الأرضُ أرضُ الله

العميد الدكتور محمد فرشوخ

الكلمة الأخير من العدد 54 شتاء 2021

هذا الوباء هو جريمة العصر بلا منازع، مختبر فرنسي يباع بتمويل أميركي إلى مركز صيني، جهود علمية ضخمة بذلت، وأموال طائلة أنفِقت، ليس بحثاً عن علاج لمرض مستفحل بل لاستحداث وباءٍ فتاك يحصد ملايين الأبرياء.

السؤال الأول: ما هو الخطر المرعب الذي أقلق الدول الكبرى التي تمتلك ترسانات مرعبة من أسلحة الدمار الشامل، حتى جعلها تتعاون لاستحداث مثل هذا السلاح البيولوجي الخطر المعقّد؟
والسؤال الثاني: إذا كانت الأطراف الدولية المتنازِعة قد اجتمعت ووحدت جهودها لاستحداث هذا الوباء فمن هو عدوّها المستور الذي يرعبها ويقلق راحتها؟ لعلّه دين ما! أو أقوام محددون!
والسؤال الثالث: هل يعقل أن هذه الدول والمؤسسات العلمية الضخمة بما لها من علم متطور وعلماء متفوقين بارعين، قد عجزت لمدة سنة وأكثر عن إيجاد العلاج المضاد لهذا الوباء؟ ام انها تعرف ما تفعل بحيث جعلت سكان الكرة الأرضية حقلاً للاختبار بلا شفقة ولا رحمة ولا بحد أدنى من الشعور الإنساني وهم الذين ينادون صباح مساء ويتغنّون بحرية المرأة وبحقوق الانسان!
والسؤال الرابع: كيف يكون احتمال الوفاة جرّاء اللقاح (5%) أعلى من احتمال الوفاة بسبب الوباء (3%)! فعلام اللقاح إذن؟
والسؤال الخامس: يعلنون أن بعض رؤساء الدول قد تعافوا من الوباء في غضون أيامٍ قليلة، بينما يعاني عامة المصابين من المرض الشديد لمدة أربعة عشر يوماً، هذا لمن ينجو من الموت، فهل هناك عقاقير خاصة برؤساء الدول وبالأثرياء تخفى على عامة الناس؟
والسؤال السادس: كتاب ظهر في أواخر القرن الماضي، حدد اسم الوباء وموعد انتشاره عام 2020م، وتحدث عن ظواهره وآثاره، وللكتاب مصداقية ليس فيه شيء من التنبوء أو التنجيم، ويضيف هذا الكتاب ان وباءً أقسى سوف يجتاح الكوكب عام 2030م ويقضي على نصف سكان الكرة الأرضية. فهل هناك أجندة تنفذها سلطات خفية أقوى من الدول الظاهرة!
والسؤال السابع: ماذا عن النصب، المجهول صاحبه، المشيّد في مقاطعة “ألبرت” بولاية جورجيا الأميركية والذي نقش عليه أنه يجب خفض عدد سكان الأرض إلى خمسمائة مليون نسمة؟ لماذا لا تقوم الحكومة الأميركية بالتحقيق في الأمر وكشف الفاعلين حتى ولو كانوا من المهووسين ولماذا الإبقاء على هذا النصب قائماً!
والسؤال الثامن والأخير: ماذا عن الرقاقة التي لا يتجاوز حجمها حبة الأرز تزرع تحت جلد كافة سكان الأرض عاجلاً ام آجلاً، والتي ستحصي الناس وتراقب الناس وتسخّر الناس، وستسلبهم ثرواتهم لتتحول إلى عملة رقمية يتبادلها سكان الأرض بينما يجمع الذهب ولو بالمصادرة والقوة ليتكدس بين أيدي قلة قليلة تسيطر على بنوك العالم وثروات الأرض وخيراتها!

أموال طائلة تبذل وتنفق بسبب الوباء ومضاعفاته، كان بإمكانها ان تصرف على إطعام أطفال إفريقيا الذين يموتون جوعاً، ولإيصال ماء الشرب والكهرباء إلى قرى ومناطق لا تزال تعيش في أجواء القرون الوسطى. ولزراعة مساحات هائلة من الأراضي الخصبة تكفي لتغطية حاجات المليارات السبعة من سكان الأرض.
لكن ليس للجشع حدود، فللتسليح “كارتيل” ولصناعة الأدوية “كارتيل”، وللمخدرات، وللإعلام، وللمصارف كذلك، بتشابك منسق منظم ومبرمج، من مجموعة لم تعد تخشى من انكشافها لأنها باتت تحكم وتتحكم، قيل إنها أقوى من الحكومات المحلية والقوى الإقليمية وإنها ستحكم العالم، وتحول من يبقى على قيد الحياة من سكان الكرة الأرضية إلى عبيد يقومون بتأمين خدماتها ومصالحها.
من يظن أن هذا الوضع المأساوي السوداوي سوف ينجح ويدوم طويلاً هو أحد اثنين، إما مستسلم صغير رضي بأن يكون خادماً عميلاً لدولة عالمية قوية يؤمن بها أو يوقن بأنه لا أحد يقدر عليها، وإما أن يكون غافلاً عن الله وعن دينه وعن شرعه.
نسي أن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو بكل شيء عليم. ونسي أن الله تعالى خلق ولم يهمل، يمهل حتى تخرج الثعالب من أوكارها فينكشف الخبث والكفر والنفاق ثم يبطش بهم بغتة فإذا هم مبلسون.
فالعبد غادر والله قادر، العبد غافل والله حاضر، العبد يهمل والله يمهل، العبد تواب والله وهاب، العبد يستغيث والله هو المغيث، العبد صابر والله ناصر.
مهما استفحل شأن الوباء فإن الله تعالى قد خلق له الدواء، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ” مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، ‌عَلِمَهُ ‌مَنْ ‌عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ “.
ما نراه اليوم مستفحلاً سيغدو يوماً زائلاً، قال تعالى: ﵟ‌وَلَنَبۡلُوَنَّكُم ‌بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَﵞ [البقرة].
مهما أرهبونا وأرعبونا فلن نتخلى عن ديننا، قال تعالى: ﵟأَلَيۡسَ ٱللَّهُ ‌بِكَافٍ ‌عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ ﵞ [الزمر] وهو الذي وعد فقال: ﵟأَلَيۡسَ ٱللَّهُ ‌بِأَعۡلَمَ ‌بِٱلشَّٰكِرِينَ ٥٣ﵞ [الأنعام] وهو الذي توعّد فقال: ﵟأَلَيۡسَ ٱللَّهُ ‌بِعَزِيزٖ ‌ذِي ‌ٱنتِقَامٖ ٣٧ ﵞ [الزمر].
فبمن نثق وعلى من نتوكل والله تعالى يقول: ﵟأَلَيۡسَ ٱللَّهُ ‌بِأَحۡكَمِ ‌ٱلۡحَٰكِمِينَ ٨ ﵞ [التين].

الأرض أرض الله والملك لله ولئن عبث فيها شياطين من الإنس والجن فإنما بعلمه، والأمر بحكمته، ولا قدرة فوق قدرته، وما خاب من التجأ إليه ولاذ به ومتى فعلنا ما بوسعنا حق لنا أن ندعو ربنا:
اللهم يا قادر، يا عالم يا سميع يا بصير يا مجيب يا قدير، إنا تبنا إليك ولذنا بك، فأذهِب عنا ما نحن فيه من بلاءٍ ووباءٍ وغلاءٍ، اللهم إنا نعوذ بك من الداء ومن درك الشقاء وكيد الأعداء. ولا غالب إلا الله، عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.