وقفة وفاء مع الدكتور أحمد زكي

(1894-1975)

 م.ف.

كان لكتاباته وقع خاص في نفسي وأنا الذي كنت في سن المراهقة، لا أقرأ إلا ما ندر وأقرأ فقط لمن تستوقفني أراؤه وعباراته.

الدكتور أحمد زكي رحمه الله المصري الجنسية والعربي القومية والباحث العالم والمسلم العصري ثقافة وحضارة والمسلم المؤمن عقيدة وإيمانًا وحبًا.

بعد أن بلغ مرتبة وزير ثم رئيس للجامعة قَبِل رحمه الله مهمة تأسيس وإطلاق مجلة “العربي” التي صدرت في دولة الكويت الشقيقة، عام 1958 وأصبحت واسعة الانتشار جزيلة العلوم عريقة الثقافة، وصار رحمه الله أوّل رئيس تحرير لها.

بمرور الأيام تصبح ثقافة الصبا قطعة من القارئ تختلط باللحم والعظم وهكذا كان وقع كتابات الدكتور أحمد زكي في النفس والعقل والقلب. كان في كل افتتاحية له في المجلة يضرب على وتر من الأوتار الراقدة في عقول الرجال وقلوبهم.

معه تماهى العلم والايمان والثقافة والعمل والمحبة والتسامح.

وكان لكتابيه الشهيرين “مع الله في السماء” و”مع الله في الأرض” من بين كتبه الأخرى أثر صارخ في عقول الناس تحدى موجة الالحاد التي كانت شائعة في ذلك العصر، وأعاد إلى الأذهان بريق الدين الذي كلما ظن الناس أنه خبا عاد ليتوقد من جديد، وعكس كل التوقعات!

نكتب هذه الكلمات وفاء لذكرى الدكتور الراحل أولاً ولفتة للباحثين المعاصرين الذين يعددون أسماء حَمَلَة لواء الإعجاز في القرآن والسنة ويسقطون عن غير عمد اسم رائد كبير من رواد الإعجاز قبل أن يصبح للأعجاز موقعه ومؤسساته.

رحم الله الدكتور أحمد زكي وكل العاملين الصادقين من عرفنا منهم ومن أغفلنا الذين لا يرجون ثوابًا إلا من الله والذين قال تعالى فيهم: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} .