استوصوا بالنساء خيرًا

أ‌. خالد حنون*

تحدثنا في العدد الثالث والعشرين من هذه المجلة الغراء عن تقليد بعض شبابنا وفتياتنا لعادات وأفعال مجتمعات غربية وغريبة عن الإسلام، شبراً بشبر، دونما تمحيص وتدقيق، واتضح لنا بعد البحث فيها وعنها بأنها عادات وأفعال قوم لوط. ونسلط الضوء اليوم في هذا المقال على ما تطالب به بعض الجهات في البلاد العربية والغربية باعطاء المرأة “حقوقها الكاملة” وسن قوانين تحميها من العنف الأسري والتحرش بها وصولاً لعدم تدخل الأهل في حياة أولادهم البالغين وهنا المصيبة الكبرى…

ولعل أفضل بلد طبق القوانين التي ينادي بها أنصار “تحرير المرأة ووقف الإجحاف في حقها ” هو الولايات المتحدة الأميركية، كونها أيضًا زعيمة العالم الغربي وحال مجتمعاتها يشابه إلى حد كبير حال المجتمعات الغربية الأخرى. لذا فاتخاذنا لها نموذجًا يمثل أغلب المجتمعات الغربية سيكون منصفًا لإجراء المقارنة .

القوانين الوضعية لم تمنع “العنف الأسري” في أمريكا

أجريت في الولايات المتحدة دراسة بينت أن خُمس النساء الأمريكيات يتعرضن للإغتصاب أومحاولة الإغتصاب  . وتبين من الدراسة أن ربع النساء يتعرضن للإعتداء من شريك حياتهن  . وتأتي هذه الدراسة كجزء من سلسلة دراسات تغطي كافة أجزاء الولايات المتحدة. وتفيد الدراسة أيضًا أن 24 شخصًا يبلّغون كل دقيقة عن حالة إغتصاب أوعنف، وأنه جرى الإبلاغ عن 12 مليون حالة اعتداء. وخلصت الدراسة إلى أن حوالي 80 في المئة من الذين تعرضوا للإغتصاب واجهوا ذلك قبل سن الخامسة والعشرين، بينمااغتصب 35 في المئة من النساء قبل سن الثامنة عشر[1].

لم يصل إلى هذه النسب، ولله الحمد، اي بلد اسلامي في العالم – بالرغم من وجود بعض هذه المظاهرفي بعض البلدان, وبالرغم من عدم وجود قوانين لما يسمونه “حماية المرأة من العنف الأسري”- وذلك لأن الله ورسوله شددا على حسن التعامل مع المراة ولا يزال المسلمون يجدون صدى حديث نبيهم عليه افضل الصلاة والسلام حين اوصى امته في حجة الوداع بقوله:” استوصوا بالنساء خيرًا “.

الأمراض الجنسية مستشرية بين الفتيات الأمريكيات

وفي دراسة أخرى عن المدارس الثانوية في الولايات المتحدة تبين أنه في مدرسة حكومية واحدة في ولاية تنيسي في الجنوب الشرقي للبلاد يوجد 90 طالبة إما في مرحلة الحمل أولديهن أطفال. ففي مدرسة فريزرفي مدينة ممفيس كبرى مدن الولاية يدرس حسب التقارير 978 طالباً من بينهم 508 من الإناث أي أن نسبة الحوامل ومن أصبحن أمهات تصل إلى 18% من عددالفتيات. تقول إحدى خريجات المدرسة أليسيا ويليامسون تعقيباً على انتشارالحمل بين الطالبات إن ذلك ليس بالمشكلة الجديدة. ويأتي التقريرهذا في وقت تعد فيها لمدينة لمكافحة ظاهرة الحمل بين طالبات المرحلة الثانوية بالتعاون مع مؤسسة غير ربحية تعنى بشؤون الفتيات.

وتشيرمديرة تلك المؤسسة “ديبوراهيسترهاريسون”، أن معدل الحمل بين المراهقات في مدينة “ممفيس” يتراوح بين 15 إلى 20% ،أما فيضاحية “فريزر” فقد وصلت النسبة إلى 26%، وقد ألقت بجزء من اللوم في ذلك على وسائل الإعلام التي عرضت مسلسلات تلفزيونية” كحامل في سن السادسة عشرة أوالأم المراهقة”[2].

وفي دراسة اوردتها “وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك “أجريت على مراهقات أمريكيات بين أعمار 14 إلى 19 سنة بينت أن واحدة على الأقل من كل أربع فتيات في سن المراهقة مصابة بمرض جنسي معدي ووجدت الدراسة أن أكثر الأمراض انتشارًا بين الفتيات هو فيروس يسبب أمراض سرطان الحوض. وقال من قاموا بالدراسة في بيان صحفي إنها “تقدم أوضح صورة حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية عن عبء الأمراض المعدية جنسيا على الفتيات في سن المراهقة”.

الحل لضبط الفلتان الاخلاقي في المدارس البلغارية

لم تجدالمدارس البلغارية المعروفة بصرامة نظامها في عهد الشيوعية إلا  أن تفرض مجددًا قواعد الحشمة بعدما أصبحت المغازلة سائدة بين المراهقين في الأروقة وملابس الفتيات تزداد قصرًا. فصحيفة “24 آورز” أشارت الى أن نظام بعض المدارس الثانوية قدنص على الآتي “ينبغي ألا يقوم الطلاب بسلوك حميم لافي الصفوف ولافي المدرسة”.

وقدأعادالكثيرمن المدارس اعتماد الزي الموحد. وقال أحد المدرسين الذي يدعو إلى “حد أدنى من الحشمة” لوكالة فرانس برس إنه “من الصعب استقطاب انتباه الصبيان عندما تكون الفتيات في الصف بلباس غيرمحتشم” [3].

الحل لوقف التحرش في الاماكن العامة في الصين

من المعروف أن أكثرالتحرشات تحصل إما في الأماكن العامة المزدحمة أو الأماكن شبه الخالية نسبيًا . لذا وعلى أثر ازدياد التحرشات في الصين في السنة الماضية لم تجد شبكة “قطارات الأنفاق شانغهاي 2” ،إلا أن تنشر إعلانًا كتب فيه “الاحتشام او التحرش” مذيّلاً بصورة امرأة وهي مرتدية ملابس شبه شفافة، محذرةالفتيات من أن ارتداء أزياء مماثلة يجعلهن عرضة، ودون شك، للتحرش الجنسي.

وفي حديث لوكالة الأنباء الرسمية الصينية “شينخوا” قال شينكوانغ المسؤول بشركة المترو: “هدفنا تذكيرالمسافرين بارتداء أزياء لائقة في الأماكن العامة لتفادي المضايقات غيراللازمة.”

ورغم الحملة الشرسة التي تعرض لها إعلان شركة القطارات من بعض من يطالبون ويطالبن “بحرية المرأة والدفاع عن حقوقها “، إلا أن هناك من تعاطف معها ودعا للحشمة، وقال أحدهم: “من الطبيعي أن تستدعي هذه الأنواع من الأزياء التحرش الجنسي، تماماً كماتجذب القاذورات الحشرات.[4]”

اخيرًا : في اوائل السنة الحالية ألغت وزيرة المرأة الفرنسية نجات بلقاسم مرسومًا أصدره مديرأمن باريس في عام 1800 أي في عصر نابليون بونابرت، كان يمنع النساء منعًا باتًامن ارتداء البنطلون في الأماكن العامة.

وكان أحد رجال القانون في فرنسا قد اكتشف وجود هذاالنص القانوني الذي يحمل عنوان ” مرسوم بمنع تنكرالنساء” ويعاقب من تخالفه بالحبس . الوزيرة الفرنسية نشرت مرسومًا بإلغاءالمرسوم السابق لخوفها من ظهور من يطالب بتطبيقه لتقع الفرنسيات تحت طائلة العقوبة[5]. هكذا كانوا في الماضي في الغرب يحرصون على مظهر المرأة وهكذا اصبح حالهم . وقديمًا قيل: (اذا ما متت ما شفت مين مات؟)، وهذه نتيجة تفلت المجتمعات وانحلالها تحت عنوان الحقوق الكاملة والحريات المطلقة. ولنا أن نناشد الأفراد والجماعات والجهات المسؤولة فنقول:”إستوصوا بالنساء خيرا”.



* عضو الهيئة العامة لمنتدى الإعجاز العلمي في القرأن والسنة في لبنان.

[1]http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/12/111215_us_women_rape.shtml

[2]http://www.lebanonfiles.com/varieties_desc.php?id=6549

[3]الخبر موجود على عدة مواقع في نفس العنوان: المدارسالبلغاريةتحظرالتنانيرالقصيرةوالمغازلة.ومنها على سبيل المثال:

http://www.lbcgroup.tv/news/4398/1109160718-lbci-news

[4]http://arabic.cnn.com/2012/entertainment/6/27/fury.shanghadi.metro.warning.women.dress

[5]انظر:موقع بوابةالأهرام – الأحد، 10 شباط 2013