براز الكلاب يلوّث هواء المدن الأميركية

ترجمة أ. هادي فتح الله*

 

في 19 يوليو/تموز 2011 أعلن فريق من العلماء من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية نتائج بحوثهم المطولة لاكتشاف مصادر الجراثيم التي تلوث مناخ عدد من المدن الأميركية، وخلصت إلى أن براز الكلاب هو المصدر الأول لهذا التلوث الخطير.

وكان فريق البحث مؤلفاً من العلماء التالية أسماؤهم:

-روبرت باورز، قسم البيئة وعلم الأحياء التطوري، جامعة كولورادو في بولدر

-ايمي سوليفان، قسم علوم الغلاف الجوي، جامعة ولاية كولورادو

-إليزابيث كوستيلو، قسم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة، كلية الطب، جامعة ستانفورد

-جيف كوليت الابن، قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية، جامعة كولورادو في بولدر،

-روب نايت، معهد هوارد هيوز الطبي، بولدر

-نوح فرير، معهد للبحوث في مجال العلوم البيئية، جامعة كولورادو في بولدر

ومما جاء في تقرير هذا الفريق العلمي:

أن الجو مليء بالبكتيريا، وأن هذه الأخيرة تشكل في كثير من الأحيان جزءا كبيرا من الهباء العضوي، وأن الأمراض المحتملة التي تسببها النباتات والحيوانات تنتقل عبر الهواء، ويمكن للبكتيريا المحمولة جوا أن تكون لها آثار هامة على الصحة البشرية كمسببات للأمراض أو مثيرات للحساسية والربو والحساسية الموسمية.

إستخدم الباحثون طرقاً وأجهزة متطورة لتحليل التجمعات البكتيرية الموجودة في جزء الهباء الجوي، وجمعوا عينات من أجواء المدن في مختلف أنحاء الغرب الاوسط في الولايات المتحدة، على مستويات أعلى بقليل من سطح الأرض، وبعد أن قورنت التجمعات المتنقلة في الهواء بتلك الموجودة في مئات العينات التي تمثل بيئات محتملة، ومنها التربة وسطح أوراق النباتات، أظهرت الأبحاث أن مواد البراز، وخصوصا براز الكلاب، غالبا ما تمثل مصادر غير متوقعة من البكتيريا الموجودة في الغلاف الجوي، وخاصة في المواقع المتمدنة. كما تبين أن هذه التجمعات تتأثر بالفصول المناخية، بحيث تزداد نسبتها خلال فصل الشتاء.

أخذت العينات من أربعة مواقع في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة ، واستغرقت الحملة حوالي 6 أسابيع في منتصف صيف 2007 و6 أسابيع في منتصف شتاء 2007. وقد تم جمع ما يقرب من 20 حتي 30 عينة في كل موقع، على فترة استمرت 3 أيام. وكان الموقع في “مايفيل” في منطقة سكنية تحيط بها حقول الذرة. أما المواقع الثلاث الأخرى فتقع في ممرات في المناطق الحضرية، مع “شيكاغو” و”ديترويت” و”كليفلاند”. وتم جمع العينات على ارتفاع متر واحد إلى متر ونصف في مايفيل وديترويت، وعلى ارتفاع أربعة أمتار في شيكاغو، وكليفلاند.

وللبكتيريا المحمولة جوا تأثيرات هامة على الصحة البشرية وعلى الدورة الإنتاجية للنظم الإيكولوجية الطبيعية، فالبكتيريا يمكن أن تسبب، على سبيل المثال، الحساسية والربو والحساسية الموسمية، وأن تنقل الأمراض التي تنتشر بشكل متزايد في الدول المتقدمة، خصوصا الربو التحسسي الذي يؤثر حاليا على الملايين من الناس في الولايات المتحدة .

وأشارت النتائج إلى أن الغائط، وبراز الكلاب على وجه الخصوص، هو مصدر رئيسي للبكتيريا في الهواء الطلق في المناطق الحضرية، لا سيما في كليفلاند وديترويت، بالرغم من وجود مرافق معالجة مياه الصرف الصحي التي تقع داخل دائرة نصف قطرها 10ميل من شيكاغو وديترويت وكليفلاند بعيداً عن مواقع أخذ العينات التي قد تنبعث من البكتيريا البرازية في الغلاف الجوي (Fusobacteria).

وعن طريق الإحصاء تم الربط بين نتيجة تلوث أجواء المدن المذكورة وبين أعداد الكلاب المتزايدة فيها، إذ تبلغ نسبة الكلاب للسكان (٪37)، عدا عن الكلاب الشاردة ولا سيما في ديترويت، حيث تشير التقارير الصادرة مؤخرا أن هناك 10 آلاف من الكلاب الضالة داخل حدود هذه المدينة .

 ___________________________________________

*من أصدقاء المنتدى، ماجستير في الإدارة العامة وزميل في معهد كورنيل للشؤون العامة.

(Cornell Institute for Public Affairs).