العلاج بالألوان من وحي القرآن

د. أمير صالح*

 

 هل للألوان تأثير على مزاجنا وتفكيرنا وسلوكياتنا ؟!

      نعم! فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكنا.

هل للألوان تأثير على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين؟

      لا! بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها لأن للألوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم؛  لذلك استخدم الصينيون القدماء الألوان في علاج الأمراض كما استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتريا وبالتالي المحافظة على الموميات.

وتنقسم الألوان إلى قسمين:

       الألوان الموجبة: وتمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم والأكزيما (وقديمًا كانوا يلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة) وتحت الأحمر في فقر الدم والسل، والأسود يعطي الإحساس بالإكتئاب ومثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الإكتئاب وفتح الشهية، والأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي والكبد حيث أن هذا اللون له تأثير نفسي فهو يسر النظر ويريحه قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل {…صفراء فاقع لونها تسر الناظرين{69}}(سورة البقرة) . وقد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجامًا مع البيئة وخصوصًا للطلبة لهذا تدهن الفصول الدراسية باللون الأصفر.

      الألوان السالبة: وتمتاز بتفاعلها القلوي وتأثيرها المهدئ كالأزرق فإنه يخفض ضغط الدم وتصلب الشرايين، والنيلي ينشط الذاكرة، والبنفسجي يمنع العدوى، والبمبى مهدئ لذا يستخدم في غرف النوم  كما أنه  يستخدم في مراكز علاج الإدمان، والأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة .  هذا وقد ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم فما هو سر هذا اللون؟!

        لقد ورد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة والمتعة والأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان{76}} وقال تعالى : {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا{21}} (سورة الإنسان).

        وبحسب أحد علماء النفس: “إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا وإحجامنا ويشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة وبالسرور والكآبة, بل يؤثر في شخصية الإنسان وفي نظرته إلى الحياة. وبسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصيين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى، وكذلك الملابس ذات الألوان المناسبة وقد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي, أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار. واللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الأحمر الذي يشعره بالدفء وتوصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور والبهجة وحب الحياة هو اللون الأخضر. لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين والممرضات.

        وأذكر هنا تجربة تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار – لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ. واللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر وليست بالقصيرة كالأزرق. وهو لون إيجابي بنسبة 100% لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة.



*  رئيس الجمعية الأمريكية للعلوم التقليدية واستشاري الطب البديل. للراغبين بمتابعة المقال بكامله مراجعة الموقع www.nooran.org