مسواك عود الآراك وتأثيره على صحة الفم

د. مشاري بن فرج العتيبي*

 

صح عن أهل العلم أنه قد ذكر في السواك زيادة من مائة حديث صحيح. فالنبي صلى الله عليه وسلم حث على السواك والمواظبة على استخدامه حيث قال: ” لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة.” ولقد أثبتت الأبحاث وجود ما لا يقل عن 182 نبتة أو شجرة مختلفة الفصائل والتي تستخدم أعوادها لتحضير المسواك, من هذه الأشجار يوجد ما لا يقل عن 158 نبتة في قارة أفريقيا وحدها .

وأشهر هذه الأشجار على الاطلاق وأكثرها شيوعًا واستخدامًا هي شجرة الأراك. وفي البحث العلمي الذي أجريته وبعد مقارنة تأثير مسواك أعواد الأراك مع فرشاة الأسنان فيما يخص صحة اللثة والقدرة على إزالة طبقات اللويحة السنية المتواجدة في الشق اللثوي وعلى أسطح الأسنان فقد اظهرت النتائج التالية:

• وجد أن انخفاض معدلات ومستويات تواجد اللويحة السنية (Dental plaque) , والتي كانت في مرحلة استخدام المسواك كانت أعلى مما وجد خلال مرحلة فرشاة الاسنان.

• كذلك فقد وجد أن انخفاض معدلات ومستويات المقاييس الخاصة بصحة اللثة (Gingival inflamations), والتي كانت في مرحلة استعمال المسواك كانت تفوق ما وجد خلال مرحلة استعمال فرشاة الأسنان .ولقد كان ذلك الانخفاض واضحًا وبفارق كبير لصالح المسواك.

ولقد قمنا ايضًا بدراسة تأثير استخدام مسواك عود الأراك وفرشاة الأسنان على عدد من انواع البكتيريا الفموية المتواجده ضمن اللويحة اللثوية بالشق اللثوي. فباستخدام تقنية الحامض النووي الوراثي درسنا مدى تأثير استخدام مسواك عود الأراك على مستويات البكتيريا الفموية وللمرة الاولى على مستوى العالم . فلقد لوحظ أنه بعد نهاية مرحلة استخدام المسواك كان المشاركين يحملون عدداً أقل من البكتيريا المسماة (Actinomycetemcomitan Actinobacillus ) واختصارها (A.a) اذا ما قورن بالعدد قبل بداية هذه المرحلة. ووجد أن الفارق هنا يعتبر فارقًا احصائيًا حقيقيًا (P<0.05).بينما كان لا يوجد اي فارق حقيقي في العدد بين انواع البكتيريا ال 11 المتبقية في كلا المرحلتين. وهذه النتيجة تؤكد أن استخدام اعواد المسواك تقلل من تواجد هذا النوع من البكتيريا الفموية (A.a) والذي يعتبر من اشرس انواع الميكروبات والسبب الرئيسي لعدد كبير من امراض اللثة والعظم المحيط بها.

تأثير خلاصة المسواك:

لقد أثبتت النتائج أن لخلاصة مسواك عود الأراك تأثيرًا قاتلاً على البكتيريا الفموية المسماة (Actinomycetemcomitan ِِActinobacillus ) واختصارها (A.a) .

 

وهذه المعلومة تسجل للمرة الاولى على مستوى المعرفة الطبية وهذا يعتبر حقًا نطالب بحفظه في المحافل العالمية. ففي الصحن المحتوي على تلك البكتيريا, نجد ان نمو هذه البكتيريا يتوقف كلياً اذا أصبح على بعد 10ملم من قطعة عود الأراك المغروسة في منتصف الوسط الحاوي للبكتيريا النامية. وهذا يعني أن نمو هذه البكتيريا قد تأثر بوجود عود الأراك الذي أبطل نموها اواستطاع ان يعطل عملية النمو التي تقوم بها هذه البكتيريا في الظروف الملائمة لذلك. بهذا أثبتت التجارب المخبرية قدرة خلاصة مسواك عود الأراك على حماية الخلايا الانسانية المناعية (Monocytes) من الموت فيما لو تم تعريضها الى سموم أشرس أنواع البكتيريا الفموية (A.a).

ففي هذه التجربة تم تعريض الخلايا البشرية المناعية إلى سموم هذه البكتيريا مرة بدون اضافة أي مادة أخرى ومرة أخرى في وجود خلاصة مسواك عود الأراك (80%) لمدة 60 دقيقة. ولقد تم قراءة مؤاثرات السموم عن طريق دراسة افرازات انزيم اللاكتيت ديهايدروجينيز (LDH- activity) الذي يفرز من الخلايا الانسانية الميتة.

ومن هذه التجربة نلاحظ ان وجود عصارة مسواك عود الأراك كان لها تأثيراً قويًا جدًا في حماية الخلايا البشرية عند تعريضها لسموم البكتيريا من الموت المحقق الذي كان ظاهرًا من خلال التجربة حينما وضعت الخلايا مع السموم لوحدها وكان مصيرها الموت. وبهذا فاننا نرى انها تعمل كالجهاز المناعي وتعمل على تقوية قدرة هذه الخلايا على التغلب على السموم التي تعترضها وهذا يعتبر مفتاحًا جديدًا للعديد من أبواب البحث والتقصي لتبيان السبب الحقيقي وراء هذا التأثير.

ان الدراسة التي بين ايدينا اظهرت بما لا شك فيه أن هناك مواد يتم افرازها من مسواك اعواد الأراك لها القدرة لتثبيط وايقاف نمو البكتيريا الفموية المسماة (Actinomycetemcomitan Actinobacillus ). وبهذه الخاصية يكون لها القدرة على حماية الخلايا البشرية المناعية من الموت فيما لو تم الهجوم عليها من السموم القاتلة المفرزة من هذه البكتيريا.

وعملية الحماية هذه تحتاج الى استمرار في البحث والتحري للوصول الى التفسير الحقيقي وراء هذه القدره العجيبة وهل التأثير كان على سموم البكتيريا ام انه كان لها تأثير في تغير محتويات الخلية الانسانية وزيادة مناعتها ضد خطر السموم. ولقد تم نشر هذه الابحاث ونتائجها في مجلات علمية طبية معروفة عالميًا وهي موجودة على محرك البحث الطبي العالمي المعروف(Pub Med).

__________________________________

* وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مراجعة الموقع www.eajaz.org