جعل الله المسلمين خير أمة وجعل رسوله إليهم أولهم وأفضلهم

بقلم أ.ع.

 

1-جعل الله المسلمين خير أمة وجعل رسوله إليهم أولهم وأفضلهم البتة:

قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ …} {110} (سورة آل عمران). وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ … {14} (سورة الأنعام).

كما قال تعالى فيه: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {128} (سورة التوبة).وقرأها صلى الله عليه وسلم مرة بفتح الفاء:{من أنفَسِكم}. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا رسول الله ما معنى {أنفسكم}؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا، ليس في ولا في آبائي من لدن آدم سفاح كلها نكاح”[1].

وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمن يتشدد في العبادات من أصحابه: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني [2]‏.

2- أرسل الله الأنبياء والرسل لهداية أقوامهم خاصة وأرسل محمداً للعالمين كافة:

قال الله تعالى له: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107}  (سورة الأنبياء).

وقال له أيضاً: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا…{158} (سورة الأعراف).

3-مما فضله الله تعالى به على سائر الأنبياء:

قال صلى الله عليه وسلم: ” فُضِّلت على الأنبياء بست: أُعطِيت جوامع الكلم، ونُصِرت بالرعب، وأُحِلَّت لي الغنائم وجُعِلَت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأُرسِلْتُ إلى الخلق كافة، وخُتِمَ بيَ النبيون”.[3]

4- لو اجتمع به أي نبي لوجب عليه أن ينضم إليه ويتبعه:

قال الله تعالى في سورة آل عمران: وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {81} فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {82}.

وأتى عمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال: ” أَمُتَهَوِّكون[4] فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيّا ما وسعه إلا أن يتبعني”.[5]

وموسى عليه السلام هو من أولي العزم ومن أشهر الأنبياء والرسل. فكيف بسائرهم؟

5-هو خاتم النبيين وماحي الكفر: قال الله تعالى فيه:

مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {40}. (سورة الأحزاب).

وقال صلى الله عليه وسلم:” إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب “[6] وزاد الإمام مسلم:” “الذي ليس بعدي أحد”.

والعاقب هو الذي يعقب غيره من الأنبياء فيكون خاتمهم .

6- أعطاه الله من العلم ما لم يعطه أحداً من خلقه:

كان صلى الله عليه وسلم في البدء إذا استعصت عليه إجابة يقول مهلاً حتى أسأل جبريل، ثم أتته من ربه يوماً أعطية ما بلغنا أنها أعطيت لغيره من قبل:

عَن ابنِ عَبّاسٍ قَال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “أَتَانِي اللّيْلَةَ رَبّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى في أَحْسَنِ صُورَةٍ ـ قَالَ أَحْسِبُهُ في المَنَامِ ـ فَقَالَ يَا مُحَمَدُ هَلْ تَدْرِيَ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قَالَ قُلْتُ لا، قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيّ حَتّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيّ أَوْ قَالَ في نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا فِي السّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ.(وفي رواية أخرى: فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفّهُ بَيْنَ كَتِفَيّ. قَدْ وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيّ فتجَلّى لِي كُلّ شَيْءٍ وَعَرَفْت)،(وفي رواية ثالثة: فعلمتُ ما بين المشرقِ والمغربِ،)، قَالَ يَا مُحَمّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ نَعَمْ في الكَفّارَاتِ، والكَفّارَاتُ المُكْثُ فِي المَسْجِدِ بَعْدَ الصّلوات، والمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إلى الجَمَاعَاتِ وإسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكارِهِ، ومَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّهُ، وقَالَ يَا مُحَمّدُ إذَا صَلّيْتَ فَقُلْ اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. قَالَ والدّرَجَاتُ إِفْشَاءُ السّلاَمِ وَإطْعَامُ الطّعَامِ والصّلاَةُ باللّيْلِ والنّاسِ ونيَامٌ”.[7]



[1]  أخرجه ابن مردويه عن أنس.

[2] عن انس رضي الله عنه،  مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

[3]   أخرجه مسلم في صحيحه والترمذي عن أبي هريرة.

[4]  متهوكون: متحيّرون.

[5]  أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله.

[6]  متفق عليه [البخاري ومسلم] والترمذي والنسائي عن جبير بن مطعم.

[7]  رواه الترمذي عن ابن عباس.والطبراني في الكبيرعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه. ورواه أحمد عن معاذ وغيره ورجاله ثقات.