نفض الغبار عن التراث القديم

رئيس التحرير

العدد السادس – صيف 2008

 

ماذا اكتشف الدكتور “ماسارو إيموتو” ذلك الباحث الياباني؟ أن الماء، وهو من المكونات الأساسية لكل حياة، يتأثر بما نقوم به من أفعال وما نكنّ به من مشاعر وما نضمره من نوايا، لا بل يسجل لكل نوع منها ” شيفرته” الخاصة.

ماذا لو نعود إلى عملية مقارنة سريعة ومقتضبة بين ما علمناه منه اليوم وبين ما تعلمناه من نبينا الكريم قبل أربعة عشر قرناً وربع القرن:

الاستنتاج الأول أن الماء يسجل أعمالنا وهنا نكتشف أن الرقباء علينا زادوا واحدا.

والاستنتاج الثاني أن البيئة من حولنا هي من صنع أيدينا فنحن نصنع مناخ المحبة والألفة أو نصنع مناخ الحقد والكره والاقتتال.

والثالث أن الماء الذي يتلى عليه كلام كريم يتلألأ ويتنور فماذا على المريض لو شربه ليداوي به جوفه؟ قال تعالى:{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}،(سورة الإسراء-82). فيستفيد المصدقون وتضيع فرصة الشفاء على المكذبين.

والاستنتاج الرابع أنه يمكن إبطال ما يقدم عليه المشعوذون والماكرون حين يقرؤون ويكتبون ليؤذوا بعض الأبرياء الغافلين، وذلك بالاستعاذة والبسملة وقراءة المعوذات أو بعض آي من القرآن وببعض الدعاء الصالح المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويذكرنا ذلك بقصة سيدنا خالد بن الوليد حين تحداه بعضهم أن يشرب سائلاً ضاراً، فتلا عليه:” بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، فشرب منه ولم يضره شيئا.

والخامس إتضح أن التسمية عند كل مطعم أو مشرب تعيد إلى الماء الداخل إلى الجوف نقاءه وطاقته فلم لا يزيد ذلك في النشاط والعافية.

والاستنتاج السادس أن الماء يشكل 70% من جسم الإنسان كما نعلم، مما يعني أن الإنسان إذا قرأ أو أقرأ أو كتب أو استكتب بكلام كريم فإن ماءه الذي بداخله يسمعه ويتغير نشاطه وتعلو طاقته، وربما شفي العضو المريض من دائه إذا مرّ هذا الماء فيه.

والسابع أن الأب مقصر حين ينسى أو يجهل أنه بقراءة آية الكرسي وغيرها من الآيات الموصوفة فوق رأسه ورأس أطفاله أو فوق صدورهم فإن مياه أجسادهم تتأثر وقد يقيهم ذلك من آفات كثيرة. وحبذا لو تعرف الزوجة والأم، أثناء استعمال المياه في الطبخ أو الغسل، مدى تأثير التسبيح والتهليل والتحميد على هذه المياه وبالتالي على أداء أفراد أسرتها الغافل منهم والمستقيم. فيزداد المستقيم استقامة ويتنور جوف الغافل تباعاً حتى يستفيق يوماً من غفلته.

والاستنتاج الثامن أننا الآن فهمنا أكثر ماذا يحل بماء الوضوء حين نسمي الله عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم :” لا وضوء لمن لم يسم الله”.

والتاسع فهمنا أكثر ماذا يحل بالنطفة وهي من ماء مهين حين تخرج بالحلال والطهارة والرضا، نقية طاهرة أو تخرج بالحرام عكرة نتنة! شتان بين ما ينتج عن هذه وما ينجم عن تلك.

والاستنتاج العاشر، أن أول المتضررين من المكر هو الماكر نفسه لأن ماءه الذي بداخله يتضرر ويتعكر ويسوء ما أن يهم صاحبه بالسوء وقبل أن يصل الضرر إلى الشخص الضحية. وصدق المولى القائل:{ ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}.

والاستنتاج الحادي عشر أن هذا الخلق العجيب الذي يسري في أجسادنا لا يعمل بالكلام المعسول فلا يستجيب لصاحبه إلا إذا كان صادقاً فيما يقول ويضمر. ونتذكر الحديث الشريف: “ادْعُوا اللَّهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجابَةِ، وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّه تَعالى لا يَسْتَجِيبُ دُعاءً مِنْ قَلْبٍ غافِلٍ لاهٍ”.

وأخيراً من يتذكر ذلك الوعاء الفضي الذي لم يكن يخلو منه بيت والذي كان يدعى “طاسة الرعبة” وقد حفرت على جوانبه الأدعية والآيات، والذي اختفى من بيوتنا “المتحضرة”، فهل سنراه من جديد يتداول بين البيوت؟

في هذا العدد نلقي الضوء على اكتشاف جديد، وعلى أغذية أساسية كانت دعامة لصحة أجدادنا وأسلافنا، ونعود بالذاكرة إلى اتباع الفطرة السليمة، وتنقية ظاهرنا وباطننا، وبين الحلم والعلم علينا أن نتهيأ لنفض الغبار عن كثير مما كنا عليه من عاداتنا وفطرتنا.

وإذ لا يزال العلماء في أول طريق البحث العلمي حول طاقة الماء وشيفرتها، لا يزال الله تعالى يرينا آياته في الآفاق وفي أنفسنا حتى يتبين لنا أنه الحق من ربنا.