الإعجاز العلمي في خلق آدم على صورته الحالية

د. صالح أحمد رضا*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

من القضايا الهامة التي شغلت فكر الإنسان منذ عصور متطاولة عبر التاريخ بداية الخليقة.
كيف بدأ الخلق… ومتى بدأ… وبأي شيء بدأ…؟ أسئلة دارت في ذهن الإنسان وما زالت… فكل أخذ يحاول جهده الإجابة عليها بفكره ورأيه.

خلق الله تعالى آدم على صورة لم تتغير
لقد اختلف العلماء في كيفية خلق هذا العالم، ومنه خلق الإنسان، فذهبوا مذاهب شتى، وفرضوا فرائض مختلفة، ومما لا شك فيه أن الإنسان بعلمه التجريبي لا يستطيع أن يصل إلى نتيجة حتمية نهائية في هذا الموضوع، وذلك لأن الباحثين لا يستطيعون أن يدخلوا الكون إلى المختبر ليجروا عليه تجارب ناجحة تبين لهم متى وكيف نشأ، وما هي التغيرات التي طرأت عليه عبر العصور والسنين الطويلة التي مرت به، ومر عليها، وكذا الإنسان، كما أن المعلومات التي يحصلون عليها من العظام، أو المتحجرات لا يستطيعون أن يجزموا بأن ما رأوه هو نهاية العلم، وخاتم المعرفة، فلعل حفريات جديدة، أو اكتشافات حادثة تعطيهم أمراً جديداً لم يكن يخطر على بال أحد منهم، {إن نظن إلا ظناً} [الأحقاف، 32].
ومن جملة هذه الفرضيات الواردة “نظرية دارون” عن خلق العالم، والتي جاء فيها أن الإنسان تطور عبر الزمن السحيق قبل ملايين السنين من خلية وجدت في الأرض في مستنقع آسن إلى حيوان وحيد الخلية… إلى كثير الخلايا… إلى أن صار قرداً… إلى أن قلب القرد إنساناً… وبهذا يتجه اتجاهاً معاكساً للدين تماماً الذي يجعل الإنسان منتسباً لآدم وحواء ابتداء.

فهي نظرية إلحادية جاءت لتقول للإنسان لا تؤمن بوجود إله خالق، فهي إنما وجدت لتأصيل عقيدة، ورسم معالم منهج لحياة مجموعة من البشر ملحدة لا تريد أن تصيخ لصوت العلم، ولا لصوت العقل، فرأت أنه لا بد لها من ربط علمي، وتسويغ منطقي لمعتقدها، وسلوكها في الحياة. وقد قال داروين: إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت.
فمجمل النظرية تقوم على أن الوجود قام بدون خالق، وتقوم النظرية على المبادئ التالية:
• جميع المخلوقات كانت بدايتها من خلية واحدة هي “الأميبيا”.
• إن هذه الخلية تكونت من الحساء العضوي نتيجة لتجمع مجموعة من جزيئات البروتين، وبينها بقية العناصر الأخرى حيث أدت عوامل بيئية ومناخية (حرارة امطار، رعد، صواعق) إلى تجميع هذه الجزئيات في خلية واحدة هي “الأميبيا”.
• إن جزيء البروتين تكوّن نتيجة مجموعة من الأحماض الأمينية. وترابطها بروابط أمينية، وكبريتية، وهيدروجينية مختلفة، إضافة إلى تأثير العوامل البيئية، والمناخية.
• إن الأحماض الأمينية تكونت- بدورها- نتيجة لاتحاد عناصر الكربون، والهيدروجين، والنتروجين، والأكسجين.
• إن الخلية الأولى أخذت تتطور، وتنقسم إلى مخلوقات ذات خليتين، ثم إلى متعددة الخلايا… وهكذا حتى ظهرت الحشرات، والحيوانات والطيور، والزواحف، والثدييات ومن ضمنها الإنسان، كما أن جزءاً من الخلية انقسم وتطور إلى أنواع من الخمائر والطحالب، والأعشاب، والنباتات الزهرية، واللازهرية.
• إن الإنسان يمثّل قمة التطور، الذي جاء من القرود التي تمثل قمة الحيوانات غير الناطقة.
• إن السلسلة البشرية تظهر تطوراً عقلياً وذهنياً، يزداد كلما ارتقى في سلم التطور البشري، ولذا كانت البشرية طبقات، والتأكيد على تفوق الجنس الأوروبي الأبيض.

وكانت نظرية داروين إيذاناً بميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، ونظرية برجسون في الروحية الحديثة، ونظرية سارتر في الوجودية، ونظرية ماركس في المادية الجدلية، وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين، وارتكزت عليه في منطلقاتها، وتفسيراتها للإنسان، والحياة، والسلوك.
إن فكرة التطور أوحت بـ “حيوانية الإنسان”، وتفسير عملية التطور على التصور الدارويني أوحت “بماديته”.

ويأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبين لنا أن الله تعالى خلق آدم على صورته التي هي عليه، (أي صورته التي نراها اليوم)، دون أن يطرأ عليه أي تغيير أو تبديل.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خلق الله آدم على صورته”. (رواه البخاري ومسلم وأحمد وأبو عوانة وعبد الرزاق).
يعني أن الله تعالى خلق آدم على صورة آدم التي هو عليها، والتي هي عليه، والتي نلاحظها في بني آدم أينما مضينا في هذه الدنيا التي نعيش فيها.
فهذا الحديث الشريف يثبت أن آدم لم يتغير في شكله العام، وصورة وجهه منذ خلقه الله تعالى إلى يومنا هذا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وفي مقال ظهر في “مجلة العلم” (ساينس دايجست) في عدد كانون الثاني يناير (1961م) بعنوان “هل يجب أن يحرق داروين”؟ يقول الكاتب: “ولعل من أبرز ما تمخض عنه المجال العلمي في فرنسا خلال العام المنصرم هو نبذ نظرية التطور، فبعد أن كانت هذه النظرية موضع نقد في الماضي أصبحت اليوم هدف حملة شديدة يبدو أنها فتحت الطريق في فرنسا على الأقل لنظرية جديدة بشأن أصل الأنواع، وإليكم بعض الاعتراضات المحرجة التي يدلي بها المعارضون الفرنسيون، “إذا كانت الزرافة ذات العنق الذي يزيد على مترين هي حصيلة الاصطفاء الطبيعي، وأنها أفضل مثال على تنازع البقاء، فماذا يقول أصحاب هذا الرأي بالخروف الذي لا يزيد طول عنقه على بضعة سنتيمترات؟ ثم أليس الزرافة والخروف أبناء عم، أو إخوان في عالم الحيوان؟ فهل باستطاعة أولاد عم يعيشون جنباً إلى جنب ويكون أحدهما أقدر على البقاء من الآخر لأن أحدهما طويل العنق، والآخر قصير؟” إلى آخر ما جاء في المقال نقلاً عن كتاب، “خلق لا تطور- تعريب إحسان حقي- ط.دار النفائس”.

جاء في مجلة المكتشفات (discovery) في عددها الصادر في مايو / أيار 1962 م مقالاً مفاده: لقد أثبت العلم الحديث بما لا يدع مجالاً للشك أن العناصر المعدنية ميالة للتجرد والاستقرار، وهي لسوء حظ الدارونية عاجزة كل العجز عن توليد حال من الاستقرار الكيميائي التي تتسم به الكائنات الحية، لذا صار مؤكداً استحالة تحول المواد الجامدة إلى أخرى بشكل عفوي، أو بمجرد صدفة بلهاء.
فإذا كان تحول العناصر الخاملة إلى مواد عضوية مركبة مستحيلاً، فأنى لها أن تشكل خلية مذهلة في تركيبها، ووظائفها، ومعجزة في بنيان وتصميم جدارها، ونواتها، وريبوزوماتها، والشبكات الاندوبلازمية، وأجهزة كولجي، وغيرها من العضيات الخلوية البالغة الدقة، والتي تعد بالآلاف في خلية لا يزيد قطرها عن بضعة ميكرونات!وإذا كان ظهور خلية واحدة من الجماد مستحيلاً، فكيف للجماد أن يتمخض عن (100) تريليون خلية حية تشكل بمجموعها الجسم البشري؟
ومن ثم كيف يمكن للجماد أن يخلق من نفسه خلية حية تفوق في عظمتها، وتعقيدها مدينة نيويورك، أو أي مدينة صناعية ضخمة؟ (كما ورد في مجلة (لوك look) الأمريكية في عددها الصادر في يناير/ كانون الثاني 1962م).

قال العالم البيولوجي البروفيسور (جيمس غراي Sir Games Gray) الأستاذ بجامعة كامبردج، “تفوق الجرثومة، وهي خلية بسيطة، في تعقيدها أي نظام عرفه الإنسان، وصنعه من الجماد بما في ذلك الكمبيوترـ
وعلى الرغم من أن الجرثومة خلية بدائية إلا أنها أعقد من أي معمل ظهر إلى الوجود حتى الآن”.

لقد أكد العلماء أن الخلية العصبية: (neuron) أشد تعقيداً من أي عقل الكتروني، علماً أنها أصغر من الملم الواحد بعشرات الآلاف من المرات.
وإذا علمنا أن في الدماغ البشري 100 مليار جهاز كومبيوتر حيوي، فائقة الدقة والتعقيد، أفلا نعتبر خلقها إعجازاً مذهلاً تخشع له القلوب المتحجرة؟ أم أن هذه المليارات من الكومبيوترات الدقيقة قد ظهرت من الجماد، ثم تخصصت وتطورت وهذبت نفسها بنفسها حتى أضحت على هذا النحو الوظيفي المعجز؟؟!!.

ويقول الدكتور “بونر” في كتابه “أفكار علم الأحياء”: “إن الخلية وحدة عجيبة التركيب من حيث التطور”.
ويبدو لنا انه من السهل علينا أن نتصور تحول خلية وحيدة إلى نبات، أو حيوان معقد من أن نتصور مجموعة من المود الكيميائية تتحول إلى خلية، هذا وإن الدراسة البدائية للتطور قد هبطت إلى مرتبة الظنون العلمية” (نقلاً عن كتاب خلق لا تطور /38/).
وقال: يتعذر على كل عاقل أن يصدق تحول الجماد إلى خلية حية بشكل عفوي، أو بمحض المصادفة لقد كانت نتيجة الدراسات التي قام بها علماء القرن العشرين في هذا المجال أن وضعوا نظرية النشوء الذاتي والتطور في خزانة الشطحات والظنون العلمية.

ويقول الأستاذ طومبسون في كتابه “النمو وعلم دراسة الهيئة” بشأن الحلقات المفقودة في تصنيف الداروينية للكائنات الحية:
“إن دراسة ثمانين سنة للدارونية التطورية لم تعلمنا كيف أن الطيور انحدرت من الزواحف والثدييات من ذوات الأربع، وذوات الأربع من الأسماك، وذوات الفقار من غير الفقاريات، ونجد أن المشكلة ذاتها حتى عند غير الفقاريات، والهوة عميقة جداً بين ذوات الفقار وغير الفقريات، وبين المجوفات وذوات الخلية الواحدة بحيث إننا لا نستطيع أن نرى من جانب الهوة الواحدة الجانب الآخر، بل إننا نقطع حاجزاً كلما أردنا أن نمر من أسرة إلى أخرى، ومن جماعة إلى جماعة.

فهناك مبدأ مقرر لعدم الاتصال ملازم لكل تصنيفاتنا، ولذا فمن العبث البحث عن ممر وسط لملء الفراغ، (نقلاً عن كتاب: خلق لا تطور).
حتى الذين ينتمون إلى هذه النظرية، فإنهم إنما يقبلونها لأنها توافق ميولهم الإلحادية، مثل آرثر كيت- وهو دارويني متعصب-
يقول: “إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين، وستظل كذلك، والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد لها الممكن هو الإيمان بالخلق المباشر- أي الاعتراف بالله تعالى- وهذا غير وارد على الإطلاق، فهل يعتبر المغرورون من أبناء المسلمين بهذا القول الابليسي الذي لا يعتمد إلا على المكابرة والفجور؟!
هذا وقد تتابع الكثيرون من العلماء والباحثين في التصدي لهذه النظرية الداروينية مثل: آغا سيز في انجلترا، وأوين في أمريكا حيث قال: “إن الأفكار الداروينية مجرد خرافة علمية، وإنها سوف تنسى بسرعة”.

ونقدها كذلك العالم الفلكي الشهير هرشل ، ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي، ويقول كريسي موريسون: “إن القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئاً عن (وحدات الوراثة: الجينات) وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقاً، أعني عند الخلية”.
وأنتوني ستاندن صاحب كتاب “العلم بقرة مقدسة” يناقش الحلقة المفقودة وهي ثغرة عجز الداروينيون عن سدها، فيقول: “إنه لأقرب من الحقيقة أن تقول: إن جزءاً من السلسلة مفقودة، وليس حلقة واحدة، بل إننا نشك في وجود السلسلة ذاتها”.

وستيوارت تشيس يقول: أيد علماء الأحياء جزئياً قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان، وأن الفكرة صحيحة في مجملها”.
ويقول أوستن كلارك: “لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأن أياً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيرها، إن كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج عن عملية خلق خاصة متميزة، لقد ظهر الإنسان على الأرض فجأة، وفي نفس الشكل الذي نراه عليه الآن”.

وفي كتاب “علم الأحياء اليوم” لـ كلارك ومولر جاء: “لم تفسر نظرية داروين كيفية انتقال الصفات المكتسبة كما لم تفسر سبب ظهور مخلوقات ذات أعضاء واجهزة في غاية من التعقيد لم تكن معهودة في الأزمنة الغابرة”.
وقد أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.
“من شطحات هؤلاء الماديين ادعاؤهم أن أي قطرة من البروتوبلازما ستتحول إلى حيوان بدائي كالأميبيا، وقالوا: إن الحياة ستتشكل إذا استطاع الإنسان تركيب البروتوبلازما مخبرياً (والبروتوبلازما هو الهيولى أو المادة الأساسية التي تتركب منها الخلية الحية) لقد صدقهم بعض العلماء والمجربين فركبوا مواد مماثلة لبروتوبلازما الأميبيا الذي يعتبر أبسط أشكال الحياة على وجه الأرض، ففوجئوا بأنها لم تتحرك، ولم تدب فيها الروح، ولم تتكاثر، ولم تنقسم، ولم تتمخض عنها كائنات حية أبداً.”

هذا وقد قال داروين نفسه لهؤلاء: “إني أعترف أن من الحماقة الاعتقاد أن التطور، والاصطفاء الطبيعي قادر على صنع “عين” بما فيها من المؤهلات غير القابلة للتصنيع والتقليد”.
إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة التي تثبت أن نظرية “دارون” القديمة، وكذا الداروينية الحديثة التي اضطر أصحابها أمام النقد العلمي الذي وجه إلى النظرية، ولم يستطيعوا أمام ضعفها إلا أن يخرجوا أفكاراً جديدة تدعيماً لها وتدليلاً على تعصبهم الشديد حيالها فأجروا سلسلة من التعديلات منها:
إقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور، واستبدلوا به قانوناً جديداً سموه قانون التحولات المفاجئة، أو الطفرات وخرجوا بفكرة المصادفة.
وأرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولاً عدة تفرعت عنها كل الأنواع، وليس أصلاً واحداً كما كان سائداً في اعتقاد أصحاب النظرية الأولى.
وأجبروا على الإقرار بتفرد الإنسان بيولوجياً رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد، وهذه هي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.
وأخيراً فكل ما جاء به اصحاب الدراوينية الحديثة ما هو إلا أفكار هي ضرب من الخيال، والظن الذي لا يصلح أن يكون نظرية علمية محققة، وهي فرض من الفروض التي لا حقيقة لها في واقع الحياة، بل

هي نظرية هزيلة أعجز من أن تستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم الخبير {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه، 5].
إضافة إلى أنها لا تثبت من جهة التجارب العلمية لأنه لا يمكن إجراء التجربة على التطور الذي يفترضونه جرى خلال ملايين السنين، كما أن المستحثات الحجرية لا تقر شئياً من ذلك.
ويتضح مما سبق، أن نظرية داروين دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون مندل الوراثي، واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات) باعتبارها الشفرة السرية للخلق، واعتبار أن الكروموسومات تحمل صفات الإنسان الكامالة، وتحفظ شبه الكامل للنوع.

وقال العالم الذي- كان يتبنى نظرية داروين- البروفيسور سميسون- الأستاذ في جامعة هارفارد- في كتابه الشهير” الأشكال الرئيسية للنشوء:
“لقد أكدت الدراسات العلمية بما لا يدع للشك مجالاً أن الكائنات الحية المعاصرة كافة بما فيها الإنسان قد ظهرت بشكل مفاجئ، ولا تمت بصلة قرابة للمخلوقات القديمة، كما أثبتت الأبحاث والعلوم عدم وجود تطور مستمر ولا اشكال متقدمة لحيوانات انتقالية تطورية”.

لقد بينت الدراسات الحديثة أن طبيعة وتركيب الكروموسوم البشرية مخالف تماماً لتركيب كروموسومات الحيوانات بما فيها القردة كما بينت وجود طابع صبغي لكل من هذه الأنواع تميزها عن الأنواع الأخرى، فتجعل منها نوعاً منفصلاً ومستقلاً منذ خلقها الله تعالى، وحتى قيام الساعة.

يقول العالم البروفيسور واطسون، والبروفيسور كريك: إن طريقة انتظام وتسلسل الأحماض النووية في (الخريطة الوراثية) الدنا: (DNA) تحدد صفات المخلوق، وشكله وخواصه، ووظائف أعضائه، وبذلك فهي تميزه عن باقي المخلوقات، وبهذا الطابع الوراثي (genotype) يتميز الإنسان عن القردة عن الخنازير… وهكذا.

وقد أثبت العالم القائم على التجربة بطلان النظرية بأدلة قاطعة، وأنها ليست نظرية علمية على الإطلاق، والإسلام وكافة الأديان الربانية تؤمن بوجود الخالق البارئ المدبر المصور الذي أحسن صنع كل شيء خلقه، وبدأ خلق لإنسان من سلالة من طين، ثم جعل نسله من نطفة في قرار مكين، والإنسان يبقى إنساناً بشكله وصفاته، وعقله لا يتطور ولا يتحول {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات، 21].
___________________________________
*جامعة الشارقة. وللراغبين بمتابعة البحث بكامله مع المراجع كاملة العودة الى الموقع www.ioqas.org.sa.