للذي ببكه مباركًا

ذكر مكة والحج في التوراة

بقلم المهندس مراد عبد الوهاب الشوابكه*

clip_image441

الحمد لله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد منزل القرآن والتوراة والإنجيل ربّ كل شئٍّ ومليكه، العليم بخلقه، المحيط بأسرار كل شئٍّ وخفاياه.

أمّا بعد؛ فان المتأمل للقرآن الكريم وسورة آل عمران خصوصاً في مسألة الخطاب الإلهي لأهل الكتاب وكشف زيفهم وخداعهم ومحاولتهم للبس الحقائق على الناس يعلم مدى حرصهم على إبعاد الناس عن الحقيقة الصارخة والصراط المستقيم. عندما قرأت البحث الذي كتبه الدكتور ” محمد عبد الخالق شريبة ”  الذي بعنوان    “محمد رسول الله في التوراة والإنجيل ”  الموجود على هذا الموقع  انتابني شعور خفي إزاء محاولة تحريف أهل الكتاب لكلمة ” بكه ”   الموجودة في الكتاب المقدس – النسخة الإنجليزية – Holy Bible : the new king James version )) إلى كلمة ” البكاء ” في النسخة العربية للكتاب المقدس، “طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك (الأصل كلمة الحج ) في قلوبهم

عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً أيضا ببركات يغطون مورة” (84: 6)

“Blessed are they that dwell in thy house. they will be still praising you, blessed is the man whose strength is in you, whose heart is set on piligrimage  as they pass  through the valley of Baca make it awel”

PSLAMS (84-6)

 ولو لم تكن هذه الكلمة ذات اثر كبير في صدق الرسالة الإسلامية لما لجأوا إلى هذه المحاولة الفاشلة التي زادتنا تمسكاً بالحق .

كما إن في هذه النسخة  الإنجليزية تأكيد على قدسية المكان وارتباطه الوثيق بالحج، والكلمة الدالّة على ذلك وهي Pilgrimage  قد حذفت تمامًا من النسخة العربية، وكأن الهدف من تغيير كلمة بكة  إلى بكاء وكذلك حذف ما يدل على الحج هو عبارة عن محاولة تضليل خصوصاً لأهل الكتاب من النصارى العرب الذين يسمعون القرآن الكريم يومياً بما في ذلك سورة آل عمران التي تذكر فيها ” بكه ” صراحة {إن أوّل بيت وضع للناس للذي ببكّة مباركًا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97)}.

أمّا الغربي الذي لا يسمع القرآن ولا يفقه لغته أيضًا فلا بأس إذا كانت كلمة ” بكه ” بين يديه ولكن مع ذلك حاولوا إسقاطها من بعض النسخ المنقّحة الأخرى!!!

clip_image442صورة مأخوذة من الكتاب المقدس النسخة الإنكليزية ويظهر فيها كلمة بكة(Baca) وكلمة الحج (pilgrimage)

ولكن هل نجد إشارات عن هذا التحريف بالذات  مذكورة في القرآن الكريم؟

          الجواب سيكون من سورة آل عمران نفسها إذ أننا نعلم أنها ومن خلال اسمها فإنها تتكلم عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولكن مكان هذه الآية في وسط الخطاب الإلهي لبني إسرائيل وطلبه جل جلاله منهم أن يأتوا بالتوراة فيتلوها إن كانوا صادقين ثم يأتي الله جل جلاله بوعيد منه لكل من يحاول أن يفتري على الله الكذب ويصفهم بالظالمين؛ ليدل بذلك على محاولاتهم الدائمة لمثل هذه الأعمال المشينة.

ثم بعد ذلك يذكر الله عزّ وجلّ الآية المحورية رقم 96 أعلاه والتي يذكر فيها كلمة ” بكه ” لتتضح بذلك ملامح الموقع المذهل لهذه الآية التي لم تأتِ غريبة عن النص القرآني وانما أظهرت إبداعًا ربانيًا وإعجازًا غيبيًا لمعرفة الله الأزلية لمحاولة تحريف هؤلاء لهذه الكلمة التي ذكرها الله جل جلاله بالدقة المتناهية في القرآن الكريم بحرف الباء وليس الميم مكة ليدل بذلك على آن الله جل جلاله علمه محيط، لا تخفى عنه الحروف ولا أصغر من ذلك ولا أكبر فهو الذي أنزل القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون، ونفهم بذلك بداية سورة آل عمران: { آلم (1) الله لا اله إلا هو الحي القيوم (2) نزّل عليك الكتاب بالحق مصدّقًا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (3) من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين

كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام (4)}  صدق الله العظيم.


*  المراجع: (للراغبين بمتابعة البحث بكامله مراجعة الموقع www.55a.net)

1) القرآن الكريم.

2) الكتاب المقدس بالنسختين العربية والإنكليزية المزمور الرابع والثمانين الفقرة السادسة.

3) بحث للدكتور محمد عبد الخالق شريبة ” محمد رسول الله في التوراة والإنجيل”.