المعجزة العلمية في القرآن والسنة

الشيخ عبد المجيد الزنداني*

 

الإعجاز العلمي

تعريف الإعجاز:

        الإعجاز مشتق من العجز. والعجز: الضعف أو عدم القدرة. والإعجاز مصدر اعجز: وهو بمعنى الفوت والسبق[1]. والمعجزة في اصطلاح العلماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة[2].

        وإعجاز القرآن: يقصد به: إعجاز القرآن الناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الإتيان بمثله.

تعريف العلم :

        وصف الإعجاز هنا بأنه علمي نسبة إلى العلم.

        والعلم: هو إدراك الأشياء على حقائقها. أو هو صفة ينكشف بها المطلوب انكشافًا تامًا[3]. والمقصود بالعلم في هذا المقام: العلم التجريبي.

وعليه فيعرف الإعجاز العلمي بما يلي:

        الإعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

         (…)وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به عن ربه سبحانه. لكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته :ولما كان الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى أقوامهم خاصة ، ولأزمنة محدودة فقد أيدهم الله ببينات حسية مثل: عصا موسى عليه السلام، وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى عليه السلام، وتستمر هذه البينات الحسية محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول، فإذا حرّف الناس دين الله بعث الله رسولاً آخر بالدين الذي يرضاه، وبمعجزة جديدة، وبينة مشاهدة.

        المعجزة العلمية تناسب الرسالة الخاتمة والمستويات البشرية المختلفة: ولما ختم الله النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ضمن له حفظ دينه، وأيده ببينة كبرى تبقى بين أيدي الناس إلى قيام الساعة، قال تعالى﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ{19}﴾ (سورة الأنعام) ومن ذلك ما يتصل بالمعجزة العلمية. وقال تعالى: ﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ{166}﴾ (سورة النساء) .وفي هذه الآية، التي نزلت ردًا على تكذيب الكافرين، بنبوة محمد[4] صلى الله عليه وسلم بيان لطبيعة المعجزة العلمية، التي تبقى بين يدي الناس، وتتجدد مع كل فتح بشري في آفاق العلوم، والمعارف ذات الصلة بمعاني الوحي الإلهي. وهكذا تسطع بيّنة الوحي، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بما نزله فيه من علم إلهي، يدركه الناس في كل زمان ومكان، ويتجدد على مر العصور، ولذلك قال: “ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا، أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة”[5].

        قال ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث: (ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته، وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار، إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون؛ يدل على صحة دعواه … فعم نفعه من حضر، ومن غاب، ومن وجد، ومن سيوجد)[6].

(…)

         وبيّنة القرآن العلمية يدركها العربي والأعجمي، وتبقى ظاهرة متجددة إلى قيام الساعة. ففي القرآن أنباء تعرف المقصود منها، لأنها بلسان عربي مبين، لكن حقائقها وكيفياتها لا تتجلى إلا بعد حين. قال تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ{87} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {88}﴾ (سورة ص). قال ابن جرير الطبري، بعد ذكر الأقوال المتعددة، في تفسير الحين الذي ذكرته الآية، (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، أن يقال: أن الله أعلم المشركين بهذا القرآن أنهم يعلمون نبأه بعد حين، من غير حد منه لذلك الحين بحد، ولا حد عند العرب للحين، لا يجاوز ولا يقصر عنه، فإذا كان ذلك كذلك، فلا قول فيه أصح من أن يطلق، كما أطلقه الله، من غير حصر ذلك على وقت دون وقت)[7].

        وشاء الله أن يجعل لكل نبأ زمنًا خاصًا يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني، التي كانت تدل عليها الحروف والألفاظ في القرآن، وتتجدد المعجزة العلمية عبر الزمان، وإلى هذا الزمن أشار القرآن في قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُون {67}﴾ (سورة الأنعام). ويبقى النبأ الإلهي محيطًا بكل الصور، التي يتجدد ظهورها عبر القرون. (…) كما قال تعالى: ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين{88}﴾ٍ(سورة ص) ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ{38}﴾ (سورة الرعد). أنباء الأرض والسماء في القرآن والسنة، تتجلى في عصر الاكتشافات: وإن خبر القرآن والسنة، وما فيهما من أوصاف لما في الأرض والسماء، هو نبأ إلهي عما في الأرض والسماء، ممن هو أعلم بما خلق فيهما من أسرار.﴿… قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الْأَرْضِ …{18}﴾ (سورة يونس) فالخبر بما في الأرض والسماء، نبأ عما في الأرض والسماء. ولقد زخر القرآن والسنة، بأنباء الكون وأسراره، وتفجرت في عصرنا علوم الإنسان، باكتشافاته المتتالية، لآفاق الأرض والسماء فحان الحين لرؤية حقائق العلم، الذي نزل به الوحي في القرآن والسنة .﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ{53}﴾ (سورة فصلت).

        ولقد أعلنت البشرية اليوم قبولها العلم طريقاً إلى معرفة الحق، بعد أن كبلت طويلاً بأغلال التقليد الأعمى، فشيدت للعلم البناء، وفرغت لخدمته العلماء، ورصدت له الأموال، وما أن وقفت العلوم التجريبية على قدميها إلا وبدأت في تأدية رسالتها، التي حدد الله لها في جعلها طريقًا إلى الإيمان به، وشاهدًا على صدق رسوله. لقد نزل القرآن في عصر انتشار الجهل، وشيوع الخرافة، والكهانة، والسحر، والتنجيم، في العالم كله، وكان للعرب النصيب الأوفى، من هذه الجاهلية والأمية، كما بين القرآن ذلك بقوله: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ{2} ﴾ (سورة الجمعة). لقد نزل القرآن على قوم استماتوا في الصد عنه، دفاعاً عن أصنامهم، التي كانوا عليها عاكفين، وتعلقًا بما آمنوا به من خرافات السحر، والكهانة، والتنجيم، وأوهام الأزلام، والتشاؤم من بعض الشهور، ومن مرور بعض أنواع الحيوان، وجادلوا عن ضلالتهم في طلب الحماية من ملوك الجان، في الشعاب والوديان. وهذا مثل من الضلال الفكري، الذي كان عليه العرب عند نزول القرآن.

        وكان العرب أمّة أميّة، وبعد أن حثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على القراءة والكتابة والعلم، والحساب، لم يجدوا أمامهم من أدوات الكتابة إلا الجلود، والأحجار الرقيقة، وعسب النخل، وعليها كانوا يكتبون[8]. في ذلك العصر، وعلى تلك الأمة، نزل الوحي، وفيه علم الله، يصف أسرار الخلق في شتى الآفاق، ويجلي دقائق الخلق في النفس البشرية، يقرر البداية، ويصف أسرار الحاضر، ويكشف غيب المستقبل الذي ستكون عليه سائر المخلوقات. وعندما دخل الانسان في عصر الاكتشافات العلمية، وامتلك أدق الأجهزة للبحث العلمي، وتمكن من حشد الجيوش من الباحثين، في شتى الآفاق، وجمعهم في ميادينه، على اختلاف الأجناس، يبحثون عن الأسرار المحجوبة في آفاق الأرض والسماء، وفي مجالات النفس البشرية، يجمعون المقدمات، ويرصدون النتائج، في رحلة طويلة عبر القرون، فإذا ما تكاملت الصورة، وتجلت الحقيقة وقعت المفاجأة الكبرى،  بتجلي أنوار الوحي الإلهي، الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام، بذكر تلك الحقيقة في آية من القرآن أو بعض آية، أو في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض حديث بدقة علمية معجزة، وعبارات مشرقة، وبهذا أنبأنا القرآن. قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ{52} سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{53}﴾ (سورة فصلت) فهيّا لنتدبر بعض معاني هذا النص القرآني: لقد ورد الأفق في اللغة بمعنى: ما ظهر من نواحي الفلك وأطراف الأرض، وآفاق السماء: نواحيها[9] وآيات الله في آفاق الأرض والسماء تحمل معاني ثلاثة:

الأول: المخلوقات التي خلقها الله في شتى آفاق الأرض والسماء مثل قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ …{29}﴾ (سورة الشورى).

الثاني: آيات القرآن التي تخبر وتصف أنواع المخلوقات، وهي آيات كثيرة.

الثالث: البينات والمعجزات التي يظهرها الله تصديقًا لرسول صلى الله عليه وسلم في شتى آفاق الأرض والسماء برؤية مصداقها من حقائق الخلق حينًا بعد حين.(…)

        ولقد قرر عطاء وابن يزيد أن معنى (الآفاق) المذكورة في الآية هو ما نقله عنهما القرطبي في تفسيره: (وقال عطاء وابن زيد أيضًا: في (الآفاق) يعني أقطار السموات والأرض، من الشمس والقمر، والنجوم والليل والنهار، والرياح والأمطار، والرعد والبرق، والصواعق، والنبات والأشجار، والجبال والبحار، وغيرها)[10].

(…)

اللقاء حتمي والمعجزة واقعة:

        إننا على وعد من الله عز وجل بأن يرينا آياته، فيتحقق لنا – بهذه الرؤية – العلم الدقيق بمعاني هذه الآيات، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا…{93}﴾ (سورة النمل). (…) لقد جاءت العلوم البشرية التجريبية شاهدة بصدق ما أخبر به القرآن، من تحريف سائر الأديان[11] وجاءت شاهدة ومجلية لدقائق المعاني، في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ذات التعلق بالأمور الكونية. وهذه مناكب دعاة الإسلام، على اختلاف تخصصاتهم العلمية، تتزاحم لبيان هذه المعجزات العلمية، وبدأ عدد من كبار علماء الكون، من غير المسلمين، يتجهون إلى نفس الميدان[12]، فمنهم من أسلم[13]، ومنهم من شهد بحقيقة المعجزة العلمية.(…)

        وإذا كان النقص يعتري بعض الدراسات، في مجال الإعجاز العلمي، في القرآن والسنة، فلا يصح أن يكون ذلك حكمًا على جميعها، وإن هذا ليوجب على القادرين من علماء الإسلام، أن يسارعوا لخدمة القرآن والسنة، في مجال العلوم الكونية، كما خدمهما السلف، في مجال اللغة والأصول، والفقه، وغيرها من مجالات العلوم الشرعية، فنحن أمام معجزة علمية كبرى، تنحني أمامها جباه المنصفين من قادة العلوم الكونية في عصرنا.

(…)

الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي:

        فالتفسير العلمي: هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية.

        أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم، أو السنة النبوية، بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية، في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية، التي يؤول إليها معنى الآية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون، فيستقر عندها التفسير، ويعلم بها التأويل، كما قال تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{67}﴾ (سورة الأنعام). وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون، تزيد المعنى المستقر وضوحًا وعمقًا وشمولاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم[14] فيزداد بها الإعجاز عمقا وشمولاً، كما تزداد السنة الكونية وضوحًا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها.

مصادر أبحاث الإعجاز العلمي:

        ولما كانت أبحاث الإعجاز العلمي متعلقة بالتفسير العلمي للآيات الكونية، ومتصلة بشرح الأحاديث في هذه المجالات، فهي فرع من فروع التفسير، وجزء من شرح الحديث وتقوم على مصادر هذين العلمين، ولما كانت قائمة على إظهار التوافق بين نصوص الوحي وبين ما كشف العلم التجريبي من حقائق الكون وأسراره، فهي كذلك تقوم على مصادر العلوم التجريبية، إلى جانب العلم المتعلق بتاريخها، كما تتصل أيضاً بعلم أصول الدين.

قواعد أبحاث الإعجاز العلمي:

        ولقد قامت هذه الأبحاث على قواعد نوجزها فيما يلي:

(أ) علم الله هو العلم الشامل المحيط الذي لا يعتريه خطأ، ولا يشوبه نقص، وعلم الإنسان محدود، يقبل الازدياد، ومعرض للخطأ.

(ب) هناك نصوص من الوحي قطعية الدلالة، كما أن هناك حقائق علمية كونية قطعية.

(ج) وفي الوحي نصوص ظنية في دلالتها، وفي العلم نظريات ظنية في ثبوتها.

(د) ولا يمكن أن يقع صدام بين قطعي من الوحي وقطعي من العلم التجريبي، فإن وقع في الظاهر، فلابد أن هناك خللاً في اعتبار قطعية أحدهما[15].

(هـ) عندما يري الله عباده آية من آياته، في الآفاق أو في الأنفس مصدقة لآية في كتابه، أو حديث من أحاديث رسوله يتضح المعنى، ويكتمل التوافق، ويستقر التفسير، وتتحدد دلالات ألفاظ النصوص، بما كشف من حقائق علمية وهذا هو الإعجاز.

(و) إن نصوص الوحي قد نزلت بألفاظ جامعة[16] تحيط بكل المعاني الصحيحة في مواضيعها التي قد تتابع في ظهورها جيلاً بعد جيل.

(ز) إذا وقع التعارض بين دلالة قطعية للنص، وبين نظرية علمية رفضت هذه النظرية، لأن النص وحي من الذي أحاط بكل شيء علمًا، وإذا وقع التوافق بينهما كان النص دليلا على صحة تلك النظرية، وإذا كان النص ظنيًا والحقيقة العلمية قطعية يؤول النص بها.

(ح) وإذا وقع التعارض بين حقيقة علمية قطعية، وبين حديث ظني في ثبوته، فيؤول الظني من الحديث، ليتفق مع الحقيقة القطعية، وحيث لا توجد مجال للتوفيق فيقدم القطعي.

أوجه الإعجاز العلمي:

        إن معجزة القرآن العلمية، تظهر لأهل العلم، في كل مجال من مجالاته، فهي ظاهرة في نظمه، وفي إخباره عن الأوّلين، وفي إنبائه بحوادث المستقبل، وحكم التشريع، وغيرها. ولقد شاع مصطلح الإعجاز العلمي في عصرنا، للدلالة على أوجه إعجاز القرآن والسنة، التي كشفت عنها العلوم الكونية والطبية. والمتأمل في أحوال العالم قبل نزول القرآن، يرى التخلف الهائل في مجال العلوم الكونية، وكيف اختلطت المعارف الكونية للإنسان، بالسحر والكهانة والأوهام، حتى غلبت الخرافة، وسادت الأساطير، على الفكر الإنساني. ولقد انتظرت البشرية طويلاً – بعد نزول القرآن – إلى أن امتلكت من الوسائل العلمية، ما يكشف لها أسرار الكون، وإذا بالذي يكتشفه الباحثون بعد طول بحث ودراسة، تستخدم فيها أدق الأجهزة الحديثة، يرى مقررًا في آية، أو حديث، قبل ألف وأربعمائة عام، وذلك فيما تعرض له الوحي من حقائق. وما كان العرب الذين خوطبوا بهذا القرآن، بحاجة إلى هذه الأوصاف، والأنباء المستفيضة فيه، وفي السنة، عن الكون وأسراره، لإثبات صدق الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، لكنه الوحي المعجز؛ الذي يحمل بيّنة صدقه معه، لجميع البشر، في عصورهم المختلفة، وأطوارهم المتباينة، كما قال أبو العباس بن تيمية في وصف القرآن (وقد اجتمع فيه من الآيات ما لم يجتمع في غيره، فإنه هو الدعوة والحجة، وهو الدليل والمدلول عليه، وهو البينة على الدعوى، وهو الشاهد والمشهود به)[17].

وتتمثل أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فيما يلي:

1- في التوافق الدقيق بين ما في نصوص الكتاب والسنة، وبين ما كشفه علماء الكون[18] من حقائق كونية، وأسرار علمية، لم يكن في إمكان بشر أن يعرفها وقت نزول القرآن.

2- تصحيح الكتاب والسنة لما شاع بين البشرية، في أجيالها المختلفة، من أفكار باطلة، حول أسرار الخلق[19] لا يكون إلا بعلم من أحاط بكل شيء علمًا.

3- إذا جمعت نصوص الكتاب، والسنة الصحيحة، وجدت بعضها يكمل بعضها الآخر، فتتجلى بها الحقيقة، مع أن هذه النصوص قد نزلت مفرقة في الزمن، وفي مواضعها من الكتاب الكريم، وهذا لا يكون إلا من عند الله؛ الذي يعلم السر في السموات والأرض.

4- سن التشريعات الحكيمة، التي قد تخفى حكمتها على الناس، وقت نزول القرآن، وتكشفها أبحاث العلماء في شتى المجالات[20].

5- في عدم الصدام بين نصوص الوحي القاطعة؛ التي تصف الكون وأسراره، على كثرتها، وبين الحقائق العلمية المكتشفة على وفرتها، مع وجود الصدام الكثير، بين ما يقوله علماء الكون، من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات، ووجود الصدام بين العلم، وما قررته سائر الأديان المحرفة المبدلة. وصدق الله القائل: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ{48} بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ{49} وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ{50} أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{51} قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{52}﴾ (سورة العنكبوت).

تنبيه:

        وكلامنا هنا محصور في قضايا الإعجاز العلمي؛ الذي تسفر فيه النصوص عن معاني لكيفيات وتفاصيل جديدة عبر العصور، أما ما يتعلق بالعقائد والعبادات، والمعاملات والأخلاق، فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضح تفسيرها[21].

أبحاث الإعجاز العلمي في ضوء منهج السلف وكلام المفسرين:

        للسلف منهج سديد، في التعامل مع الأمور الغيبية؛ التي جاء بها الوحي، وخاصة فيما يتعلق بأمر الصفات الإلهية، وأحوال يوم القيامة، وما لا سبيل إليه من غير طريق الوحي، ويتمثل هذا المنهج في الوقوف عند ما دلت عليه النصوص، بدون تكلف، لمعرفة الكيفيات والتفاصيل؛ التي لم يبينها الوحي، لأن البحث فيها كالبحث في الظلام، وهي قسر لحقائق الوحي الكبرى في قالب تصورات ذهنية بشرية، بحدود الحس والزمان والمكان، المحيط ببيئة الإنسان. وكلام الخالق سبحانه، عن أسرار خلقه، في الآفاق والأنفس، غيب، قبل أن يرينا الله حقائق تلك الأسرار، ولا طريق لمعرفة كيفياتها وتفاصيلها قبل رؤيتها، إلا ما سمعنا من طريق الوحي، وكان السلف لا يتكلفون ما لا علم لهم به. إن معاني الآيات المتعلقة بالأمور الغيبية، ودلالتها اللغوية معلومة، لكن الكيفيات والتفاصيل محجوبة، وإن من وصف حقائق الوحي الكونية، بدقائقها وتفاصيلها، بعد أن كشفها الله، وجلاها للأعين، غير من وصفها من خلال نص يسمع، ولا يرى مدلوله الواقعي، لأن وصف من سمع وشاهد غير من سمع فقط، ومثلهما كمثل اثنين استمعا وصفا لمكتبة كبيرة من صاحبها، وكان بعضها مشاهدًا، وبعضها محجوبًا بالستائر والظلام، وكان أحدهما لا يملك قدرة على إزاحة الستائر، وتبديد الظلام، فوصف ما حجب عنه في ضوء ما سمع، وقياسًا على ما رأى، وتمكن الثاني من كشف بعض الستائر، وتبديد بعض الظلام، فرأى دقائق، وتفاصيل، وكيفيات، ما وصف له من قبل سماعًا، فجاءت المشاهدة متوافقة مع السماع. ولقد وفق السلف الصالح من المفسرين كثيرًا في شرحهم لمعاني آيات القرآن، رغم احتجاب حقائقها الكونية، مع أن المفسر الذي يصف حقائق وكيفيات الآيات الكونية، في الآفاق والأنفس، وهي محجوبة عن الرؤية في عصره، قياسًا على ما يرى من المخلوقات، وفي ضوء ما سمع من الوحي، يختلف عن المفسر؛ الذي كشفت أمامه الآية الكونية، فجمع بين ما سمع من الوحي، وبين ما شاهد في الواقع. ونظرًا لعدم خطورة ما يتقرر في مجال الأمور الكونية، على أمر العقيدة يوم ذاك، لم يقف المفسرون بها عند حدود ما دلت عليه النصوص. بل حاولوا شرحها بما يسر الله لهم من الدراية؛ التي تيسرت لهم في عصورهم، وبما فتح الله به عليهم من أفهام، وكانت تلك الجهود العظيمة التي بذلها المفسرون عبر القرون، لشرح نصوص الوحي؛ المتعلقة بالأمور الكونية؛ التي لم تكشف في عصرهم؛ مبينة لمستوى ما وصل إليه الإنسان من علم، في تلك المجالات، ومبينة لمدى توفيق الله لهؤلاء المفسرين. فإذا ما حان حين مشاهدة الحقيقة، في واقعها الكوني، ظهر التوافق الجلي بين ما قرره الوحي وما شاهدته الأعين، وظهرت حدود المعارف الإنسانية؛ المقيدة بقيود الحس المحدود، والعلم البشري المحدود بالزمان والمكان، وازداد الإعجاز تجليًا وظهورًا. وكتب الله التوفيق للمفسرين، فيما شرحوه من آيات وأحاديث؛ متعلقة بأسرار الكون وخفاياه؛ بفضل اهتدائهم بنصوص الوحي؛ المنزل ممن يعلم السر في الأرض والسماء، مهتدين بما علم لهم من دلالات الألفاظ، ومعاني الآيات.

سرور رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بظهور التوافق بين الوحي، وبين الواقع:

        روى مسلم في صحيحه[22] عن فاطمة بنت قيس قال: … فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: “ليلزم كل إنسان مصلاه. ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟” قالوا: الله ورسوله أعلم. قال “إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميمًا الداري، كان رجلاً نصرانيًا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال” ثم ذكر لهم خبر تميم الداري ورحلته؛ التي استغرقت أكثر من شهر في البحر، وجاءت موافقة لما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل.

        وكان الناس يشككون في نسب أسامة بن زيد، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها  قالت: إن رسول الله دخل علىَّ مسرورًا، تبرق أسارير وجهه، فقال: “ألم ترى أن مجززًا[23] نظر آنفًا إلى زيد بن حارثة، وأسامة بن زيد (وفي رواية، وعليهما قطيفة، قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما)[24] فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض”. وهكذا جاء الدليل من الواقع المشاهد؛ ليحسم الخلاف، فبرقت له أسارير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.

        وكم يسر المؤمن في عصرنا، وهو يشاهد حقائق الواقع، والمشاهدات الكثيرة، قد جاءت مصدقة لما جاء به الوحي، قبل ألف وأربعمائة عام.

أهمية أبحاث الإعجاز العلمي وثمارها:

1-تجديد بينة الرسالة في عصر الكشوف العلمية:

        إذا كان المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد شاهدوا بأعينهم، كثيرًا من المعجزات، فإن الله أرى أهل هذا العصر، معجزة لرسوله تتناسب مع عصرهم، ويتبين لهم بها أن القرآن حق، وتلك البينة المعجزة هي: بينة الإعجاز العلمي، في القرآن والسنة، وأهل عصرنا لا يذعنون لشيءٍ مثل إذعانهم للعلم، وبيناته ودلائله، على اختلاف أجناسهم وأوطانهم وأديانهم، وأبحاث الإعجاز كفيلة بإذن الله بتقديم أوضح الحجج، وأقوى البينات العلمية، لمن أراد الحق من سائر الأجناس. وفي حجج هذه الأبحاث قوة في اليقين، وزيادة في إيمان المؤمنين. ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{2}﴾ (سورة الأنفال). وظهور هذه البينات العلمية، يسكب الثقة مرة ثانية، في قلوب الذين فتنهم الكفار من المسلمين عن دينهم باسم العلم؛ الذي قام عليه التقدم والحضارة .

2- تصحيح مسار العلم التجريبي في العالم:

        لقد جعل الله النظر في المخلوقات؛ الذي تقوم عليه العلوم التجريبية طريقًا إلى الإيمان به، وطريقًا إلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل الأديان المحرفة كذبوا حقائقه، وسفهوا طرقه، واضطهدوا دعاته، فواجههم حملة هذه العلوم التجريبية، بإعلان الحرب على تلك الأديان، فكشفوا ما فيها من أباطيل، وأصبحت البشرية في متاهة، تبحث عن الدين الحق؛ الذي يدعو إلى العلم، والعلم يدعو إليه. إن بإمكان المسلمين أن يتقدموا لتصحيح مسار العلم في العالم، ووضعه في مكانه الصحيح، طريقًا إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومصدقًا بما في القرآن، ودليلاً على الإسلام، وشاهدًا بتحريف غيره من الأديان.

        إن البشرية بحاجة إلى الدين الحق؛ لإنقاذها مما حل بها من خواء في الروح، وضياع في الشعور، وشقاء في النفس، بحاجة إلى الدين الذي يجمع لها بين الدين والعلم، والمادة والروح، والنظام والخلق وسعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ولكنها بحاجة إلى دليل من العلم يثبت لها صحة الدين، وفي هذه الأبحاث جواب. ومما يبشر بإمكانية تحقيق هذا الهدف، وجود قاعدة كبيرة من علماء الكون المنصفين، الذين لا يترددون في إعلان ما يقتنعون به من الحق. (…) ووسائل الإعلام المعاصرة قد تكون سببًا لإبلاغ أهل تلك البلاد حقائق العلم والإيمان، وربما فتح الله فيها ما لا يتيسر في غيرها.

3-تنشيط المسلمين للاكتشافات الكونية، بدافع من الحوافز الإيمانية:

        إن التفكر في مخلوقات الله عبادة، والتفكر في معاني الآيات والأحاديث عبادة، وتقديمها للناس دعوة إلى الله، وهذا كله متحقق في أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. وهذا من شأنه أن يحفز المسلمين إلى اكتشاف أسرار الكون؛ بدوافع إيمانية، لعلها تعبر بهم فترة التخلف؛ التي عاشوها فترة من الزمن، في هذه المجالات. وسيجد الباحثون المسلمون، في كلام الخالق عن أسرار مخلوقاته، أدلة تهديهم أثناء سيرهم في أبحاثهم، وتقرب لهم النتائج، وتوفر لهم الجهود.

واجب المسلمين:

        وإذا علمنا أهمية هذه الأبحاث في تقوية إيمان المؤمنين، ودفع الفتن التي ألبسها الكفار ثوب العلم، عن بلاد المسلمين، وفي دعوة غير المسلمين، وفي فهم ما خوطبنا به في القرآن والسنة، وفي حفز المسلمين للأخذ بأسباب النهضة العلمية، تبين من ذلك كله أن القيام بهذه الأبحاث من أهم فروض الكفايات. وصدق الله القائل: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ{1}﴾ (سورة البينة).

ميادين أبحاث الإعجاز العلمي

        إن كل موضوع تحدث عنه القرآن أو السنة، في أي مجال من مجالات العلم، التي ظهرت حقيقتها، والتي لا يمكن نسبة خبرها الذي جاء به الوحي، إلا إلى الله، هو ميدان من ميادين أبحاث الإعجاز العلمي، ولكن هذا المصطلح، يقصد به الإعجاز العلمي، الذي كشفت عنه العلوم الحديثة. وميادينه على هذا المفهوم: هي الميادين والمجالات الكونية؛ التي جاء ذكرها أو الإشارة إليها في القرآن والسنة، وتمكن العلم البشري من معرفة أسرارها، إلى جانب الميادين التي يحتاجها الباحث؛ لتفسير النصوص الشرعية، تفسيرًا صحيحًا لا شطط فيه، مع معرفة بتاريخ العلوم، وتقدمها، تعينه على توضيح جوانب الإعجاز.



* داعية اسلامي شهير. للراغبين بمتابعة البحث بكامله مراجعة الموقع www.nooran.org

[1] انظر لسان العرب لابن منظور(…).

[2] انظر معنى ذلك في تفسير القرطبي 1/96 وفتح الباري 6/581.

[3] راجع الراغب الأصفهاني : المفردات ص 343؛ والشوكاني : إرشاد الفحول ص 4.

[4] انظر سبب النزول ابن الجوزي : 2/257؛ الطبري 5/122؛ ابن كثير :1/590؛ الجلالين: ص 137.

[5] البخاري: فتح الباري: 9/3, مسلم- كتاب الإيمان.

[6] فتح الباري لابن حجر: 9/7.

[7] الطبري: 23/121.

[8] قال زيد بن ثابت عندما أمره أبو بكر الصديق أن يجمع القرآن بعد أن كثر الشهداء من حفظة القرآن: فتبعت القرآن أجمعه من العسب و اللخاف وصدور الرجال (رواه البخاري-كتاب فضائل القرآن). والعسب:جمع عسيب وهو جريد النخل, واللخاف: الحجارة الرقاق.

[9] انظر: مقاييس اللغة لابن فارس:1/114-115 لسان العرب:10/5-6؛ الصحاح للجواهري:4/1446؛ تاج العروس:1/279؛ المفردات للأصفهاني: 19.

[10] القرطبي: 15/374-375.

[11] انظر الكتاب الذي ألفه الطبيب الفرنسي المشهور: موريس بوكاي بعنوان: “التوراة و الإنجيل والقرآن في ضوء المعارف العلمية الحديثة”, وأثبت فية تحريف التوراة والإنجيل وصدامهما مع العلم, وسلامة القرآن من التحريف وسبقه للعلوم الحديثة.

[12] انظر الأبحاث التي شارك فيها سبعة من كبار علماء الأجنة والتشريح وأمراض النساء, من غير المسلمين في لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة, في القاعة الكبرى في المؤتمر الطبي السعودي الثامن المنعقد في الرياض, في محرم عام 1404هـ.

[13] مثل البرفيسور تاجاتات تاجاسن الذي أعلن إسلامه في قاعة المؤتمر الطبي السعودي الثامن في نهاية أبحاث الإعجاز العلمي.

[14] انظر فتح الباري: 13/247.

[15] هذه قاعدة جليلة يقررها علماء المسلمين, وألف أبو العباس بن تيمية كتابا من أحد عشر مجلدا لبيانها تحت عنوان: “درء تعارض العقل و النقل”.

[16] قال صلي الله عليه وسلم “بعثت بجوامع الكلم”. (أخرجه البخاري في الجهاد) ومسل المساجد برقم 4523, والنرمذي في السير برقم 1553 والنسائي في الجهاد باب وجوب الجهاد. وقال ابن حجر في الفتح 13/247: كان يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعاني, ونقل عن البخاري قوله: بلفني أن جوامع الكلم: أن الله عزوجل يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمرالواحد أو الاثين.

[17] الفتاوي: 14/190.

[18] البروفيسور: كيث ل. مور وهو من أشهر علماء العالم في علم الأجنة, وكتابه في علم الأجنة مرجع علمي مترجم إلى سبع لغات, منها: الروسية واليابنية والألمانية والصينية. بعد اقتناعه بأبحاث الإعجاز العلمي, ألقى محاضرة في ثلاث كليات طبية في المملكة العربية السعودية عام (1404هـ) بعنوان: ” مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة”.

[19] مثل ماكان شائعا بين علماء التشريح من أن الولد يتكون من دم الحيض واستمر ذلك الاعتقاد إلى أن اكتشف المجهر, في القرن السادس عشر الميلادي, ونصوص القرآن والسنة, تقررأن الإنسان يخلق من المني, وقد رد ابن القيم وابن حجر, وغيرهما من علماء المسلمين, أقوال علماءالتشريح أن مني الرجل لا أثرله في الولد إلا في عقده, وأنه إنما يتكون من دم الحيض, وأحاديث الباب تبطل ذلك”.

[20] مثل ماكشفه العلم حديثا من حكم في تحريم أكل لحم الخنزير.

[21] التفسير والمفسرون للذهبي: 1/34.

[22] صحيح مسلم ” كتاب الفتن وأشراط الساعة” باب قصة الجساسة” حديث رقم 119″ (2942).

[23] مجزز: كان قائفا, والقائف: هو الذي يعرف الشبه ويميز الأثر.

[24] انظر فتح الباري ج 12 ص 56.