أي جمال لكلمة … الله

أ. خالد حنون*

 من جملة ما يميز اللغة العربية عن باقي لغات العالم أن الإسلام منحها جملاً ممزوجة باسم الله تذّكر المسلم بخالقه على الدوام وتعينه على مصاعب الحياة وتزيده في حب بارئه ومولاه. فاسم الله تجده في كل المفردات اليومية المستعملة في التخاطب بين الناس إن لشكر النعم وطلب العون أو لدرء النقم ومحو الظلم. فلا اله إلا الله يشكر أو يحمد أو يستعان أو يستغاث.

وكل عملٍ عند المسلم يبدأ ببسم الله. فإذا نجح قال: الحمد لله . وإذا خاب قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. إن هاله شيء قال: الله اكبر. وإن أعجبه خلق قال: سبحان الله. إن وسوس له الشيطان أو اتّهِم زورًا قال: أعوذ بالله. وإن أصابه قدر كرهه قال: قدر الله وما شاء فعل. إن صنع أحدهم معه معروفاً قال له: جزاك الله خيرًا وإن عكس ذلك قال: سامحك الله. إن سافر قيل له: نستودعك عند الله. وإن رجع قيل: حمدًا لله على سلامتك. إذا أراد شيء دعا ربه فقال: يا الله. وإن عصاه قال: استغفر الله. أما إذا مات فيقال: رحمه الله. لكن إذا أراد أن يذكر الله في نفسه قال: الله. طبقًا للآيتين الكريمتين: “وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ” (الأعراف205). “وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ” (المزمل8)… مئات الجمل التي ترد على لسان المسلم وقلبه كل يوم، مزجت باسم الله الأعظم، تعطي للكلام معنى ودلالة. ترى أي سحر أو سرٍ لهذا الاسم العظيم ؟ فاسم الله إن حذفنا حرف الألف منه بقي لله وان حذفنا اللام الأولى بقي له وان حذفنا اللام الثانية بقي ه‘ (أي هو) وكلها تدل على الوحدانية. فهل نجد في غير اللغة العربية مثل هذه الدلالة ؟

أسقف هولندي: كلمة الله أكثر جمالا من God

“من هنا فصاعدًا يمكننا كمسيحيين أن نستخدم لفظة الله بدلاً من استخدام لفظة (God) فاللفظة العربية أكثر جمالاً وتعبيرًا عن مكانة الإله… وربما تزيد من فرص التقارب بين الأديان”.

هذا التصريح فاجأ به تيني موسكينس أسقف كنيسة بريدا وسط هولندا المشاهدين وكافة المسيحيين خلال البرنامج التليفزيوني “نات فارك” الذي أذاعته القناة الثانية الهولندية. اللفظة العربية “الله” ، يقول الأسقف الكاثوليكي : “أكثر تعبيرًا عن مكانة الإله الذي يعبده الجميع”، وتساءل عن مبررات عدم توحيد الاسم: “لماذا لا نقول جميعًا من هنا فصاعدًا الله بدل من God..؟ خاصة أنه بلفظه العربي أكثر تعبيرا وجمالاً” .وأوضح أنه خلال عمله في الكنائس الإندونيسية كان يستخدم لفظة “الله” داعيًا المسيحيين الهولنديين إلى اعتمادها: “إذا كنت أنا طيلة 8 سنوات، وغيري من القساوسة لعشرين أو ثلاثين عامًا، نردد في صلواتنا بكنائس إندونيسيا عبارة (الله العظيم) ونحن في ذروة القداس، فلِم لا نستطيع أن نفعل ذلك هنا، بشكل جماعي؟!”.

قول أسقف بريدا يحمل وجهة نظر تستحق الدراسة”، هكذا علّق الناطق باسم مؤتمر الأساقفة الهولنديين بيتر كوهنان، مضيفًا أنه “إذا استحضرنا الذاكرة البشرية فسنجد أن الإنسان يبحث عن اللفظة المناسبة ليثبت بها عظمة الإله”.

clip_image537الأسقف موسكينس

الأسقف موسكينس من جانبه يدرك أن المسيحيين في هولندا لن يتقبلوا الأمر بسهولة: “الأمر قد يحتاج من 100 إلى 200 سنة ليصبح معتادًا، ولكنني على قناعة بأنه في نهاية الأمر سوف يتحقق”، وفق تصريحات نشرتها الصحافة الهولندية. ووصف التمسك بلفظة ” God” بأنه “جدالات وعصبيات من اختراع الإنسان”، معتبرًا أن استعمال اللفظة العربية سيزيد من فرص التقارب بين الأديان .وقد حظيت دعوة الأسقف موسكينس بتغطية إعلامية مكثفة، رغم أنه سبق أن أطلقها قبل سنوات، ولم تجد حينها اهتمامًا يذكر من وسائل الإعلام أو الكنيسة”.

أخيًرا: لم يستطع احد أن يصف ما يقدمه هذا الاسم بالتحديد إلا صاحبه فقال : ” الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ “.(الرعد28) وكفى بذلك بيانًا.

ومما يدعو إلى السرور، أن العرب مسلمين ومسيحيين يعتمدون هذا الإسم الأعظم بدون عقد ولا هواجس، يرتاحون إليه ويستغيثون به ويعتمدون عليه، فالله هو الله.

___________________________

* khaled-hanoun@hotmail.com

نشرت الصحف الهولندية خبر الأسقف موسكينس وهو لا يزال موجوداً على موقع إسلام اون لآين: بعنوان: “أسقف هولندي: Allah أكثر جمالا من God”.