علّمه البيان

رئيس التحرير

العدد الحادي عشر – خريف 2009

 

 

كما أن الحب هو لغة الارواح ينتقل من قلب إلى قلب فإن الكلمة هي لغة الافكار تنتقل من عقل إلى عقل. ولا قيمة للعلم إذا لم يتمكن صاحبه من نقله إلى غيره ولا يحمل العلم إلا هذه الكلمات الدقيقة الرصينة الهادفة القادرة على أن تجذب الانتباه وتطرب الأسماع وتؤثر في النفوس وتصنع العقول وتستقر في القلوب.

ليس لنا من الأمر شيء فهذه منّة الخالق تعالى وهديته إلى بني آدم، علم أباهم الأسماء كلها وفضلهم على كثير من خلقه. بات علينا بعد ذلك أن نحفظ هذه الأمانة الإرث وان نتناقلها من جيل إلى جيل.

ثم يأتِ علينا وقت لا يعير فيه الناس للغة انتباهًا ولا لآدابها إصغاءً ولا لعلومها اهتمامًا.

الرحمن الذي خلق الانسان هو الذي علّمه البيان والبيان هو اللغة والفصاحة والبلاغة فمن تنكر لها فإنما أدار ظهره لما علّمه الله وماذا بعد الحق إلا الضلال واذا كان لا يصغي لكلام الله فلن يبقى له الا ان يصغي لكلام عدو الله إبليس.

في هذا العدد من “الإعجاز” مدخل إلى إعجاز القرآن في اللغة والبيان ولا يمكن الولوج إليه دون أن يعرف القارئ نبذة عن لغة العرب ولغة القرآن ولغة أهل الجنة هذه اللغة المعجزة.