عناية الله

صلاح سلام

لمناسبة مرور عامين على إصدار العدد الأول من “الإعجاز”

لو كانت مجلة سياسية، لكان لها حرفتها وأهلها، ولو كانت فنيّة لكنّا ضمِنّا قراءها والمعجبين، لكن إصدار “الإعجاز” كان بنظر أهل الإعلام مغامرة وأية مغامرة.

وكما أننا لم نكن نضمن لها أن تخرج بهذا الانتظام وبهذا الانسجام لم يكن بإمكان أحد التنبوء لها بهذا النجاح ولقرائها بهذا التهافت على طلبها والإقبال.

لكن بعد مرور عامين على صدور العدد الأول ونحن بصدد إصدار هذا العدد التاسع أصبح بالإمكان معرفة بعض السر لهذا النجاح المبكر.

فالقيّمون على هذا العمل يشكلون فريقاً منسجماً يعمل ويبذل بلا مقابل وفي مناخ من الألفة والمحبة والتعاضد، والبحوث تترى، بعضها من علماء وباحثين عرب ومسلمين يتراسلون عبر البريد الإلكتروني ويتوغلون في المواقع الإلكترونية، دون أجر ولا منّة، وبعضها من باحثين لبنانيين باتوا يشكلون نواة نادٍ لتبادل الخبرات والبحث العلمي.

ومع أن أية جهةٍ رسمية أو هيئةٍ أو مرجعية لم تتبنّ هذه التجربة ولم ترعاها حتى الآن فإن الذي ينظر من بعيد يعتقد أن مثل هذه المجلة لا يمكنها أن تصدر إلا إذا كان وراءها إمكانات كبيرة. فما هو السر الحقيقي لاستمرارها ونجاحها إذن؟

لم يعد أمامنا إلا تفسير واحد أرجو له القبول، إنه عمل انطلق بنيّة صادقة خالصاً لوجه الله الكريم، يقصد أناساً فطروا على المحبة وأملوا في تذوق ثمرة طيبة من شجرة طيبة تبذر في أرض العقول والقلوب وتتعهدها وتسقيها بماء العلم والمعرفة. ثمرة تسترد الهارب، وترفع همة المتكاسل، وتعزز يقين المواظب. ومن يقدر على ذلك إلا تلك القوة العلية الخفية، قدرة الله جلّ وعلا. لم ينطلق هذا العمل ولم ينجح إلا بعناية الله العلي القدير. ومن أراد له الاستمرار والسير القويم فما عليه إلا أن يثابر ويستقيم وما كان لله فهو المتصل وما كان لغير الله فسوف ينفصل. كل عام و”الإعجاز” والعاملون لها بخير وإلى الأمام.