إفتتاحية العدد الثاني من الإعجاز

أ. صلاح سلام

 

كان لصدور العدد الأول من الإعجاز وقع خاص ومحبب في مؤسسة ” اللواء” من قاعدة الهرم إلى قمته.

فقد تبارى العاملون في إخراجه إلى النور، وعملوا جنباً إلى جنب مع أسرة “منتدى الإعجاز” على إظهاره بأبهى حلّة ودون أخطاء تذكر.

ولمسنا ونحن نلاحق طباعة العدد يسره وبركته، وأحسسنا بأن دماً شاباً جديداً يسري في الشرايين وحركة طيبة تدب في الأعضاء، إنها بلا شك حرارة المحبة في الله ودفء العمل لوجه الله.

وما أن وصل العدد الأول إلى أيدي القراء حتى جاءنا دفق جديد من الأمل والتحفيز: إتصالات بعضها للتهنئة والتشجيع وأخرى تطلب نسخاً من العدد الذي نفذت أعداده مع الأسابيع الأولى على الرغم من حداثة عهد الناس بهذا العمل.

وكانت لأصدقاءٍ لنا بعض الملاحظات، والتي تعهدت أسرة “المنتدى” بالأخذ بمجملها.

لكن الذي يبشر بالخير هو هذه الأكثرية المؤمنة الصامتة التي لا تهزّها التصريحات الرنّانة ولا تخاف من التهديدات الطنانة، ولكن تراها تبحث عن نور الحقيقة، وتستجيب محبةً لكلام الله تعالى وإعجازه، وتتفاعل شوقاً وعطشاً مع مراد الله ورسوله.

ولم يكن مفاجئاً ترحيب العلماء وأهل الدين بهذا العمل وهم أهل الخبرة والمعرفة، بقدر ما سرّتنا ردود فعل الأجيال الشابة المؤمنة التي قرأت ما وصل إليها من “الإعجاز” ليس فقط قراءة التقليب والتصفح بل قراءة التدبر والنقد والمناقشة، وإعمال العقل وتعريض القلب للنور والانشراح. ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:” الخير بي وبأمتي إلى يوم القيامة”؟ ألم يقل ربنا تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}؟

هذه الأمة تتعامل بالنّفَس الطويل، تهمل الزبَد وتهتم لما ينفع الناس، تاريخها الطويل وتضحياتها الجسام وإرثها المجيد يشهدون بأنها لن تموت ما دامت تحفظ ما تعهّد المولى بحفظه ، قال تعالى:{إنا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون}، صدق الله العظيم.

أما من يحاول التستر براية الإسلام لارتكاب الجرائم، وتحقيق المآرب، فالإسلام منه براء، ولا مكان له في صفوف المسلمين ومجتمعاتهم المتمسكة بدعوة المحبة والتسامح.

مبروك لأسرة “المنتدى” ومبروك لأهل العلم والثقافة في لبنان وإلى المزيد من العمل والجد ولتكن الأعداد القادمة أكثر جودةً وأكثر تواصلاً مع أجيال العلم والإيمان. وفقنا ووفقكم الله.