هل أُصِبت كما أُصيب؟*

العدد الثامن والأربعون شتاء 2019 – 48

هل تطلقت إحدى قريباتك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلقت ابنتاه !!
هل فقدت أحد أولادك؟ توفي كل أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته باستثناء فاطمة توفيت بعده بأشهُر!
هل اتهِمت في عِرضك؟ اتُهِم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرض زوجته عائشة رضي الله عنها. وبرأها الله من فوق سبع سموات !!
هل أنت مدين لأحد بشيء من المال؟ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي !
هل ضاقت بك الحال حتى أنك لا تملك قوت يومك؟ بيت الرسول صلى الله عليه وسلم تمرعليه شهور لم يوقد فيه نار!
هل فقدت أحد والديك؟ ولِد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيمَا لأب ونشأ يتيمَ الأم !
هل تغرّبت من بلدك مختاراً او مضطرا ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم طرده قومه.
هل تعرضت لمحاولة قتل متعمدة؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض للاغتيال مراراً من قبل اليهود والمشركين.
(…) هل تعرضت لإهانة من أحد؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم شتمه قومه ووضعوا فوقه سلا الجزور.
هل شعرت بتضييق الرزق عليك ومحاصرة من حولك لك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصره قومه في الشِّعب مدة ثلاث سنين !!
هل تحمل همّ أمرٍ ما وعناءه ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل هموم الدعوة والرسالة، والمسلمين والخلق أجمعين !!
هل كذبك أحد وردّ عليك قولك؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبه قومه وردوا قوله !!(…)
هل اتهِمت بشيء لم تفعله؟ اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر والجنون !!
هل تعبت من العبادة؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم تفطرت قدماه من طول القيام !!
ربما أصابك واحد أو اكثرمن هذه الهموم والمتاعب، فحملت ما حملت من الهم والكدر!! فكيف بمن اجتمعت عنده جميعها؟؟
حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعها وتحمّل أعباءها، حملها بالله واستمر سعيداً متفائلاً لأنه وجد ما عند الله تعالى ما يُنسي ويُعزّي ويؤمِّل ويُرضي.
فهذه رسالة لكل مهمومٍ مسَّه الضر : هلا رضيت بما أصابك واحتسبته عند الله، واتخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنةً ومثالاً؟؟؟
صلّواعلى سيدنا وحبيبنا محمد وسلّموا تسليماً.

“الإعجاز”: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَنْ أُصِيبَ مِنْكُمْ بِمُصِيبَةٍ مِنْ بَعْدِي فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ مُصِيبَتِهِ الَّتِي تُصِيبُهُ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يُصَابَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي بَعْدِي بِمِثْلِ مُصِيبَتِهِ بِي» .


* من بريد القراء.