراً، خلقنا ويحبنا، ولا يريد لنا إلا الخير

رسم لنا أهدافاً في الدنيا وآمالاً في الآخرة لمن أطاع واستقام

2-علّموهم

أن لا يكون لكلام الناس تأثيرٌ كبيرٌ عليهم.

وأن يطلبوا رضاء الله حتى ولو لم يعجب الناس.

وأن يكون همهم الأول قبل الطعام والشراب، أن ينجوا في الآخرة.

وأن يعلموا يقيناً أن هذه الدنيا زائلة وأن الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة .

وأن خالق الدنيا هو الذي خلق الدار الآخرة وزيّنها وجعل فيها من كل ما تحب وتشتهي.

3- علّموهم

أن الدنيا دار اختبار وامتحان.

وأنه لا توجد أي خسارة إذا حرم الإنسان أو لم يحصل على شيء يريده في هذه الدنيا.

وأن الله خالق كل شيء وأن الله هو المعطي والمانع.

وأنه هو المقدّر للأرزاق والنعم على اختلافها بما يراه يتناسب مع حال وظروف كل إنسان.

وأنهم إذا لم يحصلوا على ما يريدون : فعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا.

وأنه “عسى أن تحبوا شيئاً وهو شرّ لكم”.

وأن من أعرض عن ذكر الله فإن له معيشة ضنكا (صعبة، ضيقة، خانقة…).

وأن من تعرّف الى الله في الرخاء تعرّف الله إليه في الشّدة.

4- علّموهم

اختبروهم، هل أصبحوا يراقبون الله دائماً وفي كل شيء؟؟

وذكروهم إذا نسوا شيئاً مما تعلموه، عند كل مناسبة ترونها ملائمة.

واجعلوهم يواظبوا على مجلس علم وتربية ينتفعون منه.

عند معلّم داعٍ زاهدٍ ذاكرٍ لله.

وأخيراً، أدعوا لهم واستودعوهم عند الله، الذي لا تضيع ودائعه.

5-واعلموا

أن المفاهيم والعلوم الدينية لا ينتفع منها إلا إذا وضعت في قلب حيّ، فالتلقين والحفظ، لا يكفيان، والعلم يحتاج الى إيمان حقيقي (وليس إيمان لفظي) ، يغرسه المعلم في النفوس مثل غرس النبتة في الأرض، فهي تحتاج أن تعتني بها وتتذكرها من وقت لآخر، ولا تنساها فتموت.

فإذا أصبحت هذه المفاهيم يقيناً عندهم، وليست ترداداً أو ألفاظاً ونجحت مع زوجتك (التي أحسنت اختيارها)، في تأمين ذلك وتعليمهم هذه المفاهيم عندها نرجو الله أن يبشركم أنكم قد تحملتم المسؤولية بكل أمانة ونجحتم في التربية وفعلتم ما بوسعكم.

_________________________

*بريد sinine.karim@googlemail.com