طريق الطمأنينة

أ. صلاح سلام

 

طال مكوث الغيوم السوداء فوق الوطن، فكل البلاد والعباد تعيش فترات عصيبة من وقت لآخر، لكن بلادنا تراها تعيش فترات قليلة من الطمأنينة والرخاء لتدخل من جديد في دوامة القلق السياسي المشوب بالقلق على المصير.

وأهل الإعلام هم من أوائل المتلقين والمستقين للأحداث والمآزق يعيشون الحدث ويحققون في تفاصيله ويصنعون خبره.

يقلقون مرتين مرة عند تلقي الخبر ومرة عند نشره.

يعانون مرتين مرة كمواطنين ومرة كمسؤولين عن إيصال الحقيقة لكن دون تهويل أو تضليل.

وبعد ذلك يختلف الناس في معالجة هذا القلق وازالة ذلك التوتر بالترويح عن النفس بطرق شتى فيذهبون كل مذهب.

ولا مجال هنا لذكر طرق الترويح عن النفس جميعها، المشروع منها وغير المشروع.

المهم في الأمر أن السعيد هو الذي يجد طريقة فعّالة في إزالة الهم وتنشيط النفس وبعث الأمل.

في الصلة بالله تجد النفس راحة عميقة.

في الصلاة تعيش مع ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه “أرحنا بها يا بلال”.

في الصيام تجد استكانة في النفس وطواعية في الجسد وخفة في الروح.

في الزكاة تجد تخلصًا من أدران الشح وتحررًا من قيود البخل.

أما في مراجعة الإعجاز فتعثر على وسيلة أخرى للترويح عن النفس وللتفلت من قيود القلق اليومي.

عند اطلاعك على فتح جديد في الإعجاز تصغر في عينك مشاكل الدنيا وتفتح أمامك آفاق عجائب خلق الله ويتسع التفكر في كنه الكون وفقه الخلق.

يصغر شأن الحدث اليومي أمام الأحداث الكبرى يوم خلق الكون ويوم خلق الإنسان.

المؤقت يصغر أمام الدائم والعابر يضمحل أمام الاستحقاقات الكبرى الآتية بالتأكيد.

الصلة بالخالق تصحح طرق الصلة بالخلق.

والتفكر بالحقيقة الخالدة يصوب السلوك والأداء تجاه الحقائق الصغيرة اليومية الواردة.

جميل أن تعرف للطمأنينة طريقًا، والأجمل من ذلك هو أن تسلك هذه الطريق وتنعم بها وتتمتع.