الصيدلية الربّانية

 يقول الله تعالى في سورة النمل: أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {61}.

رفع الله تعالى الأرض اليابسة فوق مستوى البحار، وفصل سبحانه الماء العذب عن الماء المالح، وأوجد الجنان والبساتين وخلق الحيوانات والأسماك …، فهيأ الأرض وجهزها بما يحتاجه هذا المخلوق الجديد قبل خلقه. وليس في خلق هذه الحاجات صدفة أو اعتباطاً، قال تعالى في سورة العنكبوت: خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ {44}.

لنتأمل ما خصّنا الله به من أغذية طبيعية كوصفات طبيّة تساعد أعضاء من جسم الإنسان على التداوي والتعافي بإذنه … وأفضل ما يفعله الإنسان للإستفادة من هذه الأغذية هو أكلها طازجة وهذه هي العبرة الأولى، ولكننا نحن بنو البشر، وللأسف، نتباطأ في التعلم.

نبدأ بحلقات الجزر المقطّعة، فهي تبدو كأنها عين بشرية … حيث نجد في مركزها البؤبؤ ومن حوله القزحية ومن حولها باقي الأشعة … ولقد أثبت العلم الحديث أن الإكثار من أكل الجزر يؤدي إلى تعزيز تدفق الدم في العين البشرية وبالتالي تأدية وظيفتها على أحسن حال.

                              

ولحبة الطماطم (البندورة)، 4 حجرات حمراء كما لقلب الإنسان 4 حجرات حمراء وقد أثبتت البحوث أن الطماطم مليئة بمادة الليكوبين وبالتالي فهي غذاء صحي وحقيقي ونقي للقلب والدم.

        

وعنقود العنب معلق مثل قلب الإنسان وكل حبة عنب تبدوا وكأنها خلية من خلايا القلب … ولقد أثبت الباحثون أن العنب هو غذاء حيوي للقلب والدم.

والجوز يشبه في شكله دماغ الإنسان وقشرة الجوز تتألف من جزئين، جزء علوي (المخ) وجزء سفلي (المخيخ) كما أن طيات وأخاديد لب الجوز تشبه إلى حد بعيد طيات وأخاديد الدماغ البشري … والجوز يطور عمل 3 آلاف دزينة من المرسلات العصبية في الدماغ.

 clip_image040           

تعين الفاصولياء على الشفاء من بعض أمراض الكلى وتساعد على بقاء الكليتين عاملتين وبالفعل فإن شكل حبة الفاصولياء يشبه إلى حد كبير شكل كلية الإنسان.

الخضراوات كالكرفس والروباب والأنواع الأخرى تشبه إلى حد بعيد عظام الإنسان ويهدف تناول كميات كبيرة منها إلى تقوية العظام. يوجد في عظم الإنسان 23 % كالسيوم ويوجد في هذه الأصناف 23 % كالسيوم، وإذا كان جسمك لا يمتلك مايكفيه من الكالسيوم فأنه سوف يسحب حاجته من العظام مما يجعلها هشّة. هذه الأطعمة تغذي العظام بحاجته من الكالسيوم.

إن فاكهة الأفوكادو والباذنجان والإجاص تستهدف تعزيز وظيفة الرحم وعنق الرحم لدى النساء وتماثلهن في الأشكال. وقد بينت البحوث اليوم أن تناول حبة أفوكادو أسبوعياً يؤدي إلى إستقرار الهرمونات لدى المرأة ويعزل الأوزان الزائدة عند الولادة ويمنع سرطان الرحم. 

والملفت أن حبة الأفوكادو تحتاج إلى تسعة أشهر حتى تنمو من زهرة إلى أن تنضج، إن في ذلك لعبرة.

وفاكهة التين مليئة بالبذور وعادة ما تكون هذه البذور معلقة على شكل بذرتين بذرتين فتشبه الخصيتين. وتبين أن التين يساعد على زيادة أعداد حيامن الرجل وفاعليتها، كما يساعد على الشفاء من العقم عند الذكور.

تشبه شكل حبات البطاطا الحلوة  شكل البنكرياس وتناولها يؤدي إلى توازن السكر في الجسم.

أما الزيتون فيعزز من صحة المبايض ووظائفها.

بينما يشبه البرتقال والكريب فروت والحمضيات الأخرى الغدد الثديية لدى الإناث ، وتساعد فعليًا على صحة الثديين وحركة الغدد الليمفاوية داخل وخارج الثدي.

ويشبه البصل في شكله خلايا الجسم وقد أثبتت الدراسات أن البصل يقوم بالتخلص من المواد الضارة من الخلايا في الجسم. حتى أنه يؤدي إلى إنتاج الدموع لتقوم هذه الدموع بغسل الأجزاء أو الخلايا الظاهرة من العين البشرية والتخلص من المواد الضارة بها. كما أن الثوم يقوم بإزالة الموادة السائبة والضارة والخطرة من جسم الإنسان.

ولا بد في الختام من لفت الأنظار إلى أن الدراسات الغذائية لا تزال في بداياتها، فهناك ما يقارب ال 14 ألف مكون كيميائي ضوئي غذائي في كل حبة من هذه الأصناف من  الطعام ولم يستطع العلم الحديث سوى التعرف على 141 مكون من هذه المكونات حتى الآن. فسبحان الخالق العظيم القائل في سورة (ص): إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {87} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {88}. والحمد لله رب العالمين.‏