الإفك والبُهتان في ادِّعاء أخطاءٍ في إملاء القرآن

أ. إيهاب كمال أحمد*

 

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول الله خيرِ خَلْقِ الله أجمعين، وعلى آله وصحبه الأخيار الطّاهرين. وبعد:

يزعم بعضَ المفترين أنَّ “القرآن الكريم” يشتمل على “أخطاءَ إملائيّة”، محاولين بذلك التّشكيكَ في صِحَّتِهِ وحُجِّيَّتِه، ويضربون أمثلةً على تلك الأخطاء المزعومة، منها: كلمة “رحمة” التي كُتبت في “القرآن الكريم”: “رحمت”، وكلمة “الصَّلاة” التي كُتبت في “القرآن الكريم”: “الصَّلوة”.

وقبل الشُّروع في الرَّدِّ على هذه الفِرية يجب أن نوضِّح: “إنَّ “القرآن الكريم” كان محفوظاً في صدور “القُرّاءِ” و”الحُفّاظ”، كما كان مُدَوَّناً في “الصَّحائِفِ” ونحوها منذ زمن “النَّبِيِّ” صلّى الله عليه وسلّم، ثمَُّ جَمَعَهُ “أبو بكر” رضي الله عنه بين دَفَّتَيْنِ في “المصحف”، ثُمَّ حَدَثَ “الجَمْعُ الثّالِثُ” في عهد “عثمان” رضي الله عنه على “حَرْفٍ واحِد”.

وهكذا استمرّ تَداوُلُ “القرآن الكريم” محفوظًا بطريقين هما:

الأوّل: حِفْظُ الصُّدور: لم يَخْلُ أيُّ زمانٍ من جموعٍ غفيرةٍ من “حَفَظَةِ القرآن الكريم”، من رجالٍ وشيوخٍ ونساءٍ وأطفال، ومن “العَرَبِ” و”العَجَم”، ومِمَّنْ يَعرِف “القراءة” ومِمَّنْ لا يَعرفها، وهؤلاء “الحُفّاظُ” كانوا منتشرين في كثير من البلدان والأمصار، وتناقلوا “القرآن الكريم” بينهم، جيلاً عن جيل، بالمُشافَهَة، وبشكلٍ “مُتَواتِر”[“التَّواتُر”: أن يكون في كلِّ طبقةٍ من طبقات “الرُّواةِ” عددٌ يستحيل في العادة تواطُؤهم على الكذب أو الخطأ، وهذا الطّريق في النَّقْلِ “قَطْعِيٌّ في الثُّبوت”]، وهذا هو الطّريق الرّئيس في نقل “القرآن الكريم”.

الثّاني: حِفْظُ السُّطور: أي: حِفْظُهُ مكتوباً، بَلَغَتِ الدِّقَّةُ والعنايةُ بكتابة “المصحف” و”رَسْمِهِ” الذُّرْوَةَ في جميع العصور والبلدان الإسلاميّة.

والمقصود بـ “رَسْمِ المصحف”: أن يُكْتَبَ مُوافِقاً لـ “المصطلح الإملائيّ” الذي اتُّبِعَ قي كتابة “المصحف الإمام” في عهد “عثمان بن عفّان” رضي الله عنه، وصار مَحَلَّ إجماع الصّحابة والعلماء في القرون الثّلاثة المُفَضَّلَةِ وما بعدها.

أما قول القائل: “إنّ مخالفة هذا “الرَّسْمِ” لـ “القواعد الإملائيَّة المعاصرة” يُعَدُّ مَطْعَناً في “القرآن الكريم” أو خطأً فيه”، فهو ادِّعاءٌ باطِل، وافتراءٌ مردود، ويمكن إجمال الرَّدِّ في النُّقاط الآتية:

أوّلاً: إنّ طريقة وأسلوب “الكتابة” التي كان يَكتُب بها “الصَّحابة” رضي الله عنهم والتّابعون رحمهم الله ليستْ هي نفسَ الطّريقة التي نكتب بها في عصرنا، فقواعدُ “الإملاء” و”الكتابة” مختلفة، ومَن اطَّلَعَ على المخطوطات القديمة يَعْلَمُ الفَرْقَ بين الطّريقَتَيْن، فمِن الجهل أن نُحاكِم “الرَّسْمََ القرآنيَّ” لقواعدَ “إملائيَّةٍ” و”كتابيَّة” نشأت بعده.

ثانياً: إنّ “القواعد الإملائيّة” عموماً ليست “وحياً مَنْزَلاً”، ولا “حقائقُ علميَّةً” لا تقبل الخلاف، وإنّما هي من الأمور “الاصْطِلاحيَّة” [“الأمور الاصْطِلاحيَّة”: ما يتَّفِق عليه أهل الاختصاص في مسألة معيَّنة، مثلاً: اتَّفق بعض علماء “الإملاء” على كتابة كلمتَي “داوود” و”طاووس” بـ “واوَيْن”، في حين “اصْطَلَحَ” علماء آخرون على كتابتها “داوُد” و”طاوُس” بـ “واو” واحدة، لأنّهم كَرِهوا وجود “واوَيْنِ” مُتَتالِيَتَيْنِ في كلمة واحدة، وكِلْتا الطّريقتَيْن “اصْطِلاحٌ” للعلماء لا يجوز تخطئة أحدهم في ذلك، لأنّه لا مَشاحَةَ ولا تَنازُعَ في “الاصْطِلاح”. وهذا ليس خاصّاً بـ “اللُّغة العربيَّة” فقط، فقد “اصْطَلَحَ” أهل “الإنجليزيّة” مثلاً على أن يُنطق حرف “C” في بعض الكلمات “K” مثل كلمة “car”، فهل يمكن تخطئتهم في ذلك؟ بالطبع لا، لأنّها مسألة “اصْطِلاحيَّة”]، التي اتَّفَقَ عليها العلماء، بقَصْدِ أن تكون وسيلةً تُساعدهم في تَناقُلِ العِلم وغيره من أوْجِهِ النّشاط الحضاريّ. ولَمّا كان “الرَّسْمُ الإملائيُّ” أمراً “اصْطِلاحِيّاً”، فيجوز أن يقع فيه اختلاف بين العلماء، كما يجوز أن يكون عُرْضَةً للتَّغيير والتَّطوير على مَرِّ العصور بحسب ما تقتضي الحاجة والمصلحة.

ويوجد اختلافٌ، حتّى في عصرنا هذا، بين “المدارس الإملائيّة المعاصرة” في طريقة “رَسْمِ” عدد غير قليل من الكلمات، مثل: “مسئول” و”مسؤول”، و”رؤوف” و”رءوف”، “قرآن” و”قرءان”، و”داوود” و”داود”، و”مائة” و”مئة” … وهذا الاختلاف غير مُؤَثِّر، ولا إشكالَ فيه، لأنَّه “اصْطِلاحٌ” و”اتِّفاقٌ” بين المختصّين على قواعدَ معيَّنة.

ثالثاً: “رَسْمُ المصحف”، على الرّاجح من أقوال العلماء، ليس “تَوْقيفِيّاً” [الأمر التَّوْقيفِيّ: النَّصُّ الشِّرْعِيُّ الغيرُ قابِلٍ للتَّعْديل]، ولم يُتَلَقَّ بـ “وَحْيٍ” من الله سبحانه وتعالى، وإنّما كُتِبَ على نحو ما “اتَّفَقَ” و”اصْطَلَحَ” النّاس عليه في ذلك الوقت، والأمور التي يَتِّفِقُ عليها النّاس لا مَشاحَةَ فيها ولا مُنازَعَة، ولا يُنْكَرُ فيها على أحدٍ إذا حصل بها المقصود وأدَّتِ الغرض من إيجادها.

رابعاً: لو أنَّنا افترضْنا، من باب الجدل والتَّنَزُّلِ مع الخصم، أنّ اختلاف طريقة “كتابة القرآن الكريم” عن الطريقة المعاصرة في “الكتابة” يُعَدُّ عيباً ونقصاً، فإنَّ هذا العيب والنَّقص لا يكون في “القرآن الكريم” نفسه، لخروج “طريقة الكتابة” عن “حقيقة القرآن الكريم”، لأنّ “القرآن الكريم” لم يَنْزِلْ “مكتوباً”، وإنّما نَزَلَ “مَتْلُوّاً مَقْروءاً”.

فلو افترْضنا جدلاً أنّه “كُتِبَ” كُلُّهُ على خلاف “القواعد”، فهذا لا يَضُرُّهُ ولا يَقْدَحُ فيه من قريب أو بعيد، كما لو كتبه أحدٌ مثلاً بـ “خطٍّ غير جميل”، و”غير مُنَسَّق”، أو كتبه على “ألْواحٍ” و”أوراقٍ رديئة”، فإنّ كلّ ذلك ممّا لا يُعابَ به “القرآن الكريم” نفسه، لأنّه لم يَنْزِلْ “مكتوباً”، وطريقة كتابته وتدوينه ليست جزءاً من حقيقته.

والحقيقة أنّنا، عند البحث والنَّظر، تَبَيَّنَ لنا بوضوح أنّ “رَسْمَ المصحف” جاء على نحو دقيقٍ منضبطٍ لتحقيق مصالِحَ محدَّدَة، وقد حقَّق المقصودَ منه على خير وجه، ولذلك فإنّ هذا “الرَّسْمَ” يُمْدَحُ ولا يُذَمّ، وهذا ما دعا الأُمَّةَ وعلماءها إلى الالتزام بهذا “الرَّسْمِ” إلى يومنا هذا.

قال “مصعب بن سعد”: “أدركتُ النّاس حين شَقَّقَ “عثمان” رضي الله عنه “المصاحف”، فأعجَبَهم ذلك، ولم يُعِبْهُ أحد”(1).

وقال الإمام أحمد: “يَحْرُمُ مخالفة خَطِّ “مصحف عثمان” في “واوٍ” أو “ياءٍ” أو “ألِف”، أو غير ذلك”(2).

خامساً: الغالبُ أن يُطابِقَ “المكتوبُ” “المنطوق”، ولكنّ هذا لا يحدُث دائماً، ففي “اللُّغة العربيَّة” هناك حروفٌ “تُكتَب ولا تُنطَق”، وحروف “تُنطَق ولا تُكتَب”. بل هذا ليس خاصّاً بـ “اللُغة العربيَّة” فقط، بل هو موجودٌ في “اللُّغات الأجنبيَّة” أيضاً، فقد اتَّفَقَ أهل “الإنجليزيّة” مثلاً على أنَّ كلمة “school” لا يُنْطَقُ فيها حرف “h”، وأنّ حرف “c” يُنطق فيها “k”، وهذا “اصْطِلاحٌ” لهم لا يمكن تخطِئَتُهم فيه.

و”الكتابة” كذلك لا يمكن أن تضبط كلّ “منطوق”، ولذلك يصعبُ، مثلاً، كتابة “الأثَرِ الصَّوْتِيِّ” لـ “الغُنَّةِ” و”الإخفاء”، و”القلقلة” و”الإمالة” على نحوٍ دقيقٍ يفهمُه كلّ قارىء.

ولذلك، فلا يمكن الاعتماد في نقْل “القرآن الكريم” على “المكتوب” فقط دون “حِفْظِ الصَّدْرِ” والتَّلَقّي عن “شيوخ القراءات”، وإنّما يُسَخَّرُ “المكتوب” في خدمة “المنطوق”، ومن هذا ما نجده من الإشارات المكتوبة في “المصحف” التي تَدُلُّ على مواضع “الوَصْلِ” و”الوَقْف”، والإشارات المساعدة على تطبيق أحكام “التَّجويد”، وكذلك تقسيم “الأجزاء” و”الأحزاب” و”الأرباع”، ونحو ذلك من أمور “اصْطِلاحِيَّةٍ” يُقْصَدُ بها تسهيل “القراءة” وتقريبها.

سادساً: توجد في “كتابة القرآن الكريم” بعض “الاصْطِلاحاتِ” التي يُخالف فيها “المكتوب” “المنطوق” أحياناً، وفيها بعض الكلمات التي كُتبت بطريقةٍ قد تخالف المعتاد لخدمة غرض معيَّن متعلِّق بـ “االقراءة”، أو جاءت في “القرآن الكريم” بأكثر من صورة، مراعاةً، مثلاً، لـ “تَعَدُّدِ القراءات”.

ومن الأمثلة على ما سبق: Ÿكلمة “رحمة” التي كُتبت في “القرآن الكريم” كذلك “رحمت” بـ “تاءٍ مفتوحة”.

ففي الموضع الذي كُتِبت فيه “رحمة” بـ “تاءٍ مربوطة”، فإنّها تُنطق “هاءً” عند الوَقْفِ عليها باتِّفاق “القُرّاء”، كما في قوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ، [آل عِمران: 159]. وفي الموضع الذي كُتِبت فيه بـ “تاءٍ مفتوحة” تُنطق “تاءً” عند الوَقْفِ عليها، عند بعض القُرّاء، كما في قوله تعالى: إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَريبٌ مِنَ المُحْسِنينَ، [الأعراف: 56](3).

Ÿوفي سبب كتابة “الألِفِ” في بعض الكلمات “واواً”، مثل: “الصَّلاة – الصَّلوة” و”الزَّكاة – الزَّكوة”، قال “السِّيوطِيّ”: “في “البَدَلِ” تُكتب بـ “الواو”، للتَّفْخيم، “ألِفُ” “الصَّلاة” و”الزَّكاة” و”الحياة” و”الرِّبا”، غير مُضافات، و”مِشْكاة” و”النّجاة” و”مَناة””(4).

وقد صَنَّفَ أهل العِلم قديماً وحديثاً مُصنَّفاتٍ عدَّة في بيان سبب “رَسْمِ” بعض الكلمات في “القرآن الكريم” على نحوٍ يُخالِف “الرَّسْمَ القِياسِيّ”(5).

سابعاً: إبقاء المسلمين لـ “رَسْمِ المصحف” كما هو، وعدم إخضاعه لتَغَيُّراتِ القواعد “الإملائيّة” و”الكتابيّة” الحديثة، من أظْهَرِ الأدلّة على صيانة “القرآن الكريم” وكلِّ ما يتعلَّق به، لدرجة الاحتفاظ بـ “رَسْمِ المصحف” الذي ارْتَضاهُ “الصّحابة” الكرام رضي الله عنهم، واتَّفَقوا عليه على نفس صورته، بما فيها من “اصْطِلاحات”، حيث إنّ هذا “الرَّسْمَ” حَقَّقَ المُراد منه.

فإذا كان “الرَّسْمُ القرآنيُّ” قد بلغتِ العناية به هذا الشَّأْنَ العظيم من الدِّقَّة والضَّبط، رغم كونِه من الأمور “الاصْطِلاحيَّةِ الاجْتِهادِيَّة”، فلا شكَّ أنّ العناية بالأمور “التَّوْقيفِيَّةِ” و”الوَحْيِ المُنَزَّلِ” قد فاق كلَّ ذلك عنايةً وحِفْظاً، وضَبْطاً ودِقَّة. وصدق “العَلِيُّ العَظيمُ” القائل: إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنّا لَهُ لحافظون، [الحِجْر: 9].

كلمة أخيرة (…):

من العجيب هذه الشّبهات التي تدور حول “الأخطاء اللُّغويّة” أو “الإملائيّة” التي يثيرها “الطّاعنون” على “الإسلام”، لأنّه بكلّ بساطة: السّبب في خروج علوم اللُّغة وتطوُّرِها هو “القرآن الكريم” و”السُّنَّةْ النَّبَوِيَّةُ الشّريفة”.

وعندما ننظر لعلم “الإملاء” الذي هو: “تصوير “اللَّفْظِ” بـ “حروفٍ هجائيَّة”، بأن يُطابِقَ “المكتوبُ” “المنطوقَ به”, ولا يوجد في “اللُّغة العربيَّة” حرفٌ لا يُنطق به, إلاّ “حَرْفان” أو “ثلاثة”، مثل: زيادة “الواو” في “عَمْرْو”، فَرْقاً بينه وبين “عُمَر”، و”الألِفِ” الفارِقَةِ بعد “واو الجماعة” في الفعل المنصوب أو المجزوم، فَرْقاً بينه وبين “الواو لغير الجماعة””.

فعندما ننظر لهذا العِلم، وهذه القواعد المُسْتَحْدَثَةِ في “الإملاء”، والذي يُسَمّى: “قِياسِيّ”، نجد أنّها مُسْتَقاةٌ من “خَطِّ المصحف”. ويَقسِم أهل العلم “الخطوط العربيّة” إلى أقسام:

1- رَسْمُ المصحف: ولا يُقاس عليه، وإن كان أصلَ “الإملاء” الذي عليه النّاس، وذلك لخروجه عن “القياس” مراعاة لأمورٍ عدّة، منها:

الأوّل: بناء الكلمة على وَجْهٍ يمكن معه تَعدُّدُ “القراءة”. وذلك كثيرٌ في ما حُذِفَتْ “ألِفُه”، نحو مَلِكِ يوم الدّينِ.

الثّاني: إنّه كان قبل ظُهور “الشَّكْلِ” [الشِّكْل: تشكيل الحروف بوضع “الحركات” عليها] و”النَّقْط” [النَّقْط: وضع “نُقاطٍ” على الحروف لتمييز كلّ حرفٍ عن الآخَر]. [لم يكن هناك “تشكيلٌ” ولا “نَقْطٌ” على الحروف أيّام “الرّسول” صلى الله عليه وسلم و”الصّحابة” رضي الله عنهم]، فرُبَّما زيدَ فيه بعض الأحرف دلالةً على حركةٍ ما قبلها، نحو لأَذْبَحَنَّهُ، حتّى لا يُتَوَهَّمُ أنّها بالتّشديد، كـ لأُعَذِّبَنَّهُ التي قبلها.

الثّالث: إنّ “الصّحابة” رضي الله عنهم لَمّا رسموا “المصحفَ” كانوا في بَداءَتِه، وكعادةِ أيِّ عِلْمٍ يبدأُ بمباحثَ صغيرةٍ ثُمَّ تَتَّسِعُ مباحِثُه ويتطَوَّر والآراء غيرِ “المُحْكَمَة” [المُحْكَم: الذي لا اختلاف فيه ولا شُبُهة، ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير]، إذ “الرَّسْمُ” اجتهادٌ من “الصّحابة” رضي الله عنهم، وليس “وَحْياً” من “الله” سبحانه وتعالى.

2- رَسْمُ العَروض: هو “رَسْمٌ” خاصٌّ بتقطيع “الشِّعْر”، وضابِطُه: “كُلُّ ما يُنطق يُكتب، وكُلُّ ما لا يُنطق لا يُكتب”، وفائدتُه: “التَّوَصُّلُ إلى معرفة “بَحْرِ البَيْتِ الشِّعْرِيّ””.

3- الرَّسْمُ القِياسِيّ: هو “الرَّسْمُ” الذي نستخدمه في “مُكاتَباتِنا اليوميَّة”، وفَرْقٌ ما بينه وبين “رَسْمِ العَروضِ” أنّ هذا “الرَّسْمَ” تَدْخُلُهُ الزِّيادة والحَذْفُ ومُراعاةُ الأصلِ وأشياءُ أُخَر.(…)

__________________

* من بريد القراء.

(1)- [ كتاب: المُقْنِعْ في رسم مصاحف الأمصار، مع كتاب النَّقْط، لأبي عمرٍو الدّاني، ص: 18].

(2)- [كتاب: الآداب الشّرعيّة، لابن مُفْلِح، 2/195].

(3)- [كتاب: الوافي في شرح الشّاطِبِيَّة، ص: 149].

(4)- [كتاب: الإتقان في علوم القرآن، للسُّيوطِيّ، 2/539].

(5)- [راجع على سبيل المثال: “المُقنع في رسم مصاحف الأمصار” لأبي عمرو الداني، و”عنوان الدّليل في مرسوم خطّ التَّنْزيل” لابن البنّاء المُرّاكِشِيّ، و”أرجوزة اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة المرسوم” للمُتَوَلّي، و”مرشد الحيران إلى ما يجب اتِّباعه في رسم القرآن” للحسينيّ، و”الإتقان في علوم القرآن”؛ للسُّيوطِيّ (2/535)، و”مناهل العرفان” للزُّرْقانيّ (1/377)، و”المُتْحِفْ في أحكام المصحف” لصالح الرّشيد (ص: 600)، و”دراسات في علوم القرآن الكريم” لفهد الرّومي (ص337)، و”رسم المصحف” لغانم قدوري الحمد (ص: 729)، و”فصول في فقه اللُّغة العربيَّة” لرمضان عبد التواب (ص: 90)].