هذا المنتدى وهذه المجلة

بسم الله الرحمن الرحيم

م.ف.

خدمة القرآن الكريم شرف عظيم ليس لأحد أن يدّعيه فرضًا ولا أن يستأثر به حصرًا، فمن قال أعلم سئل حتى يعلم أنه لا يعلم، ومن سوى الله تعالى يحيط ببحر{… لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي…{109}} (سورة الكهف) ؟

والمحاولة هنا إنما هي إسهام بسيط في نهضة كبيرة واسعة يشهدها العالمان العربي والإسلامي لتحرير العقل وتنوير القلب وإيقاظ الهمة، بعد طول رقاد.

هذا المنتدى: هو محاولة متواضعة تقوم بها ثلّة من الشباب في هذا البلد الحيويّ المنفتح، للتعريف بالكتاب العظيم وبعلومه الوافرة، على أن يكون عمودها الفقري إعجازه العلمي والنفحات العلمية التي تشعّ من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأمّا سبب التركيز على الإعجاز العلمي للقرآن والسنة فلأنه باب لهداية الناس بالعلم والعقل، ولدحض حجج الذين يدّعون أن الصحوة التي يشهدها العالم الإسلامي اليوم هي وليدة حالتي الفقر واليأس لدى الشباب، وأنها نوع من “الهروب” إلى الماضي المجيد والتعلق بإنجازاته بسبب إخفاقات الحاضر ومآسيه!

إنه اتهام خطير لعقل الشباب المسلم المعاصر وإجحاف كبير بحق الحالة الفكرية الجديدة التي تغزو العالم كله، والناجمة عن التوافق المذهل بين المكتشفات العلمية ومتطلبات الحياة الاجتماعية المعاصرة من جهة، وبين معاني القرآن الكريم ومضمون الحديث الشريف والتطبيقات العملية للدين الإسلامي من جهة أخرى.

لقد أصبح العلم والإيمان مترادفين متناغمين، وبمرور الزمن يزداد هذا التوافق ليبلغ حد التطابق.

هذا المنتدى: بعد استخارة الله تعالى أردنا أن يكون المنتدى منارةً لمن يريد أن يتحدث أو أن يسمع أو أن يقرأ عن عظمة الله سبحانه وعن معجزة كتابه العظيم، أردناه منبرًا لأهل العلم والدين، وساحةً للحوار والتفاهم بين العقائد والأديان بـ” كلمة سواء “، في جو من المحبّة والتسامح.

خدمة القرآن والسنة تفرض علينا، علاوة على إظهار الإعجاز العلمي فيهما، شرح بعض البليغ فيهما والمتشابه منهما والذود عن الافتراءات التي تكال لهما.

وتفترض فينا أن ننوه بمن برع في علومهما من قبل، وبما بُذِل من جهد فكري قلّ نظيره في تفصيل هذه العلوم والتدقيق بها.

هذا المنتدى: المؤمل من هذا المنتدى أن يتسع للجميع فلا يستثني أحدًا، ولا ينصر أحدًا على أحد ولا يكون حكرًا على أحد، ولا يقفل بابه في وجه أحد.

هذه المجلة: بعون الله نباشر بإصدار مجلة “الإعجاز” في محاولة للدخول إلى قلوب الناس وعقولهم بما يرضي الله، لترافقهم في البيوت والمتاجر والمكاتب، لا نهدف من ذلك إلا التعريف بكتاب الله وبسنة رسوله، لا نتوخى الربح ولا نشترط شيئًا من أمر الدنيا.

هذه المجلة: هي تجربة جديدة تجمع بين ما تجب معرفته وبين ما نحب أن نعرفه، أي بين منجزات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وبين ما يعتمل في القلب والعقل والنفس، بين ما ينتمي إلى علوم القرآن وبين الآثار التي تغرسها هذه العلوم في الضمير والوجدان، بين ما يطّلع عليه الإنسان من علوم وبين ما يؤدي إلى توطيد صلته بالله العليّ القدير وبكتابه وبرسوله، بين مآثر الماضي التليد وآمال المستقبل الواعد ثقةً ويقينًا بكلام الله ورسوله.

هذه المجلة: هي ليست مجلة للتسلية بل هي أقرب إلى وثيقة للتجلية ثم التحمية! لم يجرِ إعدادها لكي تقطع بقراءتها الأوقات بل لكي ينهل القارئ منها ما يشبع نهم قلبه وعقله، على أن يعود بعد ذلك إلى نفسه ويعيد حساباته!

التحرير في هذه المجلة يفترض فينا ما تعلّمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نخاطب الناس بما يفقهون ويرغبون، ولذلك فلن تكون هذه المجلة تخصصية بحتة في العلوم الطبيعية أو في علوم الدين، بل ستسعى إلى التبسيط في العرض كي تتواصل مع الشريحة الأوسع من المجتمع.

هذه المجلة: المرجو لهذه المجلة أن تكون منبرًا لكل فكر حرّ وبنّاء بما يخدم الأمة والوطن والمجتمع، وأن تبلغ كلماتها المدن والقرى على السواء وأن تقرأها الزوجة قبل الزوج، والفتاة قبل الشاب، وأن يتسع بريدها لتشارك فيها الأقلام الفتية إلى جانب أهل الخبرة والاختصاص، وأن تساهم في حل ما يَرِدها من مسائل ومشاكل، وأن تمرّ من يد إلى يد، ومن صديق إلى صديق، ومن جار إلى جار.

اللهم منّا الجهد وعليك التكلان وأنت المستعان.