لم هذا التكتل ضدنا

الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله

49 – العدد التاسع والأربعون ربيع 2019

حين نزل الإسلام من أربعة عشر قرناً، طُبِّق واقعاً في الحياة. ولم يبق مبدأً نظرياً فحسب، بحيث لو تعرض للتطبيق خاس ولم ينفع، ولكنه طبّق.
وظلّت الدولة الإسلامية هي الدولة الاولى في العالم قرابة الف سنة. ذلك هو ما يخيف خصوم الإسلام ولذلك يحاولون جاهدين أن يجعلوا مبادئ الإسلام باهتة في نفوس المسلمين أنفسهم، فيورّدون لهم كل شر.
وإذا ما ورّدوا لنا كل شر، أقبلنا عليها على أنه المظهر الحضاري، فإذا ما أخذنا عنهم ذلك سرّوا بهذا لأن ذلك يفتُّ في أعضادنا كمسلمين، وذلك يفرحهم هم، لأننا لو كنا مسلمين بحق لأخفناهم ولأرعبناهم ولما استقر لهم قرار، وقد جرّبونا.
إذاً فكل الوافدات التي تفد الينا من شرور هذه الحضارات، وافداتٌ مخطط لها، ومرسوم لها حتى لا يكون المسلمون كما يريدهم الاسلام، ويريدون منا ان يكون الله على ديننا، وأن لا نكون نحن على دين الله. فكأنهم يريدون الإنسان مشرِّعاً وكأنهم يريدون الله تابعا في دينه الى ما نقرره نحن.
كلما رأيت تكتلاً أمام الإسلام فافهم أن الذين يتكتلون يفهمون قوة الإسلام، ولو لم يكونوا فاهمين لقوة الإسلام لما تكتلوا أمامه ذلك التكتل.
كل القوى تتصارع ضد الإسلام، الملحدون ضد الإسلام، لماذا هذا التكتل؟ لماذا لم يتفقوا على شيء الا على الحرب على الإسلام؟ لأنهم عرفوا أن الإسلام اذا تيقّظ كمبادئ وكمنهج وسلوك فلن يبقى لظلمٍ دولة ولا لطغيانٍ أمة.