الفرق بين بول الأنثى وبول الغلام

دليل جديد على الإعجاز العلمي في الحديث

د. هند رجب فواز

 

        “بول الانثى يُغسل، وينضح بول الغلام”، يرد هذا الحديث  في معظم كتب السنن –إن لم نقل كلها- وقد تحريناه عند كل من البخاري (باب الوضوء، حديث رقم 223) وفي سنن أبي داود (باب الطهارة ص 74) وفي سنن ابن ماجة (باب الطهارة حديث رقم 522).

        ذكر البخاري في صحيحه أن أم قيس بنت محصن أتت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بابن لها لم يأكل الطعام بعد (مولود حديثًا) فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فبال على ثوبه، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فنضح الثوب ولم يأمر بغسله.

        وعن لبانة بنت الحارث قالت: كان الحسين بن علي رضي الله عنهما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فبال عليه فقالت لبانة للنبي صلى الله عليه وسلم: البس ثوبًا واعطني إزارك أغسله فقال: “إنما يغسل من بول الأنثى وينضح من بول الذكر”.

        رب امرئٍ ظن عن جهالة أن في هذه القاعدة التشريعية محاباة من النبي صلى الله عليه وسلم للذكور وترفعًا على الإناث. ولكن حاشا للنبي الأمين أن يضل أو يضلل أمته. ولكن كيف الإثبات؟

        في أحد الجلسات العلمية مع بعض رجال الدين المسلمين جرى طرح هذا الحديث النبوي، فأخبرنا أحد أولئك المشايخ أنه عندما وضعت زوجته طفلتهما نبههما طبيب الأطفال إلى أنه في حال لاحظت الأم وجود آثار دم في بول الطفلة فلا داعي لأي قلق لأن في ذلك إشارة إلى أن الجهاز التناسلي متكامل وهو بحالة طبيعية.

        ولكن يبدو أن الدليل على تمام صحة الجهاز التناسلي عند المولود الأنثى ليس بالضرورة أن يكون بظهور دم وهو ما يمكن رؤيته بوضوح في حال امتزج بالبول عند خروجه؛ ففي بعض كتب الطب المتخصصة بطب الأطفال وهو كتاب Pediatrie (Edition Marketing / Ellipses, 1989 p.281) وتحت عنوان: La crise genitale de la fille nouveau nee يرد ما معناه أن الأنثى منذ ولادتها تفرز مادة بيضاء Leucorrhee وأن هذه المادة البيضاء يتوقف إفرازها تلقائيًا بعد بضعة أيام من تاريخ ولادة الأنثى، وتسمى هذه الظاهرة طبيًا Regles de naissance (العادة عند الولادة)، وهي مؤشر إلى أن الأنثى التي تمر منذ ولادتها بهذه العوارض ستكون –إن شاء الله- متمتعة بكامل الخصائص التي تؤهلها لأن تكون أمًا في المستقبل، وبالتالي ليست عاقرًا –هذا إن لم يطرأ عليها عارض صحي ما في المستقبل.

        وبما أن هذه المادة البيضاء تتأتى من الجهاز التناسلي فقد باتت شبيهة بالحيض وبالتالي يجب غسل ما تصيبه غسلاً ولا يكتفى بنضح الموضع نضحًا.

إذًا {ما كان حديثًا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه} (سورة يوسف الآية 111) و {ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علّمه شديد القوى} (سورة النجم الآيات 2-5).