وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

إعداد أ. خالد حنون

لم يكرم الله تعالى مخلوقاً من خلقه مثلما أكرم سيدّنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تجل رسول الله وتزكيه. ثم أتبع المولى تعالى هذا التكريم الإلهي لشخص نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام بتكريم مستمر من خلق الله الذين أتوا قبله، كما جاء في الكتب السماوية، أو عاصروه أو أتوا بعده وإلى يومنا هذا. حتى أن الله تعالى قلب إلى نصرٍ كيدَ الذين كادوا له، ماضياً وحاضراً.

انتعاش مبيعات الكتب الإسلامية في بريطانيا

 وكان آخرها ما ذكره موقع “العربية” عن انتعاش مبيعات الكتب الإسلامية في بريطانيا منذ أن بدأت أزمة الفيلم المسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث قدّر العاملون في متاجر الكتب والمكتبات العامة في غرب العاصمة البريطانية نسبة ارتفاع الطلب على الكتب الإسلامية ما بين 20 و 30 %، مقارنة بما كانت عليه خلال الشهور الماضية. وقالوا أن أعداداً أكبر من البريطانيين باتوا يسألون أكثر عن الكتب المتضمنة تعريفاً بالدين ، كما يأتي الكثير من القراء طالبين ترجمات للقرآن الكريم.

وقالت مسؤولة مبيعات في أحد فروع سلسلة مكتبات “ووترستون”، إن “الكتب الإسلامية باللغة الإنكليزية أصبحت بين الكتب الأكثر مبيعاً في مكتبات بريطانيا، وذلك على الرغم من أن الطلب على الكتب الدينية متدنٍ بشكل عام.

واتفق معها أحد العاملين في مكتبة حكومية عامة في منطقة “ايلينج” غرب لندن، مشيرا إلى أن الكثير من البريطانيين يسألون عن كتب تعرفّ بالدين الإسلامي، وأن الطلب على هذا النوع من الكتب تكثف في الأسابيع الأخيرة التي شهدت أزمة الفيلم.

وقال المدير المسؤول في متجر كتب تابع لجمعية “أوكسفام”، وهي أشهر وأكبر المنظمات الخيرية في بريطانيا، والتي تنتشر فروع مكتبتها في مختلف أنحاء بريطانيا، إن قسم الكتب الدينية في المتجر يمثل واحدا من أنجح الأقسام، وقد أصبحت الكتب الإسلامية في الأسابيع الأخيرة هي الأكثر مبيعا في المتجر.

وبحسب المسؤول، فإن هذا الارتفاع في الطلب على الكتب الإسلامية يشبه ذلك الارتفاع الذي تلا أحداث الحادي عشر من سبتمبر…[1]

“محمد” الاسم الأكثر انتشاراً في بريطانيا

أن يكون اسم محمد الأول في بلد مثل مصر أو اندونيسيا أو غيرهما من البلدان الإسلامية فهو أمر طبيعي لكن أن يكون الاسم الأول في بريطانيا فهذا أمر يثير الاهتمام. فقد أورد موقع (السي أن أن) ما نصّه: “يحتكر اسم محمد مقدمة الأسماء الأكثر استخداما للأطفال في إنجلترا وويلز، للعام الخامس على التوالي، بعدما أظهرت إحصائية رسمية إنه الاسم الأكثر شيوعاً بين مواليد العام الماضي، تلاه اسم هاري.(اسم حفيد الملكة).

وقال مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، في بيانات نشره، إن “هاري” كان الاسم الأكثر انتشاراً بين الأولاد للعام 2011، إلا أنه وعند اعتبار اختلاف طرق الهجاء الخمس لاسم “محمد” بالحروف اللاتينية فأنه يصبح الاسم الأكثر شيوعاً.

ويشار إلى أن “محمد” هو الاسم الوحيد الذي حافظ على مكانته المتقدمة ضمن لائحة الأسماء الأكثر استخداماً للمواليد بإنكلترة وويلز منذ عام 2007. ولأول مرة، احتل اسم “محمد” المرتبة الأولى في 2009، ثم أزاحه اسم “أوليفر” في العام التالي.

وفي عام 2011، وبحسب بيانات “مكتب الإحصاء الوطني”، جاء “هاري” الاسم الأكثر انتشارا بين الأولاد من المواليد، حيث تكرر 7523 مرة، يليه “أوليفر” الذي تكرر 7007 مرة، بينما محمد الثالث حيث تكرر 6945 مرة ليحتل الترتيب الثالث.

وجاء ترتيب اسم محمد مقسما على ثلاث مراتب حيث تختلف طريقة الهجاء بالحروف اللاتينية. ويتوقع أن يزداد الاسم رواجاً بتضاعف أعداد الجالية المسلمة في بريطانيا خلال العقدين المقبلين. وتقول إحصائية حديثة إن نسبة المسلمين ببريطانيا نمت من 2 في المائة عام 1990 إلى 4.6 بالمائة في 2010، ويتوقع أن تصل النسبة إلى 8 في المائة بحلول 2030.

وبحسب وزارة الضمان الاجتماعي بالولايات المتحدة، حيث يكتب الاسم بأربعة طرق هجاء مختلفة بالحروف اللاتينية، جاء “محمد” بين الأسماء الألف الأكثر استخداماً للذكور خلال العام الماضي.

فجاء اسم Mohamed في المركز الـ428، وMuhammad  بالمرتبة 480، وMohammed  في 562 وMohammad  في المكانة الـ609. ويشكل المسلمون ما نسبته 0.8 في المائة من إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة.[2]

كرّمت الولايات المتحدة النبي محمد قبل 77 سنة

حصل التكريم من قبل المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة عام 1935، وذلك في عهد رئيس هذه المحكمة تشارلز ايفانز هيوز، وهو سياسي ومحام أمريكي توفي في 1948 عن 86 سنة عاشها من منصب لآخر، فكان حاكما لنيويورك ووزيرا للخارجية ومرشحا بلا حظ للرئاسة، حتى حلت به الرحال بمنصب حساس، وهو رئاسة المحكمة الدستورية العليا منذ 1930 وطوال 9 أعوام.

clip_image593البوستر ومما كتب فيه: محمد واحد من أعظم المشرعين في العالم

وفي الإطار صورة الفنان أدولف ألكسندر واينمان

        وقد قام بتكريمه في لوح ديكوري بالحفر التطريزي من صنع الفنان الأمريكي من أصل ألماني، أدولف ألكسندر واينمان، واحتوى تصويريات لأشخاص متجاورين وتم تثبيته على يمين غرفة القضاة في الجدار الشمالي لمقر المحكمة العليا، وتعمدّ واينمان أن يحمل الرسول الأكرم نسخة بيساره من المصحف المحتوي على وحي السماء، وبيمينه امتشق السيف كرمز لقوة العدالة والشرائع.

وأسفل التطريز الجداري ورد اعتراف مكتوب من أهم هيئة دستورية للأمريكيين بأن “النبي محمد واحد من أعظم المشرعّين في العالم، وأن القرآن يوفر المصدر الأساسي للشريعة، والنبي محمد قام بشرح وتعليم وتعزيز أحكام القرآن” وكان النبي الوحيد بين 9 احتوت الجدارية على أسمائهم، في حين احتوت جدارية مماثلة بالجدار الجنوبي للمحكمة على النبيين موسى وسليمان.

ويبدو أن الفنان الذي توفي في 1952 وقام بتصوير حفري ونحتي لأهم رموز الولايات المتحدة، رغب بإضافة كلمات من عنده في النص الوارد أسفل التطريز الجداري، كاحترام منه لمشاعر المسلمين، بحسب ما يوحي النص نفسه، فأكد بأن الرسم “لا يظهر أي تشابه بشخصية (النبي) محمد، وأن المسلمين ينفرون بقوة من أي تصوير نحتي لنبيهم”. [3]

 clip_image594المصحف بيساره وبيمينه سيف العدالة والشرائع

أخيرا: لا يمكن لهذا الدين إلا أن يسود, ولابد لمعجزات الله في كونه إلا أن تتكشف الواحدة بعد الأخرى مهما فعل الكارهون. وسيظل اسم النبي في حده الأدنى اسم لا يضاهيه أحدا في المنزلة والكرامة.



[1]  http://www.alarabiya.net/articles/2012/09/20/239132.html

[2]  http://arabic.cnn.com/2012/entertainment/8/15/mohammed-retakes-top-spot-in-english-baby-name/index.html

[3]  http://www.alarabiya.net/articles/2012/10/01/241132.html